وصف الناشط السياسي المستقلّ عبد الحميد الجلاصي، الخميس 26 جانفي/كانون الثاني، أنّ 25 جويلية/يوليو كان بمثابة نهاية لمرحلة من الترهّل المؤسّساتي والانتقال الديمقراطي التي عاشتها تونس، معتبرا أنّه كان من الضروري إيجاد حلول للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتراكمة قبل ذلك التاريخ.
وقال الجلاصي -على هامش مشاركته في ندوة صحفية لتقديم تقرير حول منتدى المصير الديمقراطي- إنّ الحلول التي وقع اعتمادها لمعالجة الوضع قبل 25 جويلية، كانت خاطئة رغم أنّ “هذا التاريخ كان لدى جزء من التونسيين بمثابة المسار”، حسب قوله.
وأضاف الجلاصي أنّ قيس سعيّد “لم يجنح إلى الحوار، وقدر من التشاركية بإمكانها تجاوز الأخطاء والمعضلات التي يُقرّ بها الجميع”، ليتّضح بعد ذلك أنّ التونسيين بعد أن نفروا من الطبقة السياسية التي كانت فاعلة قبل 25 جويلية، بدأوا ينفرون من الرئيس سعيّد”.
وشدّد الجلاصي على أنّ حالة النفور أدّت إلى فراغ قيادي في البلاد وإلى غياب الأفق، نتيجة الإحباط الذي أصاب التونسيين الذين كانوا ينتظرون تحسّن أوضاعهم المعيشية، مضيفا أنّ “سعيّد التحق بقائمة الطبقة السياسية التي تبيع كلاما ولا تفعل شيئا”.
وفي قراءته الوضع الراهن، اعتبر رئيس منتدى “آفاق جديدة”، أنّ تونس تعيش وضعية “توازن العجز”، في ظلّ عدم قدرة رئيس الجمهورية على حلّ مشاكل المواطنين وقصور المعارضة على تقديم بديل تستعيد به ثقة الجماهير.
وتوقّع عبد الحميد الجلاصي استمرار قيس سعيّد في الحكم إلى سنة 2024، نظرا إلى أنّ الوضع الإقليمي والدولي في صالحه، في ظلّ غياب البديل، مضيفا أنّ تحرّك الفاعل الاجتماعي سيُغيّر الخارطة وسيخلط الأوراق من جديد، ممّا سيجبر الفاعلين الدوليين والقوى الصلبة على مراجعة مواقفهم.