اعتبر المحلّل السياسي صلاح الدين الجورشي أن الأحزاب السياسيّة مطالبة بشكل أساسي بالقيام بنوع من النقد الذاتي ومراجعة حساباتها القديمة وخاصة مراجعة أساليب العمل.
وبيّن الجورشي في تصريح لبوّابة تونس أن أساليب العمل التي اعتمدتها الأحزاب في مرحلة ما قبل الانتخابات لم تكن ناجعة ولم تعد مفيدة لها وللحياة السياسيّة في البلاد.
أهم الأخبار الآن:
وشدّد على ضرورة قيامها بالنقد الذاتي ثم بالشروع في عملية اتصال بين تركيباتها وبين أطرافها، لأن التحرّك الحزبي الضيّق لا ينفع في هذه المرحلة، وفق تقديره.
وقال الجورشي: “من نتائج الانتخابات الأخيرة ما أسميه بانهيار الأحزاب السياسيّة حيث أنه لم تتمكن الأحزاب سواء فرادة أو بشكل جماعي أن تعدّل ولو بشكل بسيط موازين القوى السياسيّة في البلاد “.
وتابع: “ويعود ذلك لأسباب تاريخية ولكن أيضا لأسباب تتعلق بهذه الأحزاب نفسها إذ أنها لم تتمكن من أن توحّد صفوفها أو تخلق نوع من اللقاءات أو الوحدات العضوية أو الشكلية ولم تتمكن من أن تصدر أو تتخذ استراتيجيّة موحدة لمواجهة الوضع الصعب الذي تمرّ به”.
وحمّل الجورشي، في تصريحه لبوّابة تونس، الأحزاب جزء كبيرا من تهميش نفسها بنفسها بسبب الصراعات فيما بينها وعن طريق الثغرات الكبرى التي أحدثتها في صفوفها.
وحول شروط عودة الأحزاب إلى المشهد ومحاول خلق توازن على الساحة السياسيّة، اعتبر الجورشي أن الخطوة الأبرز التي على الأحزاب السياسيّة القيام بها هو التحرّك الجماعي كي تستطيع أن تعيد شيئا فشيئا استقطاب عددا من المواطنين وخاصة في صفوف الشباب.
واعتبر أن من المشاكل الكبرى التي تعانيها الأحزاب التونسية هي خيبة الأمل التي أحدثتها في صفوف الشباب.
وبيّن أن ذلك أسفر عن القطيعة بين الشباب والأحزاب فقد أصبح ينفر منها ومن قياداتها ومن أسلوب عملها وخاصة من خطابها.
وحمّل المحلّل السياسي الأحزاب مسؤوليّة إعادة التعبئة وإعادة تحميس الناس كي تهتموا بالشأن العام والعمل السياسي.
واشترط الجورشي تجديد الطبقة السياسيّة، واعتبر ذلك شرطا أساسيّا وشرطا استراتيجيّا.
وقال: “لا بدّ أن تعيد هذه الأحزاب طريقة تعاملها مع الأطراف ومع الناس وخاصة مع الشباب ومن وراء ذلك من خلال عمليّة تشبيب هذه الأحزاب في أعضائها وتمكين هؤلاء الشباب من لعب دور أساسي ورئيسي فيها”.
وتابع: “ذلك هو المدخل كي نجد أنفسنا بعد مرحلة من الزمن أمام قيادات جديدة شابة وواعية وقامت بعملية هضم المرحلة السابقة بأخطائها وأيضا بإيجابيتها”.
أضف تعليقا