لم يمر عرض مسرحية الفنان لطفي العبدلي بمهرجان صفاقس الدولي مساء الأحد 7 أوت/أغسطس، على أحسن ما يرام بعد الفوضى التي تخلّلته.
وبينما كان العرض يسير بشكل طبيعي بحضور أكثر من 8 آلاف متفرّج بمسرح سيدي منصور، تدخّل عدد من رجال الأمن الموجودين هناك، لم يرق لهم نص المسرحية، وحاولوا إيقاف العرض وإخراج الجمهور بالقوة والانسحاب من تأمينه، حتى أن عددا منهم حاول الصعود على ركح المسرح.
فيما اتّهم منتج العرض محمد بوذينة، في تصريح لإذاعة ديوان أف أم، أحد رجال الأمن بمحاولة الاعتداء على الفنان لطفي العبدلي.
هيجان عدد من ممثلي النقابات الأمنية واحتجاجهم على جانب من نص المسرحية، قابلته مساع من العبدلي والمنظّمين لتطويق الوضع واستكمال العرض، وهو ما تمّ فعلا بعد إيقافات متكرّرة للمسرحية.
العبدلي يستغيث
أولى تعليقات المسرحي لطفي العبدلي عمّا حدث، أوردها في تدوينة على فيسبوك، قال فيها إنه “قدّم آخر عرض في حياته”.
وأضاف العبدلي أنه في خطر وغادر المسرح وهو ملاحق من الأمن، حسب قوله. واعتبر أن ما حدث في مسرح صفاقس، “شروع في القتل”.
كما كشف عن تعرّض منتج العرض محمد بوذينة، لاعتداء بالعنف استوجب نقله إلى المستشفى.
الأمن يعلّق
نقابة الأمن الداخلي علّقت على ما حدث في مهرجان صفاقس، وقالت إنه “تحقير واستهداف وترذيل للمؤسّسة الأمنية وتجييش ممنهج لضرب الأمن”.
وأضافت في تدوينة على فيسبوك، أن ما حدث كان “نتيجة عمل فني منحطّ يمسّ من كرامة كل تونسي غيور”.
جدل واسع
فوضى مسرح سيدي منصور بصفاقس، أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتُبر تدخّل الأمن مؤشرا خطيرا يُنبئ بـ”صنصرة” الحريات في تونس.
وقال البعض: “منذ متى كان الأمن يتدخّل في تقييم العمل الفني، مهمّته تأمين الجمهور والعرض، وليس التقييم”.
وأشار آخرون إلى أنه في حال تجاوز العبدلي الحدود المسموح بها، كان على الأمن الاحتجاج بطرق قانونية لا أن يتدخّل بالقوة.