تونس

الغارديان: لاجئون أفارقة يموتون في سواحل تونس

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، تقريرا عن فاجعة غرق 29 لاجئا من إفريقيا جنوب الصحراء قبالة السواحل التونسية، والتي جدت فجر الأحد 26 مارس أثناء محاولتهم الوصول إلى إيطاليا.
التقرير وصف الحادثة بأنّها “أحدث المآسي التي يتعرّض لها المهاجرون غير النظاميين والّذين ينطلقون لعبور البحر المتوسّط من تونس، وذلك بعد الحملة التي شنّتها السلطات التونسية على المقيمين من إفريقيا جنوب الصحراء بشكل غير قانوني”.
وتحت عنوان “لاجئون يغرقون قبالة سواحل تونس التي تقمع المهاجرين الأفارقة الذين لا يحملون وثائق إقامة”، أعاد الصحفي البريطاني سام جونز تسليط الضوء على خطاب الرئيس قيس سعيّد الشهر الماضي بشأن المهاجرين غير النظاميين، والذي أثار موجة من الجدل والانتقادات الداخلية والدولية.
ووصف جونز خطاب سعيّد بـ”العنصري والتحريضي”، مذكّرا بما جاء فيه من “مزاعم بأنّ الهجرة غير النظامية من إفريقيا جنوب الصحراء تمثّل جزءا من مؤامرة دولية لتغيير الطابع الديموغرافي لتونس”.
التقرير قدّم حصيلة الحوادث التي شهدتها السواحل التونسية على مدار الأيام الأربعة الماضية، بعد غرق خمسة قوارب تقلّ مهاجرين غير نظاميين قبالة مدينة صفاقس، ممّا أسفر عن فقدان 67 شخصا وغرق تسعة آخرين، وسط زيادة كبيرة في عدد زوارق الهجرة المتّجهة إلى إيطاليا.
وأضافت الصحيفة البريطانية: “أنقذ خفر السواحل التونسي يوم الأحد 11 شخصًا في الشمال قبالة ساحل المهدية، كما أوقف نحو 80 قاربا متوجّها إلى إيطاليا في الأيام الماضية واحتجز أكثر من ثلاثة آلاف شخص معظمهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء”.
ولفت التقرير إلى أنّ سواحل مدينة صفاقس أصبحت “نقطة الانطلاق الرئيسية للأشخاص الفارين من الفقر والصراع في إفريقيا والشرق الأوسط على أمل حياة أفضل في أوروبا”.
وحسب إحصائيات منتدى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي نقلتها “الغارديان”، فقد منع خفر السواحل التونسي أكثر من 14 ألف شخص من الانطلاق على متن قوارب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مقارنة بـ2900 شخص خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وفق بيانات الأمم المتّحدة، فإنّ ما لا يقل عن 12 ألف شخص وصلوا إلى إيطاليا هذا العام من تونس، مقارنة بـ1300 شخص في الفترة نفسها من سنة 2022.