تونس

الغارديان: تونس تعيش “ديكتاتورية الرجل الواحد”

علّقت صحيفة “الغارديان” البريطانية، على الأزمة المتعلّقة بالمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في تونس، معتبرة أنّ “سعيّد تورّط في إطلاق تصريحات ومواقف عنصرية تسبّبت في التحريض عليهم”، وهو ما ينضاف إلى سياسة “ديكتاتورية الرجل الواحد التي يقودها في تونس”، حسب تعبيرها.

وتطرقت”الغارديان” في مقال افتتاحي لهيئة التحرير (رأي الصحيفة)، إلى تفاعلات قضية المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء في تونس، اعتبرت الغارديان أنّ رئيس الجمهورية لم يكتفِ بالاعتقالات التي نفّذها في حقّ عدد من المعارضين السياسيين ورجال الأعمال المتّهمين بالعمالة والمضاربة، ليتحوّل الأمر بشكل بشع إلى سلوك عنصري، وذلك عندما استهدف المهاجرين الأفارقة”.

مزاعم المؤامرة

 وأضاف المقال أنّ سعيّد أطلق مزاعم عن وجود مؤامرة مستمرّة منذ سنوات تستهدف تونس، عبر “جلب حشود من المهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من أجل تغيير التركيبة السكانية للبلاد”، خلال اجتماع مجلس الأمن القومي.

“الغارديان” انتقدت كلام الرئيس سعيّد واصفة إياه بـ”الديماغوجية”، التي تسبّبت -حسب رأيه- في “التحريض على ارتكاب أعمال عنف ضدّ أقلية مستضعفة، بل وإلى اعتقال العديد منهم”.

وتحدّثت الصحيفة عن التداعيات التي أعقبت كلام الرئيس سعيّد والتضييقات التي تعرّض لها عدد من المقيمين الأفارقة في تونس، إذ باتت حجّة يستشهد بها اليمين المتطرّف في فرنسا المعادي للمهاجرين والعرب، وعلى رأسهم المرشّح الرئاسي السابق إيريك زمور الذي أشاد بمواقف سعيّد.

 في المقابل، تسارعت موجة الانتقادات الحادّة من دول الجوار الإفريقية، التي سارعت إلى إجلاء عدد من رعاياها من تونس خلال الأسبوع الماضي.

انتكاسة الديمقراطية

افتتاحية الصحيفة البريطانية اعتبرت أنّ أزمة المهاجرين وتداعياتها، تشكّل أحد مظاهر الانتكاسة الديمقراطية التي تشهدها تونس في عهد قيس سعيّد، والذي “يواجه أزمات متعدّدة ويلجأ رغم انعدام القدرة لديه إلى تصفية المعارضة”، وفق تعبيرها.

المقال، تناول تفاقم الاعتقالات التي تنفّذها الأجهزة الأمنية التونسية ضدّ منتقدي سياسات سعيّد ومعارضيه، مشيرا بالخصوص إلى حملة الإيقافات التي تعرّضت لها قيادات عدد من الأحزاب الإسلامية والعلمانية على حدّ سواء الذين وقع مداهمة منازلهم.

وأضافت “الغارديان” أنّ الإيقافات الأخيرة شملت “معارضين بارزين وكذلك محامين ومديري شركات تجارية، بالإضافة إلى مدير محطّة إذاعية مشهورة”.

وخلصت الافتتاحية إلى القول إنّ سعيّد جرّم المعارضة بكل أنواعها، متعلّلا بنظرية المؤامرة، ومدّعيا أنّه يسجن إرهابيين وخونة”.

أزمات داخلية واقتصادية

وتطرّق المقال على صعيد آخر إلى ما وصفه بـ”عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات التشريعية، إذ لم يشارك سوى 11% من الناخبين في انتخاب برلمان جديد منزوع الصلاحيات”، والذي يتزامن مع أزمة اقتصادية متفاقمة وزيادة أسعار الوقود والمواد الغذائية، الأمر الذي دفع السلطات التونسية إلى التوجّه إلى نحو صندوق النقد الدولي للحصول على قرض إنقاذ بقيمة 2 مليار دولار.

وتساءل كاتب المقال عن قدرة تونس على الإيفاء بهذا الدين لصندوق النقد مستقبلا، في صورة “إذا ما قرّرت إدارة جديدة للبلاد مستقبلا التبرّؤ منه” -حسب قوله- خاصّة في ظلّ ما وصفها بالمؤشّرات التي تدلّ على فشل الحكومة في التعاطي مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ومن أبرز مظاهرها موجة الهجرة المتعاظمة من تونس إلى أوروبا، ما قد يطرح “فرضية عودة التونسيين إلى الشارع” حسب الصحيفة.