ثقافة

الحائز على البوكر شكري المبخوت ينتقد قيس سعيد

في نقد موجه للرئيس قيس سعيد، قال الروائي التونسي شكري المبخوت أمس الأحد 5 جوان/ يونيو إن الرئيس قيس سعيّد أوقف المسار الديمقراطية معتبرا: “وجود مثقفين حقيقيين في تونس سيمكّن من ترشيد الحوار الوطني عبر النقد البناء”.

وأوضح العميد السابق لكلية منوبة في لقائه بالإعلامي حمزة البلومي على موجات إذاعة “موزاييك أف أم” الخاصة، الأحد، أنه لم يدعَ إلى الحوار الوطني الذي انطلقت أشغاله السبت 4 جوان/ يونيو بقصر الضيافة بقرطاج.

وقال صاحب رواية “الطلياني” الفائزة بجائزتي الرواية العربية (البوكر العربية) والكومار الذهبي لعام 2015: “قيس سعيّد أوقف عملية الانتقال الديمقراطي… ونحن حاليا في وضعية معقدّة، خاصة وأن رئيس الجمهورية في موقع السلطة، ويتصرّف كمعارض ويرفض دخول الغرف المظلمة، وهو ما يجعل شخصيته فريدة من نوعها”.

عهد الزعماء انتهى

كما أوضح المبخوت أن قرارات سعيّد ليست اعتباطية، مشيرا إلى أنه لا ينظر إلى مشاكل البلاد بشكل شمولي، بل يريد معالجة القضايا من منطلق قانوني.

واعتبر أن رئيس الدولة قيس سعيّد يفكّر من خارج السياسة، قائلا: “إن ذلك يمكنّه من إيجاد تشخيص صحيح، لكنه لا يعطيه أية بدائل”.

كما أبرز أنه من المستحيل أن يكون سعيّد يتصرّف بشكل منفرد، قائلا: “من الأكيد وجود جهات تقف خلفه وتدعمه”، وأضاف: “لا يمكنك أن تحكم فقط استنادا إلى قوة الدولة، يجب عليك الهيمنة على القلوب… سعيّد بإمكانه حشد الجماهير، لكن ذلك ليس معيارا”. وأردف: ”الجماهير هي حطب لمعارك النُّخب… لا يوجد زعيم… عهد الزعماء انتهى”.”

ضدّ عزل القضاة… لكن

وأدان المبخوت قرار قيس سعيّد عزل القضاة، رغم اعتباره أن القضاء لم يقم بدوره في سياق الإصلاح الديمقراطي.

وأضاف: “المجلس الأعلى للقضاء قام بخلل إجرائي في قضية البشير العكرمي حين أرجعته المحكمة الإدارية إلى عمله… القضاء لم يقم بإصلاحاته الداخلية المنتظرة، ليجعل نفسه مستباحا أمام السلطة التنفيذية”.

وفي سياق آخر قال الأكاديمي التونسي: “علينا أن نقرّ بأن الاستشارة فاشلة، ومشكلة البلاد ليست في دستورها، خاصة وأن المسار الانتقالي أخفق في تونس، وهو ما يعني الإخفاق في إصلاح الدستور والقضاء والإعلام والأمن”.

وبخصوص أداء النهضة قال المبخوت: “النهضة لا تتحّمل لوحدها ما آلت إليه الأمور في تونس، جزء من المسؤولية يتحمله أيضا نداء تونس”.

وأضاف منتقدا أداء الحكومة: “عدم الوضوح السياسي أثّر بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي، والشعارات التي ترفعها الحكومة ليست جديدة وغير قابلة للتطبيق، خاصة مع غياب مشروع شامل”. كما أوضح المبخوت أن حكومة بودن لن تختلف كثيرا عن بقية الحكومات.

وقال: “توجهات الجيل الجديد واهتماماته تغيّرت من الإيديولوجيات السياسية إلى الحريات الشخصية”، مؤكّدا أن هذا الجيل يفكّر بشكل أفضل من سابقه.