رياضة

البطلة درة المحفوظي تكشف أزمة ألعاب القوى في تونس

“لأول مرة لا يُعزف النشيد التونسي في بطولة إفريقيا لألعاب القوى »، بحسرة تحدثت بطلة إفريقيا في اختصاص القفز بالزانة  التونسية درة المحفوظي عن ظروف المشاركة التونسية في دورة هذا العام.

مشاركة سيئة 

من مجموع 12 رياضيا شاركوا تحت الراية التونسية في بطولة إفريقيا لألعاب القوى بجزر الموريس الأسبوع الماضي، يعود الوفد التونسي بثلاث ميداليات فقط من البرونز والفضة. حصيلة متواضعة لرياضة ألعاب القوى جعلت تونس تنهي المنافسات في المرتبة السابعة عشرة، وهي المشاركة الأسوأ في تاريخ تونس قاريا، حسب متابعين.

وكشفت درة الحضور التونسي الباهت في تدوينة على صفحتها بفيسبوك نشرت ليلة أمس. وقالت إنها حُرمت من المشاركة في تدريبات قبل البطولة، بدعوى غياب الإمكانيات المادية، ما دفعها إلى الاكتفاء بالتدرب بملعب ألعاب القوى برادس.
كما كشفت في حديثها عن ظروف سفرها، إلى أنها سافرت  دون زانتها الخاصة بسبب سياسة التقشف التي تعتمدها الجامعة التي اختارت الحجز في آخر لحظة دون دفع معلوم نقل زانة البطلة. وقالت: “لو شاركت في المنافسات بزانتي الخاصة لتوجت بالذهبية ».

تهميش
اشتكت بطلة إفريقيا من تهميشها من قبل الجامعة التونسية لألعاب القوى وعدم تخصيص ميزانية خاصة بها عكس بقية الرياضيين، منتقدة بذلك سياسة التصرف في الميزانية.

من أوجه الغرابة في ما تحدثت عنه درة المحفوظي، أن ملعب ألعاب القوى في رادس يُغلق حين تقام مباريات كرة قدم في الملعب الرئيسي.

ما نشرته درة المحفوظي، أكّده وكيل أعمال لاعبي ألعاب القوى علي العبيدي، الذس كشف في تصريح لبوابة تونس أوجهًا أخرى لتقصير الجامعة التونسية لألعاب القوى، متهما المسؤولين بالفساد المالي وسرقة مستحقات الرياضيين، وفق قوله.
العبيدي أوضح أنه من الطبيعي أن تكون النتائج ضعيفة والمستوى متدنيا باعتبار أن الرياضيين ينافسون دون أي حافز مادي أو معنوي، قائلا: “الرياضيون الذين شاركوا في بطولة إفريقيا لم يحصلوا على مستحقاتهم المادية منذ أشهر”.

ونبه العبيدي إلى خطورة تواصل إهمال الدولة لرياضييها وقال إن هناك “رياضيين يفكرون في ترك تمثيل تونس ويريدون اللعب لدول أخرى مثل فرنسا”.

النشيد التونسي غائب في بطولة إفريقيا لألعاب القوى بحسب ما كشفته البطلة التونسية درة محفوظي في تدوينة على فيسبوك، متهمة الجامعة بالتقصير

أزمة مالية 

تراجع نتائج المنتخب الوطني لألعاب القوى وتشكيات الرياضيين من الإهمال وغياب برنامج تحضيرات، رده المدير الفني للجامعة التونسية لألعاب القوى حمادي بن سعيد إلى غياب الإمكانيات المادية.
بن سعيد صرّح لموقع بوابة تونس بأن تأثيرات الأزمة الاقتصادية في البلاد بلغ صداها قطاع الرياضة، مؤكدا أن الأمر لا يقتصر على رياضة ألعاب القوى فحسب.

وأضاف بن سعيد أن الجامعة لم تتمتع بالميزانية المخصصة لها إذ حصلت فقط على مبلغ 100 ألف دينار من مجموع 570 ألف دينار، وهو مبلغ غير كاف لاقتطاع تذاكر السفر بالنسبة إلى الرياضيين والوفود خلال الدورات والمعسكرات التدريبية.
وقال المدير الفني لرياضة ألعاب القوى إن الجامعة تحاول التصرف في الإمكانيات المتوفرة فقط ولا يمكنها توفير معسكرات تدريبية خارجية أو المشاركة بأعداد كبيرة من الرياضيين بسبب ضعف الإمكانيات.
حمادي بن سعيد قيّم المشاركة واعترف بأنها ضعيفة قائلا: “فعلا النتائج ضعيفة، كنا ننتظر الأفضل من بعض الرياضيين لكن الميداليات التي حصدها الوفد التونسي جاءت بمجهودات فردية ولم تكن ثمار عمل الجامعة لأن التحضيرات كانت ضعيفة”.
وأضاف:”عندما نكتشف حقيقة الوضع الاقتصادي للبلاد والوضع المادي للجامعات الرياضية لا يجب أن نستغرب من مثل هذه النتائج”.

وتعليقا على ما نشرته بطلة القفز بالزانة درة المحفوظي أوضح المدير الفني لجامعة ألعاب القوى أنه ما كان عليها الحديث بتلك الطريقة لأنها خيرت عدم القيام بتدريبات خارج العاصمة بسبب التزاماتها المهنية كطبيبة، وقال: “درة لم تكن منضبطة خلال الفترة الأخيرة”.

وعن عدم توفير الزانة الخاصة بها في البطولة، أفاد حمادي بن سعيد بأن الجامعة خيرت عدم إرسال التجهيزات اللازمة من تونس نظرا لوجود زانات خاصة بالرياضيين في جزر الموريس، مشيرا إلى أن عديد الدول شاركت بتجهيزات البطولة على غرار الجزائر وجنوب إفريقيا، وفق قوله.

رهانات قادمة 

تراجع رياضة ألعاب القوى والأزمة المالية التي أعاقت تطور أبطال تونس، جعلا المتابعين للرياضة يتساءلون عن مصير المشاركات التونسية القادمة في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في الجزائر بعد أيام وبطولة العالم الشهر القادم.

علي العبيدي وكيل أعمال رياضيين تونسيين في ألعاب القوى عبر عن مخاوفه من خيبة أمل جديدة في الاستحقاقات القادمة وقال في تصريح لبوابة تونس إنه في حال تواصل الوضع كما هو عليه الآن فإن النتائج ستكون بمثابة الفضيحة ليس فقط في الألعاب المتوسطية أو بطولة العالم وإنما في الأولمبياد القادم في باريس بعد سنتين.

وتشارك تونس في دورة الألعاب المتوسطية بتسعة رياضيين، من بينهم العداءة مروى بوزياني، فيما يمثل الوفد التونسي في بطولة العالم في شهر جويلية/يوليو القادم أربعة أسماء وهي عبد السلام العيوني وأحمد الجزيري ومحمد أمين التواتي ومحمد أمين الجهيناوي.