الخط العربي.. فن وجمال وإبداع

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو، “الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات” في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، أمس الثلاثاء 14 ديسمبر/ كانون الأول 2021.

وقالت اليونسكو في بيان نشرته على موقعها الرسمي إن “الخط العربي هو الممارسة الفنية للكتابة العربية اليدوية بطريقة سلسة للتعبير عن التناسق والنغمة والجمال”، مشيرة إلى أن “هذه الممارسة، التي يمكن نقلها من خلال التعليم الرسمي وغير الرسمي، تستخدم الأحرف الثمانية والعشرين من الأبجدية العربية المكتوبة بخط متصل، من اليمين إلى اليسار”.
الخط العربي يشكل رمزا ثقافيا أساسيا في العالمين العربي والإسلامي، وقد كان مرشحا ضمن قرابة 40 تقليدا من القارات الخمس هذا الأسبوع.

تونس من بين 16 دولة عربية تقدمت بالملف المشترك التاريخي، وهي السعودية والكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان ومصر والعراق والأردن وموريتانيا والمغرب وفلسطين والسودان واليمن ولبنان والجزائر.
واختارت هذه الدول العربية المملكة العربية السعودية منسقا عاما للملف تحت إشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”.
ويتم تشكيل التقنيات التقليدية والمواد الطبيعية، مثل القصب أو سيقان الخيزران لتجسيد أداة الكتابة، ويستخدم كذلك خليط من العسل والسخام الأسود والزعفران في صناعة الحبر. أما الورق فيصنع يدويا ويعالج بالنشا وبياض البيض والشبة.

ويستخدم الحرفيون والمصممون الخط العربي في الزينة والزخارف، مثل نحت الرخام والخشب والتطريز وحفر المعادن وهي زخارف منتشرة في الدول العربية وغير العربية ينقشها الرجال والنساء من جميع الأعمار، ويتم نقل المهارات بشكل غير رسمي أو من خلال المدارس الرسمية أو التلمذة الصناعية.

أنواع الخط العربي 

عديدة هي أنواع الخط العربي، وتكمن ميزتها في اتصال حروفها مما يجعلها قابلة للتشكيل والتصميم بأشكال منحنية وهندسية بديعة.


أشهر هذه الخطوط الخط الكوفي، ويعد مظهر جمال الفنون العربية وجاءت تسميته نتيجة لما كانت تألفه المدن العربية من بديع الخطوط . مثلما عرفه عرب الحجاز قبل عصر الكوفة باسم النبطي والحيري والأنباري، لأنه أتى من بلاد النبط والحيرة والأنبار. ثم ذاع صيت الخط المكي والمدني، لأنه انتشر فى أنحاء شبه الجزيرة من هذين الوسطين.  وعرف الخط العربي في وقت من الأوقات باسم “الكوفي” لأنه انتشر من الكوفة إلى أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي مقترنا بانتشار الإسلام.


ويعد الخط الكوفي أقدم الخطوط في بلاد العرب ويضم 33 نوعا أهمها كوفي المصاحف البسيط  والكوفي الفاطمي  والموصلي  والإيراني والمورق والمخمل والمظفروالهندسي والمعماري والمزخرف وذو النهايات العلوية المزخرفة وذو الإطارات الزخرفية.

وكان يحظى باهتمام كبير، ازداد عظمة في العصر العباسي حين تبوأ مكانة عالية نتيجة اهتمام العباسيين به وإبداعهم في تجميل رسمه وشكله، وأدخلوا عليه الكثير من فنون الزخارف، كما أنه يتماشى مع الكُتاب في كل هندسة وزخرفة وشكل مع بقاء حروفه على قاعدته.

اعتمدت الكتابة بالخط الكوفي منذ القرون الأولى فقال عنه المؤرخون “كوفي القرن الأول وكوفي القرن الثاني وكوفي القرن الثالث”، وبعض المؤرخين قسموه حسب المكان فقالوا “الكوفي والشامي والبغدادي والموصلي والمغربي” وبعضهم أسماه بـ الكوفي “الفاطمي والأيوبي والحديث”.

إلى جانب خطوط عربية أخرى أشهرها خط النسخ الذي استخدم في خط المصاحف، وخط الثلث وسُمي بذلك نسبة إلى سُمك القلم، وخط الرقعة وهو أكثر الخطوط العربية تداولًا واستعمالًا، وخط الديواني نسبة إلى دواوين السلاطين، والخط الفارسي نسبة إلى فارس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version