اعتبرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية أنّ يوم 7 أكتوبر 2023 كان لحظةً فاصلة ليس فقط بالنسبة إلى “إسرائيل” بل العالم العربي.
وأشارت المجلّة في تقرير لها إلى أنّ الهجوم وقع في الوقت الذي بدا فيه أنّ نظاما جديدا بدأ يظهر في المنطقة.
وأوردت المجلة أنّه “قبل ثلاث سنوات، أطلق أربعة أعضاء في جامعة الدول العربية – البحرين والمغرب والسودان والإمارات – عمليات لتطبيع علاقاتهم الدبلوماسية مع إسرائيل”.
وأضافت أنه “مع اقتراب صيف 2023 من نهايته، بدت السعودية، على استعداد للقيام بذلك أيضا“، وفق ما نقله موقع الميادين.
وأشارت إلى أنّ “هجوم حماس والعملية العسكرية الإسرائيلية المدمرة التي أعقبت ذلك في غزة أدّت إلى تقليص المسيرة نحو التطبيع”.
وأوضحت أنّ “السعودية صرّحت بأنها لن تمضي قدما في اتفاق التطبيع حتى تتخذ إسرائيل خطوات واضحة لتسهيل إقامة دولة فلسطينية“.
ولفتت المجلة إلى أنّ “الأردن استدعى سفيره لدى إسرائيل في نوفمبر 2023، ولم تتحقق زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي كان من المقرّر أن يقوم بها للمغرب في أواخر 2023“.
وأشارت المجلّة إلى أن “الآلاف خرجوا في العديد من الدول العربية للاحتجاج على الحرب الإسرائيلية والأزمة الإنسانية التي أنتجتها وأن القادة العرب راقبوا بحذرٍ تنامي معارضة مواطنيهم للحرب على غزة”.
ولفتت في هذا الصدد إلى دعوات المتظاهرين في الأردن والمغرب إلى إنهاء اتفاقيات التطبيع التي أبرمها بلداهُم مع “إسرائيل”، معربين عن إحباطهم من عدم استماع حكوماتهم إلى شعوبهم، وفق “فورين أفيرز“.
وأشارت المجلّة إلى أنّ يوم 7 أكتوبر قد تحول إلى “لحظة فاصلة” بالنسبة إلى الولايات المتحدة أيضا.
واعتبرت أنه بسبب الحرب على غزة، انقلب الرأي العام العربي بشكلٍ حاد ضد أقوى حلفاء “إسرائيل”، الولايات المتحدة، وهو تطورٌ “قد يربك الجهود الأمريكية في مواجهة إيران والتصدّي للنفوذ الصيني المتزايد في الشرق الأوسط“.
وبيّنت المجلة أنّ استطلاعات الرأي التي أُجريت في خمس دول في أواخر 2023 وأوائل 2024، تُظهر أنّ مكانة الولايات المتحدة بين المواطنين العرب “قد تراجعت بشكلٍ كبير“.
وقد أشار استطلاع أُجري في تونس جزئيا قبل 7 أكتوبر وجزئيا بعده، إلى أنّ هذا التحوّل حدث ردا على أحداث غزة. ولعلّ الأمر الأكثر إثارة للدهشة أنّ الاستطلاعات أوضحت أيضا أنّ خسارة الولايات المتحدة كانت مكسبا للصين، حسب ما ذكرت “فورين أفيرز“.
فقد تحسنت وجهات نظر المواطنين العرب تجاه الصين في الاستطلاعات الأخيرة.
ووفق المجلة تحتاج واشنطن إلى شراكة الدول العربية لتحقيق أهدافها بإقامة تحالف إقليمي ضد إيران والتصدّي للنفوذ الصيني، وهو أمر “سيكون من الصعب الحصول عليه إذا ظلّت الشعوب العربية مشكّكة في الأهداف الأمريكية في الشرق الأوسط“.