بعد الجدل الذي أثاره بلاغ مسرح الأوبرا المنشور على صفحته الرسمية، يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بشأن الإعلان عن إجراء بتّة عمومية قصد تسويغ عدد من المحلات التجارية بمدينة الثقافة، وما تبعه من ردود فعل عن تداخل النشاط التجاري بالثقافي في فضاء “مدينة الثقافة الشاذلي القليبي”، الذي يكتسي طابعا ثقافيا وفنيا بحتا، أكّد محمد الهادي الجويني مدير عام مسرح الأوبرا أنّ المحلات التجارية هي جزء من مكونات مدينة الثقافة.
وأوضح أنّ المشروع منذ بعثه يتكوّن من قسمين؛ الأول ثقافي يشمل الأقطاب الفنية وتمّ تدشينه سنة 2018، والثاني مخصّص للمحلاّت التجارية التي تُستغل لدعم الأنشطة الثقافية المنتظمة داخل أسوار المدينة.
ويوضّح الجويني أنّه تمّ إعداد كرّاس شروط في الغرض، بالتنسيق مع وزارة أملاك الدولة التي حدّدت معاليم الكراء والأسعار الافتتاحية لهذه الفضاءات.
وبيّن مدير عام مسرح الأوبرا أنّه تمّ إحداث “صندوق مدينة الثقافة” تحت إشراف وزارة المالية، مشيرا إلى أنّ هذا الصندوق سيجمع العائدات المالية؛ أي مداخيل الكراء لدعم التظاهرات والأنشطة الثقافية التي تقام بالمدينة.
ويؤكّد الجويني أنّ تسويغ محلات صلب مدينة الثقافة، هو إجراء متّفق عليه منذ بداية إطلاق مشروع المدينة للنهوض بالاقتصاد الثقافي عبر حسن استغلال الفضاءات التجارية بالمدينة، مشدّدا على أنّ مدينة الثقافة أعطت الأولوية في فضاءاتها للصناعات الثقافية، حيث تمّ فتح محلّ خاصّ ببيع العرائس ومكتبة ومحلّات للابتكارات الحرفية التراثية والآلات الموسيقية والفنون التشكيلية وفضاء لبيع الابتكارات الفنية والتراثية.
ويوضّح الجويني أنّ فتح المطاعم والمقاهي والمحلات داخل مدينة الثقافة، من شأنه إعطاء حيوية للأنشطة والعروض الفنية في المدينة، فضلا عن استجابته لمطالب الجمهور المواكب للتظاهرات والزائرين من تونس والخارج، مثل ما هو معمول به في أكبر الفضاءات الثقافية في العالم.