خلال السنوات الأخيرة ازدهرت فكرة العودة إلى الطبيعة، بالتشجيع على استهلاك الأطعمة والأغذية النقية الخالية من المكملات والمواد الكيميائية.
سلوك غذائي شهد تزايدًا ملحوظًا في شتى أنحاء العالم، حيث تحول من ظاهرة محدودةٍ، إلى فلسفةٍ صحيةٍ وعلميةٍ متكاملةٍ تجمع الملايين من المهتمين بثقافة فكرة الطعام العضوي، وانعكاساته الايجابية على الصحة.
لم تنحصر ثقافة الطعام العضوي أو”البيو” كما يصطلح على تسميته عند الأفراد، حيث شجع تنامي الطلب على هذه المنتجات المزارع الكبرى والمنتجين، على التحول في كافة أنحاء العالم إلى نمط الفلاحة البيولوجية، والقائم على عدم استخدام المبيدات والمواد المصنعة والمضادات الحيوية التي تؤثر على المواد المنتجة، والاكتفاء باستعمال الأسمدة الطبيعية.
تعود فكرة الأغذية العضوية إلى زراعة المنتجات دون استخدام الهرمونات المعدلة وراثيًا، أو الإضافات الكيميائية من قبيل المواد الحافظة والمنكهات، حيث يعتمد المزارع على استخدام الأسمدة الطبيعية، كما أنّ الحيوانات التي تربى لتكون مصدراً للحوم العضوية، لا تعطى أيّ هرمونات أو مضادات حيوية.
ويسهم هذا النمط من الإنتاج الفلاحي العضوي في تشجيع استخدام المصادر المتجددة، والحفاظ على التربة والمياه، وعدم استنزاف دورات الإنتاج الطبيعية للأرض، إلى جانب دعم التوازن البيئي والحفاظ عليه.
وتُجمع الدراسات العلمية والطبية الحديثة، على المنافع الصحية للمنتجات العضوية، والتي يتم اعتمادها لضمان نمط حياة متوازن، كما ينصح بها لمن يعانون من امراض القلب والضغط وغيرها، لضمان أسلوبٍ غذائيٍ صحيٍ ومتكاملٍ، بفضل احتوائها على كميةٍ أكبر من العناصر الغذائية مقارنةً بالأطعمة الأخرى.
كما تتميز المنتجات الحيوانية العضوية، مثل اللحوم والألبان والبيض، بنسبٍ عاليةٍ من أحماض الأوميغا 3، التي تحتوي على دهون صحية وأقل ضررًا من الدهون المشبعة الموجودة بالمنتجات الصناعية.