نشرت مدينة ممفيس الأمريكية، أمس الجمعة 27 جانفي/كانون الثاني، مقطع فيديو يظهر خمسة شرطيين ينهالون ضربا على رجل أسود يبلغ من العمر تسعة وعشرين عاما أثناء اعتقاله، وتوفي في العاشر من جانفي/كانون الثاني الجاري، بعد ثلاثة أيام من نقله إلى المستشفى.
الواقعة أثارت دعوات إلى الاحتجاج ومخاوف من احتمال حصول اضطرابات في البلاد، وعبّر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن “غضبه وألمه الشديد” بسبب تلك المشاهد، قائلا إنّها: “ستجعل غضب الناس مبرّرا”، داعيا المتظاهرين إلى البقاء مسالمين.
ويظهر مقطع الفيديو الذي وصف بـ”المؤلم” أفراد الشرطة وهم ينهالون ضربا على تاير نيكولز، وهو ينادي والدته أثناء تعرّضه للضرب.
واتُّهم الشرطيون الخمسة، من السود، بجريمة قتل من الدرجة الثانية في قضية إقدامهم على ضرب نيكولز الذي توفّي في المستشفى بعد مرور ثلاثة أيام على عملية اعتقاله التي وصفتها السلطات بأنها كانت “مروّعة”.
وفي السابع من جانفي الجاري، أراد الشرطيون اعتقال نيكولز لارتكابه مخالفة مرورية، وقد أقيلوا، حينها، من مهماتهم.
ويُظهر مقطع فيديو طويل التُقط بكاميرات الشرطة وكاميرا لمراقبة الشوارع، أفراد الشرطة وهم يعتقلون نيكولز، ويحاولون تثبيته باستخدام صاعق، ثمّ مطاردته بعد محاولته الفرار منهم. كما يظهر مشاهد نيكولز وهو يئنّ بسبب إقدام العناصر على ركله ولكمه مرارا.
وخلال مؤتمر صحافي، أمس الجمعة، دعت والدة الضحية روفون ويلز إلى التزام الهدوء، لكنها توجّهت إلى الشرطيين الذين ضربوا ابنها “حتى الموت”، على حدّ تعبيرها، بالقول: “لقد سبّبتم العار لعائلاتكم بفعلتكم هذه”.
وتحدّث بايدن مع ويلز التي قال عنها: “من الواضح أنها تعاني ألما شديدا”، وأثنى على “شجاعة الأسرة وقوتها” و”مناشدتها القوية” من أجل احتجاجات سلمية.
وفي وسط مدينة ممفيس، تجمع حوالى 50 متظاهرا في حديقة الشهداء المركزية، وأغلقوا لاحقا طريقا رئيسيا وساروا هاتفين “لا عدالة، لا سلام” و”قل اسمه: تاير نيكولز”.
كما تجمّع نحو 100 شخص في تايمز سكوير بنيويورك، وردّدوا شعارات مماثلة، ورفعوا لافتات كتب عليها “ضعوا حدا لإرهاب الشرطة”.
وأوضح المحامي أنتونيو رومانوتشي أنّ ما حصل: “ببساطة ووضوح ضرب مبرح، دون توقّف، لهذا الشاب على مدى ثلاث دقائق”.
واعتبر مدير مكتب التحقيق في تينيسي ديفيد راوش أن ما حصل “غير مقبول” و”إجرامي” و”ما كان يجب أن يحدث”، معربا عن “صدمته” و”اشمئزازه” لما رآه. وأضاف “بكلمة واحدة، إنه أمر مروّع للغاية”.
وأحدثت القضية ضجة في بلد ما يزال متأثرا بمقتل جورج فلويد في ماي/أيار 2020، وما سببته هذه المأساة من تظاهرات لحركة “بلاك لايفز ماتر” (حياة السود مهمة) ضدّ العنصرية وعنف الشرطة.