لايف ستايل

العائدون من كورونا.. كيف يتجاوزون الجائحة نفسيًّا ؟

أثبتت الدّراسات العلمية أن المصابين بفيروس كورونا قد يعانون من أعراض جسدية ونفسية تلازمهم حتّى بعد شفائهم من المرض لمدة ربّما تستمر أشهرًا أو سنوات.

معتقلو 25 جويلية

الأخصّائيّة في الصحّة النفسية ريم عبد النّاظر أكّدت في تصريح لـ “بوابة تونس” الاثنين 23 نوفمبر، أنّ أغلب المتعافين من فيروس كورونا يبقى لديهم هاجس الإصابة بالفيروس مرةً ثانيةً خاصةً وأن بعض الدراسات أثبتت إمكانية معاودة الإصابة بعد 6 أشهر من الإصابة الأولى.

وأضافت ريم عبد النّاظر أنّ نفسيّة المصاب تتأثّر سلبًا بعدّة عوامل أبرزها المرور بتجربة الانعزال والانطواء إضافةً إلى الإحساس بالذنب في حالة التسبب في عدوى لأفراد مقرّبين أو من العائلة وكذلك الإحساس بالصدمة عند اكتشاف حقيقة بعض الأشخاص المحيطين بهم خلال فترة إصابتهم، خاصةً وأن بعضهم هجر أصدقائه المرضى والبعض الآخر عمد إلى التشهير بهم وتوجيه التّهم إليهم رغم أنهم لا ذنب لهم.

 وأشارت إلى أنّ كل هذه العوامل تؤثر على نفسية المريض وتؤدي بدورها إلى إضعاف مناعته وبالتالي يكون معرضًا للإصابة بأمراض أخرى.

 التعامل مع المرض والشفاء منه يختلف من مصاب إلى آخر،  هناك من يشعر أنه وُلد من جديد في إشارة إلى أنّ مريض كورونا لا يعلم إن كان سيتجاوز إصابته أم أنّه سيتعرّض لمضاعفات يمكن أن تؤدّي إلى الوفاة،  في حين يدخل البعض الآخر في مرحلة إنكار المرض ويعمدون إلى تعريض أكبر عدد ممكن من المواطنين للعدوى من خلال عدم احترام الإجراءات الصحيّة.

حالات اكتئاب

كما أكّدت الأخصائيّة النفسية تعرّض بعض مرضى كورونا إلى حالات اكتئاب بعد شفائهم نهائيًّا خاصة وأنه مرض جديد والمريض لا يملك المعرفة الكافية به وبالمضاعفات التي يمكن أن يتعرض لها في المستقبل، فبعض الدراسات تحدثت عن مضاعفات في الغدد وغيرها، ما يسبب حيرةً نفسيةً وقلقًا وتوترًا من شأنه أن يؤثّر على سلوك المتعافى ويسبّب اضطرابات في النوم وتغيّرًا في نشاطه اليومي.

 نصائح للمتعافين

وشدّدت ريم عبد النّاظر على أهميّة المرافقة النفسية بعد الشّفاء من فيروس كورونا مع ضرورة العودة إلى النشاط العادي شيئًا فشيئًا والتعامل مع كورونا على أنه مرض عادي وشُفي منه.

 كما أكّدت على ضرورة ممارسة الرياضة خاصةً أن الفضاءات والمساحات الخضراء متوفرة بكثرة، وبالإمكان ممارسة أي نشاط بدني في المنزل من خلال الحصص المتوفرة على الأنترنت نظرًا لأهميّة الرياضة في إعطاء الجسم الطاقة اللازمة الّتي ستؤثر إيجابيًّا على الدماغ ووظائف الخلايا.

كما يعتبر التوازن الروحي مهمًّا جدًّا في مرحلة ما بعد كورونا من خلال ممارسة الشعائر الدينية للشعور بالطمأنينة والراحة إضافةً إلى التوازن العائلي بعيدًا عن التشنج وكل ما من شأنه أن يعكر صفو الشخص.