سياسة عرب

السلطات الأمريكية تفرج عن المتحدث السابق باسم بن لادن

كشفت مصادر صحفية وباحثون في شؤون الجماعات الإرهابية، تفاصيل هامة عن عادل عبد الباري، القيادي المصري والمتحدث السابق باسم أسامة بن لادن زعيم بتنظيم القاعدة.
وكانت السلطات البريطانية قد أعلنت وصول عبد الباري إلى لندن أمس الاثنين، بعد الإفراج عنه من جانب الولايات المتحدة بموجب عفو خاص، بعد خمس سنوات منذ أن أصدر  القضاء الأمريكي حكمًا بحقه بالسجن المشدد 25 عامًا.
الإفراج المفاجئ عن عبد الباري، يأتي بحسب الخبير المصري في شؤون الجماعات الجهادية عمر فاروق، كبادرة من واشنطن ضمن مسار المفاوضات مع تنظيم طالبان في أفغانستان، والتي تعرف بصلاتها الوثيقة مع تنظيم القاعدة.
برز عادل عبد الباري في بدايته كمحامٍ بمكتب منتصر الزيات المحامي التاريخي للجماعات الإسلامية في مصر، ما مكنه من توثيق صِلاته بأوساط الجماعات الجهادية وقياداتها، فضلاً عن تأثره بأفكارها منذ المرحلة الجامعية.
وخلال إحدى الزيارات إلى بريطانيا سنة 1991، تمكن عبد الباري من الحصول على حق اللجوء السياسي بزعم تعرضه للاضطهاد، مستغلًا علاقته بالمنظمات الحقوقية في الخارج، وسفره إلى لندن رفقة أعضاء الوفد المكلف بالدفاع عن المعتقل الأمريكي المصري سيد نصير، المتهم بقتل الحاخام مائير كاهانا.
مع استقراره في المملكة المتحدة، تكشف التقارير الاستخبارتية أن المحامي المصري الأصولي، تحوّل إلى أحد أبرز القيادات الإقليمية لتنظيم القاعدة في أوروبا، حيث تميّز بنشاطه الكثيف في الدعوى والتجنيد وجمع التبرعات، إلى جانب التخطيط لعديد العمليات والهجمات والتنسيق مع الخلايا المنفذة.
في هذا السياق، يشير الباحث عمر فاروق إلى مسؤولية عبد الباري في التخطيط والإعداد لتفجيرات خان الخليلي عام 1994 في مصر، وهو ما تؤكّده اعترافات المتهم أحمد إبراهيم النجار القيادي في جماعة الجهاد، والتي حددت جانبا من مهام عبد الباري صلب فرع القاعدة البريطاني بالإشراف على الجناح الاجتماعي للتنظيم، ورعاية أعضائه داخل وخارج مصر وتوفير الأموال اللازمة لتنفيذ عمليات تهريب بعض العناصر، أو ترتيب هجمات إرهابية، بتعليمات مباشرة من أيمن الظواهري.
وكان القضاء المصري قد أصدر حكمًا غيابيًا بالإعدام ضد عبد الباري في قضية تفجير خان الخليلي، واستهداف السياح الأجانب، وفي عام 1998 صدر ضده حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة في قضية “العائدون من ألبانيا”.
تحقيقات السلطات البريطانية، أثبتت بدورها تورط عبد الباري ضمن خلية لندن إثر تفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام، ليتم إيقافه ومحاكمته سنة 1999، أين ظل في سجن لونغ مارتن، 13 عامًا بعد إدانته في قضية السفارتين، وقضية اختطاف 16 سائحا أوروبيا في محافظة أبين اليمنية شرق عدن، والتي نفذها أبو حسن المحضار، بمشاركة عناصر من تنظيم الجهاد المصري باليمن.
ويرجّح الباحثون في تاريخ الجماعات الإسلامية، أن عبد الباري سافر إلى أفغانستان للمرة الأولى سنة 1995، قبل مغادرته إلى بريطانيا والتقى قيادات طالبان وأسامة بن لادن.
كما نقلت صحيفة “ذا صن” دعوات عددٍ من أعضاء مجلس العموم البريطاني، لسحب الجنسية من عبد الباري وترحيله من بريطانيا، بدلاً عن التكاليف التي سيتحملها دافعو الضرائب، لوضعه تحت المراقبة المستمرة بمنزل مموّل من الحكومة.

معتقلو 25 جويلية