فاطمة الأحمر
مع اقتراب موعد إجراء امتحانات البكالوريا، يشرع التلاميذ في مراجعة المواد والاستعداد للاختبارات، لكن آخرين يعولون على أساليب أخرى: الغش بكل وسائله الممكنة وغير المتوقعة.
رغم صرامة المراقبة في قاعات الامتحان، وعقوبات الطرد، إلا أن بعض المغامرين لا يترددون في اعتماد أساليب ملتوية وغير القانونية لضمان نجاحهم، أو هكذا يظنون.
“الكيت” أو “البلوتوث”
من أبرز طرق الغش في امتحانات الباكالوريا والأكثر تداولا لدى المترشحين في السنوات الأخيرة، استخدام “الكيت” (السماعات) أو “البلوتوث”، يتم الربط بين هاتفين، أحدهما يخفيه المترشح داخل طيات ملابسه، وهاتف آخر يكون في متناول شخص آخر داخل أسوار مركز الامتحان لإملاء الأجوبة الصحيحة.
ويعمد التلميذ “الغشاش” إلى وضع قطعة مغناطيسية داخل أذنه، تعرف بـ “الحمصة” وهي لاقط صوتي موصول بميكروفون، موصول بدوره بالهاتف الجوال الذي يكون مخفيا داخل الملابس، ثم يبدأ بإعطاء إشارات صوتية متفق عليها مع الشخص الآخر، ويكون عليه فقط الإصغاء ونقل المعلومات من أذنه إلى ورقة الامتحان.
ويبلغ سعر “الكيت” الواحد حوالي 500 دينارا، وتكون متوفرة لدى أشخاص متخصصين في صنعها.
هذه الظاهرة، انتشرت بشكل كبير في صفوف التلاميذ في تونس، ما أجبر وزارة التربية على تشديد المراقبة في قاعات الامتحان، وانتهاج الصرامة بمنع اصطحاب التلاميذ كافة الأجهزة الإلكترونية والاتصالية داخل مراكز الاختبارات، مع التذكير بالعقوبات. “الفوسكة”وتعد “الفوسكة” وسيلة الغش الأقدم في الباكالوريا، وهي طريقة تقوم على إعادة نسخ الدرس أو المحاضرة أو شرح المواد، لكن بطريقة مصغرة جدا، وبأحجام صغيرة، يسهل إخفاؤها في طيات الملابس أو بين الأقلام، حتى لا يتمكن الأستاذ المراقب من كشفها ويتمكن التلميذ من نقل محتواها إلى ورقة الامتحان. ويلجأ التلميذ كذلك إلى تمرير مثل هذه “الفوسكة” إلى زملائه للاستفادة من محتواها أيضا.
واكتشفت وزارة التربية، على مر السنين عديد حالات الغش، بعد التفطن إليها خلال عملية الإصلاح، حيث يجد الأستاذ المصحح نفس المحتوى يتكرر في عديد أوراق الامتحانات.
مضخمات الصوتأغرب طريقة غش في امتحان البكالوريا لسنة 2020، كانت عن طريقة المضخم الصوتي ابتكرها أحد الأشخاص أمام أحد المعاهد بمنطقة المنزه، ضواحي العاصمة التونسية، أثناء اختبار اللغة الفرنسية.
وعمد هذا الشخص إلى تقديم أجوبة باستخدام مكبر صوت خارج المعهد، بصوت عال يستطيع كل التلاميذ سماعه.
لكن السؤال المطروح هو كيف حصل الشخص الذي أملى الإجابات، على أسئلة الامتحان قبل انتهاء الاختبار؟
الوزارة بالمرصاد…لكنوزير التربية فتحي السلاوتي أعلن في وقت سابق، الاقتصار على 12 مترشحا كحد أقصى داخل قاعات الامتحان والمناظرات الوطنية، لمنع الغش.
ورجح وزير التربية، إمكانية مقاضاة مرتكبي الغش في امتحانات البكالوريا بالنسبة للمترشحين بصفة فردية.
وستحرص الوزارة على تشديد إجراءات المراقبة داخل قاعات الامتحانات ومنع استعمال الهواتف الجوالة واستعمال آلات التشويش داخل المعاهد لمنع استخدام الهواتف، وتطبيق القانون نفسه على جميع المترشحين في المعاهد العمومية والخاصة. وسيتم حرمان كل تلميذ يحاول الغش من اجتياز المناظرة الوطنية 3 أو 5 سنوات.
تقول الوزارة إنها سجلت 1580 حالة غش في بكالوريا 2020، وهو معدل قياسي.
وتحرص وزارة التربية على التذكير بأمر وزير التربية المؤرخ في 21 مارس(آذار) 2018 المتعلق بضبط نظام امتحان الباكالوريا والمتضمن عقوبات تتعلق بالغش وسوء السلوك يصل أقصاها إلى منع التسجيل في الامتحان خمس سنوات مع الطرد النهائي من جميع المؤسسات التربوية العمومية.
ومن المنتظر أن يجتاز 145 ألف و 500 مترشحا في تونس، امتحان البكالوريا لدورة 2021، وهو ثاني أعلى عدد مترشحين بعد سنة 2008 التي شهدت ترشح 156 ألف تلميذ.