واشنطن تنطلق في تنفيذ تعهّدات ترامب باحتجاز 30 ألف مهاجر في غوانتانامو قبل ترحيلهم إلى بلدانهم
غادرت، اليوم الثلاثاء، أول طائرة عسكرية أمريكية تحمل مهاجرين محتجزين متّجهة إلى خليج غوانتانامو، وفق ما أعلنه مسؤولون أمريكيون.
يأتي ذلك في إطار استعدادات إدارة الرئيس دونالد ترامب لوضع عشرات الآلاف من المهاجرين في القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا.
وهذه الرحلة جزء من سلسلة رحلات عسكرية قامت بنقل مهاجرين إلى دول مثل جواتيمالا وبيرو وهندوراس والهند، في إطار سياسة إدارة ترامب المتشدّدة تجاه الهجرة.
والأحد الماضي، قال مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الحدود، توم هومان، إنّ المهاجرين غير الشرعيين الذين يصفهم البيت الأبيض بأنهم “الأسوأ على الإطلاق” قد يتم احتجازهم في مركز الاحتجاز الأمريكي بخليج غوانتانامو في كوبا حتى يتم ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية.
وأضاف هومان لقناة “فوكس نيوز”: “الأسوأ على الإطلاق سيذهبون إلى خليج غوانتانامو… لدينا مركز لمعالجة المهاجرين هناك منذ عقود، وسنجري به الكثير من التوسعات”.
ووقّع ترامب في 30 جانفي الماضي مذكرة رسمية تأمر بالتحضير لتوسيع منشأة احتجاز المهاجرين في قاعدة غوانتانامو، في وقت تشير تقارير إلى نيته احتجاز ما يصل إلى 30 ألف مهاجر في هذه القاعدة، التي تُستخدم عادة لاحتجاز من تصفهم واشنطن بالإرهابيين.
وقد وعد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء ما سماه “غزو” المهاجرين غير النظاميين.
واتّخذ منذ تولّيه الرئاسة سلسلة من الإجراءات الصارمة ضد الهجرة، بما في ذلك تسريع عمليات الترحيل، في حين يعيش نحو 11 مليون شخص في الولايات المتحدة بوضع غير قانوني.
يُذكر أنّ معتقل غوانتانامو أُفتتح عام 2002 داخل قاعدة عسكرية أمريكية في كوبا، في إطار “الحرب على الإرهاب” التي أعلنها الرئيس السابق جورج دبليو بوش بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وقد احتجزت الولايات المتحدة فيه مئات السجناء، بعضهم من تنظيم القاعدة، مما أثار جدلا واسعا بسبب ظروف الاعتقال القاسية وممارسات التعذيب.
وعلى الرغم من محاولات الرئيسين الديمقراطيين السابقين باراك أوباما وجو بايدن إغلاق المعتقل، إلّا أنّ ذلك لم يتحقّق.
وفي سبتمبر الماضي، كشفت وثائق حكومية حصلت عليها صحيفة “نيويورك تايمز” أنّ الولايات المتحدة تستخدم قاعدة غوانتانامو منذ عقود لاحتجاز مهاجرين يتم اعتراضهم في البحر، حيث يتم احتجازهم في مساحة منفصلة عن المعتقلين المتهمين بالإرهاب.