"السكّان الأصليون".. استفزاز أمريكي لتونس أم خطأ عن جهل؟
tunigate post cover
تونس

"السكّان الأصليون".. استفزاز أمريكي لتونس أم خطأ عن جهل؟

موجة من الانتقادات تطال السفارة الأمريكيّة في تونس بسبب عبارة "السكّان الأصليّين".. ومطالبة بالردّ والاعتذار
2023-08-15 17:20

أثار منشور للسفارة الأمريكيّة بتونس، يتعلّق  بتكريم الناشطة في مكافحة العنصرية سعديّة مصباح، استخدمت فيه عبارة “السكان الأصليين” ، موجة من الانتقادات الحادّة قادها إعلاميون ونشطاء تونسيون.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية منحت الناشطة التونسية سعدية مصباح جائزة “أبطال مكافحة العنصرية الدولية”، وهي جائزة سنوية تقدمها واشنطن لنشطاء من المجتمع المدني ساهموا في محاربة العنصرية والتمييز وكراهية الأجانب بمختلف أنحاء العالم.

وعلّقت السفارة الأمريكية في تونس بالقول: “كرّست الناشطة التونسية حياتها لمحاربة التمييز العنصري والتعصب والدفاع عن حقوق التونسيين السود. وتعتبر هذه الجائزة تقديراً لشجاعتها الاستثنائية وقيادتها والتزامها بالنهوض بحقوق الإنسان الخاصة بأفراد مجتمعات مهمّشة عرقية وإثنية وخاصة بالسكان الأصليين”، قبل أن تضطر لاحقا إلى حذف مصطلح “السكان الأصليين” بعدما أثار موجة استنكار واسعة.

ونقل الموقع الإلكتروني لجريدة  “القدس العربي”، عن الباحث والمحلل السياسي رافع  الطبيب ما قاله في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك: “في غفلة الصراع السياسي المتخلّف وهيمنة إعلام تافه ومرتزق، مرّت مرور الكرام تدوينة السفارة الأمريكية التي تدوس كل مقوّمات سيادتنا وهوية شعبنا ووحدة نسيجنا المجتمعي. تتحدث التدوينة عن “النهوض بحقوق الإنسان، خاصة السكان الأصليين”. في تونس، البلد الذي يتكون من مجتمعات إثنية وعرقية مهمشة، حسب البعثة الدبلوماسية الأمريكية!”.

وأضاف الطبيب: “هكذا، بلادنا أصبحت فسيفساء من الجماعات، تمثل المدعوة سعدية مصباح حاملة لواء شعوبها الأصلية. وبالتالي، الباقي يعتبرون من الوافدين! ولأنّ كل مفردات الدبلوماسية الأمريكية تستند إلى مرجعيّات قانونية، علينا الاعتماد على كتابات أكاديمية تفسّر لنا ما المغزى الحقيقي لمثل هذه التسميات”.

أما القيادي في حزب العمّال شريف خرايفي فقد أكّد أنّ “سكان تونس الأصليين” اندمجوا في مزيج عرقي وإثني لآلاف السنين، ومازالت عدّة “مجموعات” تحافظ على خصوصياتها وتقاليدها وثقافتها، مشيرا إلى أنّ “الأمريكان” لا يستطيعون أن يعترفوا “أين ذهب سكان أمريكا الأصليين، وكيف تم ذلك”!.

وأوضح، في تدوينة نشرها على حسابه في فيسبوك: “حين تتحدث السفارة عن “شعوب أصليّة” فهي تشير إلى قانون دولي يضمن “التقرير الحرّ للوضع السياسي لهذه الشعوب والتطوّر المستقل (عن الدولة وباقي الشعب) اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا”، متّهما أمريكا بالتخطيط لهدم البناء الوطني ووحدة التراب والمجال في تونس، منتقدا “غرق” البعض في “تفاهات الفراغ”، وفق تعبيره.

وطالبت المحامية وفاء الشاذلي وزير الخارجية بالردّ على بيان السفارة الأمريكية حول سعدية مصباح ودورها في التمكين الإفريقي والتلويح بكون الأفارقة هم السكان الأصليون لتونس، مضيفة بالقول: “هذا التصريح المغالط لتاريخ تونس خطير جدا ويكشف المخطّط على بلادنا بشكل واضح. هل سيتم استدعاء السفير أم أننا على موعد مع صمت القصور؟”.

وتابعت في تدوينة لاحقة: “تم تغيير نص بيان السفارة الأمريكية بعد حملة الاستنفار التونسية على عبارة السكان الأصليّين والتلميحات الخطيرة والمحرّفة لتاريخ تونس. شعب تونس لن تقدر عليه يا جوي هود (السفير الأمريكي) نحن طينة من نوع خاص. حاول ومصيرك الفشل!”.

وعلّق الإعلامي سمير الوافي بالقول: “صفحة السفارة الأمريكية بتونس تنكّل باللغة العربية يوميا، واليوم يستعملون عبارة “السكان الأصليون” في بيانهم عن تونس. وهي عبارة مستفزّة وخبيثة وتحتمل ألف تأويل وفيها قلّة احترام وقلة ذوق. ولا يعرف أحد معنى “السكان الأصليون” أكثر من الأمريكان أنفسهم في قصتهم المأساوية مع الهنود الحمر. وهم في ذلك أولى بالدروس!”.

اعتذار#
الولايات المتحدة الأمريكية#
انتقادات#
تونس#
سكّان أصليين#
عنصريّة#

عناوين أخرى