تتوفّر تونس على أكثر من 600 ألف هكتار من الأراضي المزروعة تين شوكي تتركزّ أساسا بمناطق الوسط الغربي. ليس التين الشوكي أو الهندي كما يسمى في تونس مجرّد نبات بري وثمار صيفي، بل هو مجال استثمار واسع بفضل فوائده الصحية وتجارة زيت بذوره الواعدة.

قطاع ناشئ

الاهتمام بقطاع تجارة زيت بذور التين الشوكي في تونس حديث وانطلق فقط منذ 9 سنوات تقريبا . مشاريع صغرى تقدّم شبّان من أصحاب الشهادات العليا لاقتحام هذا المجال الرائد في بلدان أخرى على غرار المغرب.

في تونس تطوّر الاستثمار في ثمار الهندي من 5 مؤسسات سنة 2013 إلى 35 مؤسسة سنة 2020 بقيمة مالية ناهزت 15  مليون دينار السنة الماضية.

كما يفتح مجال استخراج زيت التين الشوكي فرص كثيرة لليد العاملة في مختلف مراحل عملية الإنتاج. ويشغّل في تونس أكثر من 1000 عامل أغلبهم من السيدات.

في الحقيقة تونس لا تولي هذا القطاع ما يستحقه من اهتمام. همّشته الدولة على غرار قطاعات أخرى، حيث تتلف مئات الأطنان من التين االشوكي سنويا دون استغلالها. في حين أنّ مكانها الطبيعي هو السوق التي تدر أموالا طائلة على المهتمّين به.

وحظي قطاع استخراج زيت التين الشوكي باهتمام الدولة من خلال دعم بعض المشاريع ومحاولة بحث فرص تعاون مع مؤسّسات أجنبية رائدة في المجال.

صحة وجمال ومال

يعتبر زيت التين الشوكي من أغلى الزيوت النباتية في العالم بفضل مكوناته الطبيعية وفوائده على الصحة، فهو يحتوي الفيتامينات والأملاح اللازمة للجسم وفعاليته مفيدة جدا لمستعمليه.

استعمالات زيت بذور الهندي في مجالات الصناعة مستحضرات التجميل الرفيعة والمكمّلات الغذائية وبعض الأدوية. تتهافت عليه المخابر في العالم وتعتبره الدول مجال بحث مهم ولا تزال بصدد اكتشاف فوائده.

للسيدات منافع كثيرة من هذا المنتج الطبيعي فهو يساهم تغذية البشرة ونعومتها ويجعلها أكثر نظارة. يغذي الشعر ويزيده لمعانا، مضادّ للأكسدة وترهّلات الجلد.

كما يستخدم في إنتاج بعض المواد الغذائية مثل الخل والعصائر والمربّى.

زيت التين الشوكي باهظ الثمن فلتر من الزيت يصل سعره إلى 250 دولارا، ما يعكس أهميته وقيمته.

مراحل الإنتاج

يمرّ إنتاج زيت التين الشوكي عبْر مراحل كثيرة ومضنية، بداية من مزارعه في ولايات القصرين والقيروان وسيدي بوزيد وسليانة وعملية جنيه بين جدران الأشواك. مرحلة صعبة وتتطلب يد عاملة كثيرة. سيدات يخرجن باكرا إلى المزارع صيفا لجني الهندي بواسطة قفازات تقيهم لسعات الأشواك أو أدوات خاصة مثل « الكماشة« .

يمرّ ثمار الهندي للمصنع لغسله من الشوائب واستخراج بذوره ومن ثم تمر البذور عبر النساء لتنقيتها وتنظيفها
المرحلة الأخير تتمثل في عصر البذور بواسطة آلات في درجة حرارة مرتفعة وبعناية، قبل تقطيره وتصفيته في أواني نظيفة قبل توجيهه للترويج.

يحتاج منتج زيت التين الشوكي إلى طن من الثمار وحوالي 35 كلغ من البذور للحصول على لتر من الزيت الطبيعي المصفى.

تروّج 20%  فقط من إنتاج تونس لزيت بذور الهندي أي حوالي 400 لتر سنويا تُصدّر إلى أوروبا. وتطمح الدولة إلى الترفيع في الإنتاج في حدود 2025 إلى 20 ألف طن.