تُقام أول صلاة جماعية في الجزائر الأربعاء 28 أكتوبر، في افتتاح أكر جامع بالجزائر، ثالث أكبر مسجد في العالم والأكبر في إفريقيا، بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي، بعد سنة ونصف السنة على الانتهاء من بنائه.
وسيتمّ افتتاح قاعة الصلاة في المسجد التي يمكن أن تستقبل 120 ألف مصلّ. ويمتد جامع الجزائر على مساحة 27,75 هكتاراً، وهو بذلك الثالث في العالم من حيث المساحة بعد المسجد النبوي في المدينة والحرم المكي في المملكة العربية السعودية تجاوزت كلفة تشييده 750 مليون يورو.
مئذنة الجامع الأعلى في العالم
مئذنة الجامع التي يمكن رؤيتها من كل أنحاء العاصمة، تعتبر الأعلى في العالم، تمتد على ارتفاع 267 مترًا، أي 43 طابقًا، ويمكن الوصول إليها بمصاعد توفر مشاهد بانورامية على العاصمة الجزائرية.
وتمّ تزويق الجزء الداخلي للجامع على الطراز الأندلسي، على مساحة ستة كيلومترات من لوحات الخط العربي على الرخام والمرمر والخشب. أما السجاد فباللون الأزرق الفيروزي مع رسوم زهرية، وفق طابع تقليدي جزائري.
مواجهة التطرف..
وخلال زيارته الأخيرة للجامع، طلب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، قبل اكتشاف إصابته بفيروس كورونا ونقله إلى ألمانيا مساء الأربعاء، من وزير الشؤون الدينية تشكيل “هيئة علمية رفيعة المستوى” للإشراف على الصرح الديني.
ويضم جامع الجزائر بالإضافة إلى قاعة الصلاة، 12 بناية منها مكتبة تتضمن مليون كتاب وقاعة محاضرات ومتحفاً للفن وللتاريخ الإسلامي ومركزاً للبحث في تاريخ الجزائر.
ويشرف على أداء الصلوات خمسة أئمة وخمسة مؤذنين، كما أوضح الأستاذ كمال شكّاط، عضو جمعية العلماء المسلمين الذي اعتبر أن مهمة هذا الصرح ستكون “تنظيم وتنسيق الفتاوى مع الواقع الجزائري المعاش”.
وقال شكّاط “الفكرة هي أن يصبح جامع الجزائر مكاناً تتم فيه محاربة كل أشكال التطرف، الديني أو العلماني. المتطرفون هم نفسهم في كل مكان”.
وتابع أستاذ الشريعة “هناك أناس جادون حقاً يدركون المشاكل الحالية: التطرف والرؤية البالية للدين التي تُطرح في بلادنا كما في الغرب”.
نكهة خاصة للاحتفال بالمولد في المسجد
وقال المفتش العام لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف خميسي بزاز، في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن الاحتفالات الرسمية بذكرى مولد خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيكون لها نكهة خاصة هذا العام بعدما تقرر فتح قاعة الصلاة بجامع الجزائر هذه الليلة.
وأكد خميسي بزاز أن فتح قاعة الصلاة بجامع الجزائر في ذكرى مولد خير الأنام “يعبر عن انتمائنا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام” مضيفاً أن “هذا لون من ألوان العاطفة القوية التي تملأ قلوب الجزائريين هي رسالة للمحبين ورسالة أيضاً لغير المحبين أن هذا الشعب له انتماء وله هوية وله عمق تاريخي وهو ارتباطنا بالنبي صلى الله عليه وسلم .