صابر بن عامر
افتتح مسرح أوبرا تونس، ليلة أمس السبت 25 مارس، مهرجان “رمضان في المدينة” بعرض لبيت المالوف تحت عنوان “الششتري” في نسخته الثانية بقيادة المايسترو مكرم الأنصاري، الذي قال في تصريح خاص ببوابة: “الششتري هو اسم “التار” (الدف) عند بعض التونسيين وعشاق المالوف بصنفيه التديني والدنيوي، ومنه استلهمنا عنوان العرض”.
هلس وجد
العرض الموسيقي الذي أمّنه غناء كل من الفنانين؛ درصاف الحمداني وهيفاء اليحياوي ومحمد علي شبيل، دارت فعالياته بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة تونس، وسط جمهور غفير أبى إلّا أن يُغادر بيته في ثالث أيام شهر الصيام ليستمتع بسمر رمضاني خلال مهرجان رمضان في المدينة.
وطيلة أكثر من ساعة ونصف الساعة سافر الأنصاري صحبة فرقة بيت المالوف بالجمهور في رحلة إلى ربوع الموسيقى التقليدية التونسية جمع فيها بين مالوف الجد والهلس (الديني والدنيوي).
وفي العمل، التقى التناغم اللحني والإيقاعي المنحوت بروح الطبوع التونسية، مع التعبيرات الموسيقية المتنوّعة المقتبسة من المالوف بصنفيه آنفيْ الذكر.
وقبل انطلاق العرض بنحو ساعة كان لجمهور المهرجان لقاء مفتوح بساحة المسارح بمدينة الثقافة مع عرض اسطمبالي تمازجت فيه الرقصات بالنغمات الزنجية والإكسسوارات الفلكلورية لبوسعدية، وسط تفاعل حار من الحضور الذين رقصوا وتمايلوا مع نغمات القمبري وقرقعات الشقاشق.
وموسيقى السطمبالي، التّي تُحاكي تاريخ زنوج تونس، تنحدر من ثقافة إفريقية بالأساس، وتجد مرادفات لها في مختلف دول شمالي إفريقيا، فنجد “القناوة” في الجزائر والمغرب، “الدّيوان” في الجزائر، “المكاري” في ليبيا، و”البوري” في موريتانيا.
ورغم أنها كانت تقدّم إبان حقبة العبودية في تونس، قبل إلغاء الرق في القرن التاسع عشر، لكنها ظلت قائمة حتى بعد تحرير العبيد.
ولعلّ شخصيّة “البوسعدّية” التي كانت حاضرة بقوة في سهرة أمس، من أكثر مكوّنات عرض السطمبالي طرافة، وتُجسّد خاصة في فضاءات واسعة كالشوارع والمسارح الكبرى لجلب السياح بحركات فلكوريّة.
وتقول الأسطورة الشعبية إنّ البوسعدية، هو أحد ملوك مالي، خطف تجار الرقيق ابنته سعدية، من بيتها فتنكّر في ملابس غريبة من صوف وأشرطة من الفرو والرّيش والحديد، وغطّى وجهه بقناع مكشوف العينين مزدان بأصداف البحر حاملا بيديه الشقاشق، مُردّدا هتافات علّه يجدها.
وهناك روايات أخرى تقول إنّ هذا الملك المالي وصل إلى تونس، التي عُرفت في الماضي بكونها سوقا لتجارة العبيد، عساه يجدها، سيما أنّ تونس عرفت بمكان لتجارة الرقيق طوال قرون طويلة، قبل أن يتمّ تحرير “العبيد الأفارقة”، بموجب “قانون إلغاء الرق” الصادر في عهد حاكم تونس أحمد باي عام 1846.
تنويعات فنية
يُقدّم مسرح الأوبرا بتونس في النصف الأول من شهر رمضان، ضمن “رمضان في المدينة 2023″، باقة ثرية من العروض الفنية والمسرحية تؤثّثها مجموعة من إنتاجات الأقطاب الفنية لمسرح أوبرا تونس إلى جانب مجموعة من العروض الفنية الكبرى في إطار انفتاح مؤسّسة مسرح أوبرا تونس على الجمعيات الثقافية والشركات الفنية الخاصة.
ويكون الموعد، الليلة الأحد 26 مارس، مع عرض “أصائل” للفرقة الوطنية للفنون الشعبية في مسرح الجهات. وتُخّصص، سهرة الاثنين 27 مارس، للاحتفال باليوم العالمي للمسرح، ويلتقي الجمهور، ليلة 28 مارس مع المنشد أحمد جلمام في عرض صوفي بعنوان “هيام عشق القلوب”، يليه في السهرة الموالية عرض الأوركستر السيمفوني التونسي.
وسيكون الأطفال على موعد في سهرة 30 مارس مع الكوميديا الموسيقية “آليس” لأسامة المهيدي، ثم يكون الموعد موفى هذا الشهر مع عرض الحضرة لفاضل الجزيري.
وبرمج المنظمون في سهرة غرة أفريل القادم عرضيْن بكل من مسرح الأوبرا ومسرح الجهات، الأول موسيقي بعنوان “نشيد الفرح” لشادي القرفي بمشاركة فوزي بن قمرة وصالح الفرزيت، أما العرض الثاني فهو مونودراما بعنوان “ما عادش” لسماح الدشراوي.
ويُقدّم الأوركستر السيمفوني التونسي عرضا ثانيا لـ”جینیریك المسلسلات التونسية” ليلة الثاني من أفريل، يليه في الثالث منه عرض “موسیقى الروح” لشهرزاد هلال بمسرح الجهات.
ويسهر الجمهور ليلة 4 أفريل مع عرض “الزيارة” لسامي اللجمي، يليه في اليوم الموالي عرض “طريق” للفرقة الوطنية الموسيقى بمشاركة الفنان مهدي عياشي (نجم ذو فويس 5)، ليكون الموعد في سهرة 6 أفريل مع الفنان حسان الدوس، وهي سهرة تُقام بالشراكة مع مهرجان المدينة بتونس.
وسيحتضن مسرح الجهات في اليوم ذاته عرض “زبرجد” لعبد الكريم الباسطي، فيما تُختتم برمجة النصف الأول من تظاهرة رمضان في المدينة بعرض لمالوف تستور، وذلك قبل أن تُعلن إدارة المهرجان في وقت لاحق أن البرمجة النهائية لبقية العروض، التي علمت بها بوابة تونس، الشريك الإعلامي للمهرجان، ستشمل عروضا كبرى لفنانين مكرّسين منهم صابر الرباعي وزياد غرسة ولطفي بوشناق وغيرهم.
تُباع تذاكر العروض على الرابط التالي: https://eazytick.com/fr/e/501/alshshtry-2