ثقافة

“الغراند كافيه”… الفيلم الصامت الذي أعلن عن مولد السينما في العالم

في مثل هذا اليوم 22 مارس/ آذار من العام 1894 استطاع مؤسّس صناعة السينما في العالم الفرنسي لويس لومبير أن يعرّف بأول فيلم سينمائي في العالم عندما عرضه في المقهى الكبير في شارع الكبوشيين في باريس، حين شرع لوميير ومنذ وصول صناديق المنظار المتحرّك في تجاربه فأوجد المصورة الزمنية مستعملا في تحريكها الأسطوانة اللامحورية التي اخترعها العالم هورنبلور.

وكان موضوع الفيلم الأول في هذا العرض التاريخي هو مغادرة العمال مصنع لوميير في ليون، سواء على أقدامهم أو بالدراجات أو بالسيارات، وقد تمّ تصوير الفيلم خصيصا لهذه المناسبة… إنه يوم مولد السينما في العالم.

وفي هذا اليوم، تم تشغيل الابتكار الجديد “السينما توغراف”، أحد أقدم أجهزة عرض الصور المتحركة في التاريخ، والذي ابتكره الأخوان لوميير، وهو الجهاز الذي اشتقت منه كلمة سينما ويجمع بين الغرفة السوداء والمنوار والسحّـابة للصور الإيجابية، وقد تمّت صناعته في المعامل التي يديرها كاربنتييه ليبتكر لوميير بذلك آلة تفوقّت على مثيلاتها، وبكمالها التقني وجدّة مواضيع أفلامها حققت انتصارا عالميا. وحضر العرض يومها 33 شخصا، دفع كل منهم فرنكا فرنسيا، وتمّ عرض عشرة أفلام مدة كل منها 50 ثانية.

وفي أواخر سنة 1896 خرجت السينما نهائيا من حيز المخابر وتعدّدت الآلات المسجلة مثل آلات لوميير وميلييس وباتيه وغومونت في فرنسا، وأديسون والبيوغراف في الولايات المتحدة، وفي لندن أرسى ويليام بول قواعد الصناعة السينماتوغرافية حتى صار ألوف الناس يزدحمون كل مساء في قاعات السينما المظلمة.

وكل هذه الأفلام كانت صامتة إلى غاية عام 1927، حينذاك تمّ عرض أول فيلم ناطق بعنوان “مغني الجاز” من إنتاج شركة وارنر، ظهر فيه الممثل العالمي أل جونسون، وذلك من خلال جهاز الفيتافون، الذي يسمح بتسجيل صوت الممثل على أسطوانة من الشمع تُدار مع جهاز العرض السينمائي بطريقة ميكانيكية مطابقة للصورة، وهو جهاز يعتمد على اختراع هبورث.

وكانت بداية انطلاق السينما في الأساس قائمة على اختراع التصوير الضوئي، وإن كان ابن الهيثم هو المؤسّس الأول لمبادئ علم البصريات فإن ليوناردو دافنشي هو واضع مبادئ علم البصريات الحديث، ويأتي تعريف هذا الفنان في معجم الفن السينمائي.

والأخوان لوميير، أوغست ولويس لوميير، هما مخترعان فرنسيان، يعرفان بابتكارهما لآلة التصوير السينمائي وجهاز العرض “سينماتوغراف” الذي كان مصدر كلمة السينما التي ما زال عشاق الفن السابع يستخدمها حتى الآن، ورحل لويس لوميير في 6 جوان/ يونيو من العام 1948، ثم رحل أوغست في 10 أفريل/ نيسان 1954.

ومن الجدير ذكره أن مدينة الإسكندرية في مصر كانت من أوائل المدن التي استقبلت بعثة لوميير للتصوير السينمائي، والتي كان يرسلها لوميير لعرض اختراعه الجديد على الناس مقابل جمع المال لتطويره، وقد قامت البعثة بالفعل، في 8 مارس/ آذار من العام 1897، بتصوير بعض الشرائط الأولى بالمدينة، منها ميدان القناصل وبعض محطات الترام الشهيرة، وقد تمّ بالفعل تنظيم عروض سينمائية في الإسكندرية في المكان الواقع بين بورصة طوسون وتياترو الهمبرا.