انتقدت صحيفة الغارديان البريطانية فشل منظومة العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، مشيرة إلى أنها تحقق نتائج عكسية في ظل خالة التضخم الاقتصادي التي ضربت أوروبا وتسببت في تراجع اليورو في مقابل ارتفاع الروبل الروسي.

وفي مقال تحليلي مطول تحدث الكاتب الصحفي البريطاني سيمون جنكيز عن السياسات الغربية والأوروبية في التعامل مع موسكو، والتي انتهت إلى سلسلة أزمات متتالية بداية من اضطراب التزويد بالغاز وارتفاع أسعار الطاقة، وصولا إلى مشكلة التضخم الاقتصادي ونقص الحبوب.

المقال وصف العقوبات ضد روسيا بأنها “من أكثر السياسات سوءاً في التاريخ الدولي الحديث”، كما اعتبر “الحرب الاقتصادية غير فعالة ضد موسكو، ومدمرة لأوروبا”.

وتابع مقال الغارديان: “أسعار الطاقة العالمية ترتفع بشدة، والتضخم آخذ في الارتفاع، والملايين محرومون الغاز والحبوب والأسمدة”.

وفي سياق متصل حذر سيمون جنكيز من امتلاك بوتين القدرة والحرية على “تجميد” أوروبا خلال الشتاء المقبل، بعد خفض إمدادات الغاز غبر خطوط الأنابيب الرئيسية مثل “نورد ستريم 1” بنسبة تصل إلى 80%، فضلاً عن ارتفاع أسعار النفط العالمية وتوقف تدفق القمح وغيره من المواد الغذائية من أوروبا الشرقية إلى إفريقيا وآسيا.

وأضاف الصحفي البريطاني “استفادت روسيا من ارتفاع صادراتها من الطاقة إلى آسيا، مما مكن ميزان مدفوعاتها من تحقيق فائض غير مسبوق وجعل الروبل من أقوى العملات في العالم في الوقت الحاضر، وفي المقابل تضاعفت أسعار فواتير الغاز عدة مرات في بريطانيا في غضون عام”.

واستشهد المقال بدراسة للمؤرخ الاقتصادي الأمريكي نيكولاس مولدر، درس فيها آثار 30 حرباً اقتصادية خلال الخمسين عاماً الماضية والتي تبين أن تأثيرها الحقيقي كان “محدودا وضئيلا”، وأدت في النهاية إلى ترسيخ الأنظمة الاستبدادية والتضييق على مناخ الحريات.

وخلص تقرير الصحيفة البريطانية إلى أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه تكاليف المعيشة في الدول الغربية عززت روسيا التجارة مع الصين وإيران والهند، ودفعت إلى تركيز اقتصاد عالمي جديد عبر آسيا يعزز دور الصين، لتبدو موسكو في موقع “الضحية” التي تواجه العقوبات والمؤامرات الأمريكية والأوروبية رغم أنها “المعتدي”.