التونسيون يُحيون الذكرى الـ12 للثورة

يحيي التونسيون، السبت 14 جانفي/كانون الثاني، الذكرى الـ12 للثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في العام 2011.

وتأتي الذكرى هذا العام، وسط أجواء من التوتر والسخط الشعبي على ارتفاع الأسعار وتدني مستوى المعيشة، إذ يُعاني الاقتصاد أسوأ أزمة منذ استقلال البلاد في خمسينيات القرن الماضي.

وإلى جانب الأزمة الاقتصادية، تعرف تونس عطبا سياسيا جرّاء الإجراءات الاستثنائية التي أقرّها الرئيس في 25 جويلية/يوليو 2021، وتداعيات مساره السياسي على كل المستويات. وتقول المعارضة إن التفويض الذي حصل عليه الرئيس في 2019، سقط بعد نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة وفشله في المحافظة على شرعيته الشعبية.

وتصف المعارضة مسار سعيّد بـ”الانقلاب” على الديمقراطية والمنجز الثوري لـ14 جانفي، وتتهمه باستهداف الحريات والقمع من خلال القوانين والمراسيم التي أصدرها تباعا، فيما يعتبره مؤيدوه تصحيحا للمسار وإنقاذا للبلاد.

ورفضت أحزاب معارضة وهيئات قضائية وقوى سياسة والاتحاد العام للشغل الإجراءات الاستثنائية، واعتبرتها تكريسا “للاستبداد وحكم الفرد المطلق”.

وفي وقت سابق، أكّدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير أصدرته، أنّ الانتهاكات الحقوقية الجسيمة استمرت في 2022، وشملت القيود على حرية التعبير والعنف ضد النساء والقيود التعسفية بموجب قانون حالة الطوارئ التونسي.

وبدأ التونسيون بالتوافد إلى جادة الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، بعد دعوات أطلقتها المعارضة إلى التظاهر من أجل مطالبة الرئيس التونسي، قيس سعيد، بالتنحي عن السلطة.

وطالبت مكوّنات سياسية وهيئات منها جبهة الخلاص الوطني وحزب الدستور الحر والأحزاب الديمقراطية الاجتماعية (5 أحزاب) وهيئة الدفاع عن الحقوق والحريات، عموم التونسيين بالنزول إلى الشارع للمطالبة بتنحي الرئيس قيس سعيّد، والمطالبة بتعجيل مسار الإنقاذ.

وقال مراسل بوابة تونس إنّ القوات الأمنية أغلقت المداخل الرئيسية بمدينة تونس، فيما دفعت بتعزيزات مكثفة وأقامت حواجز في محيط شارع الحبيب بورقيبة.

وفي بنزرت، شدّدت قوّات الأمن مراقبتها على مدخل الطريق السيارة بنزرت تونس، وأقامت نقاط تفتيش للتثبت في هويات المتجهين نحو العاصمة.

وفي وقت سابق من اليوم، أكّدت رئيسة الحزب الدستورى الحرّ عبير موسي، أنه تم منع أنصارها من التقدم للوصول نحو منطقة قرطاج أين تعتزم تنفيذ مسيرة في اتجاه القصر الرئاسي.

وقالت موسي إن أنصارها منعوا من الوصول عبر النقل العمومي والجماعي والسيارات الخاصة وحتى على الأقدام، متهمة السلطة بانتهاك حرية التعبير وحق التظاهر.

ويعود التونسيون إلى شارع الثورة (الحبيب بورقيبة) رغم محاولة سعيد إلغاء الرمز التاريخي لـ14 جانفي، واستبداله بـ17 ديسمبر، وأمس الجمعة أكّد سعيّد-على هامش دولة استباقية أداها إلى العاصمة والمدينة العتيقة، أنّ ذكرى الثورة انتهى، مضيفا أنّها كانت الشهر الماضي.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *