الزكراوي: على سعيّد الإذعان لقرار المحكمة الإدارية

قال أستاذ القانون الدستوري الصغير الزكراوي، في تصريح خاص ببوابة تونس، إنّ عدم تطبيق قرار المحكمة المتعلّق بالقضاة المعفيين أمر غير مستبعد، مضيفا أنّها ليست سابقة في تونس وليس المرّة الأولى التي لا تنفذ فيها أحكام المحكمة الإدارية.

وأوضح الزكراوي أنّ المشرع التونسي لا يخوّل للقضاء الإداري، تطبيق الأحكام الصادرة عنه.

وبيّن أستاذ القانون الدستوري، أنّه كان على السلطة التنفيذية برئاسة قيس سعيد الإذعان لقرار المحكمة، قائلا: “الدول التي تحترم القانون تنفذ جميع القرارات الصادرة عن المحكمة، وخلافا لذلك فإنّ الامتناع يعتبر جريمة وفق ما نص عليه الفصل 315 من المجلة الجزائية”.

تلاعب بالقانون

وعن سبب عدم تطبيق الأحكام، قال الزكراوي إنّ الدولة التونسية بصدد إيجاد سبل غير قانونية وغير أخلاقية، عبر فتح ملفات جزائية ضد القضاة الذين صدر في حقهم قرار بوقف تنفيذ قرار العزل.

وأشار أستاذ القانون الدستوري إلى أنّه من غير المقبول أن تواصل السلطة التنفيذية تعتنها، رغم أنّ المحكمة الإدارية فصلت في الأمر وبيّنت أنّ ملفات العزل التي قدمتها وزارة العدل كانت فارغة، ورفض الأخيرة مدّ القضاء بما يثبت إدانة القضاة.

وأكّد الزكراوي أنّ مسألة إعفاء القضاة ورفض عودتهم إلى النشاط، يعدّ تلاعبا بالعدالة وخطوة إلى الوراء في مسار بناء دولة المؤسسات والقانون، قائلا: “كان على السلطة التنفيذية أن تعطي مثالا في احترام قرارات المحاكم”.

دستور الحكم المطلق

فيما يتعلق بمرحلة ما بعد دخول دستور 25 جويلية/ يوليو حيّز التنفيذ، قال أستاذ القانون، إن الدستور الجديد لم يضع حدّا للعطب السياسي والأزمة التي تعرفها البلاد، مشيرا إلى أنّ جزءً من مكونات الشعب لا يعترف بـ”دستور الرئيس” واعتبره صنيعا باطلا.

وفي السياق ذاته، توقع الزكراوي أنّ تونس ستدخل مرحلة يكتنفها الغموض، خاصة أنّ الرئيس سعيّد متمسك بإعادة تغيير المشهد السياسي الحالي، عبر وضع القانون الانتخابي وإرساء المحكمة الدستورية، وتعيين المجلس الوطني للجهات.

وأوضح الخبير القانوني، أنّ سعيّد لن يتمكّن من تغيير الوضع الراهن بمجرد طرحه لدستور جديد، مضيفا أنّ أول اختبار سيواجهه الرئيس في الفترة المقبلة، هو مدى قدرته على التخلي عن نهج الحكم الانفرادي.

وأضاف الزكراوي، أنّه في حال واصل قيس سعيد في سياسته وتمنعه عن الحوار مع باقي المكونات السياسية والاجتماعية، والانفتاح على آراء الخبراء والمختصين، سيجد نفسه دون حزام داعم وسينفض من حوله المقربون (حركة الشعب)، على حد قوله.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *