عالم

التنافس بين ماكرون ومارين لوبان يسيطر على التصويت في الدور الرئاسي الأول في فرنسا

انطلقت صباح الأحد 10 أفريل/أبريل، عمليات التصويت للدور الأول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، والتي يتنافس فيها 12 مرشحا من بينهم الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، وسط مخاوف من أن يشهد الدور الأول نسبة مقاطعة مرتفعة.

ودعي إلى التصويت أكثر من 48,7 ملايين ناخب في فرنسا، وفي مقاطعات ما وراء البحار التي انطلق التصويت بها منذ يوم السبت باعتبار فارق التوقيت.

 وانطلقت أولى عمليات التصويت في الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار، في أرخبيل سان بيار وميكلون قبالة سواحل كندا في حدود الساعة الثامنة من صباح السبت بالتوقيت المحلي أي منتصف النهار في باريس، ثم في غويانا الفرنسية في أمريكا الجنوبية، وفي جزر الكاريبي الفرنسية المارتينيك وغوادلوب وسان مارتان وسان بارتيليمي.

أما في المحيط الهادئ، فبدأ التصويت في بولينيزيا في حدود الثامنة مساء بتوقيت باريس وكذلك في واليس وفوتونا وكاليدونيا الجديدة.

الوضع الاقتصادي وصعود الخطاب اليميني

ويأتي التصويت في الدور الأول عقب حملة انتخابية استمرت عدة أشهر، وخيمت عليها الأزمة الاقتصادية في ظل حالة التضخم الكبير التي تشهدها فرنسا، والتي فاقمت اندلاع الحرب في أوكرانيا من مستوياته، ما أدى إلى تآكل القدرات الشرائية لأغلب الفرنسيين الذين باتوا يعيشون وضعا اجتماعيا هشا.

وتشهد الانتخابات الرئاسية الحالية حالة من الاستقطاب السياسي اليميني، الذي انعكس من خلال صعود الخطابات الشعبوية والمعادية للمسلمين والعرب والمهاجرين من جانب عدة مرشحين، من بينهم الرئيس المنتهية ولايته ماكرون، والذي قاد خلال السنوات الماضية حملة واسعة لمكافحة ما وصفها بـ”الانعزالية الإسلامية” عبر قانون “تعزيز قيم الجمهورية”، فضلا عن إغلاق عشرات من المساجد والجمعيات الإسلامية في مختلف مناطق البلاد.

كما تبرز مارين لوبان مرشحة التجمع الوطني اليميني المتطرف، والتي تروج لمشروعها القائم على معاداة العرب والتخويف من “أسلمة” فرنسا، بعد تعهدها بحضر الحجاب حال فوزها بالرئاسة.

من جانبها تعد فاليري بيكرس مرشحة اليمين الجمهوري بترحيل الأجانب الذين يتبنون خطابا إسلاميا متشددا.

كما عرفت الحملة الانتخابية الفرنسية صعود أسهم المرشح المتطرف إيريك زمور ذي الأصول اليهودية والمعادي للمسلمين، والذي أطلق سلسلة من الوعود تشمل إغلاق متاجر الحلال، وحضر إطلاق اسم محمد على المواليد المسلمين فضلا عن منع الآذان في المساجد.

شبح المقاطعة

ويخيم شبح المقاطعة على الدور الرئاسي الأول، ويخشى أغلب المتابعين من تسجيل نسبة امتناع عن التصويت قد تتجاوز المعدل القياسي الحاصل في أفريل/أبريل 2002، والذي بلغ  28,4% وهو أعلى معدل مقاطعة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وحسب وزارة الداخلية الفرنسية فقد بلغت نسبة المشاركة إلى حدود منتصف نهار الأحد بتوقيت باريس 25,48 %.

تقدم ماكرون 

ورغم تأكيد استطلاعات الرأي تقدم الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، إلا أن شعبيته شهدت تراجعا في الأسابيع الأخيرة لصالح أقرب منافسيه مارين لوبان وذلك بسبب إطلاقه حملته الانتخابية في وقت متأخر، كما أنه لم يعقد سوى تجمع انتخابي واحد كبير وهو ما اعتبره حتى أنصاره مخيبا للآمال، إلى جانب تركيزه على خطة لرفع سن التقاعد تواجه معارضة شعبية واسعة، فضلا عن مشكلة التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.

وأظهرت عدة دراسات ارتفاعا ملحوظا لنوايا التصويت لفائدة مارين لوبان، والتي نجحت في تقليص الفارق مع ماكرون الذي يتوقع أن يتصدر الجولة الأولى من السباق الرئاسي، مستفيدا من ضعف  المعارضة وتشتتها، وكذلك بفضل دبلوماسيته النشيطة في سياق أزمة أوكرانيا وسياسة التعافي الاقتصادي القوي التي أطلقها.