رياضة

الاتحاد الدولي للملاكمة يردّ بقوة على اللجنة الأولمبية الدولية

إثر القرار الصادر عن المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية، نظر الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA) في التوصية الصادرة عن المجلس والقاضي بسحب الاعتراف بــ IBA

معتقلو 25 جويلية

وقال الاتحاد إنّ المسألة باتت سياسية بحتة، مشيدا بالجهود التي بذلها في سبيل تنظيم اللعبة منذ انتخاب قيادته ديمقراطيا، مشيرا في ذات الوقت إلى أنّ التوصية أهملت  النقلة النوعية التي أحدثتها في العامين الماضيين خاصة في مجال المنح المالية المرصودة للفائزين والمقدّرة بـ 5.2 مليون دولار وهي الأغلى والأعلى مقارنة بجميع اتحادات الرياضات الفردية والقتالية.

وذكر اتحاد الملاكمة  بسياسة الحوكمة والشفافية والنزاهة التي أصبحت متبعة في الأحداث الرياضية التي ينظمها، مؤكدا أنّ إنجازاته لم تؤخذ بعين الاعتبار من قبل اللجنة الأولمبية الدولية .

ونشر الاتحاد الدولي على موقعه مقالا مطولا ردّا على اللجنة الأولمبية الدولية، جاء فيه: “لا تعكس توصية المجلس التنفيذي الأول في اللجنة الأولمبية الدولية حقيقة الوضع حيث تم تنفيذ تقدم استثنائي في الإصلاحات والمعايير المعترف بها دوليًا للحوكمة الرشيدة تحت إشراف مجموعة إصلاح الحوكمة التابعة للبروفيسور أولريش هاس ودعمها بتحقيق شامل في مارس الماضي فريق البروفيسور ريتشارد ماكلارين.

وتابع: ” أثنى الملاكمين وأصحاب المصلحة في قلب الرياضة في جميع أنحاء العالم على هذه الخطوات الإيجابية للمنظمة”.

وجاء في الرد أيضا: “تحتفظ IBA بصفتها موطن الملاكمة بحقها في اتخاذ التدابير اللازمة ، وترفض اتهامها بمخالفة معايير الحكم الرشيد وادعاء أنها لا تستحق مكانة في الحركة الأولمبية” .

ونفى الاتحاد الدولي للملاكمة “جميع المزاعم التي تشير إلى أنه عرّض سمعة الحركة الأولمبية للخطر” مؤكدا أنّه احترم واتبع توصيات اللجنة الأولمبية الدولية.

وقال رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة عمر كريمليف إنّ منظمة سيئة السمعة تدعى  AIBA (التسمية القديمة للاتحاد الدولي للملاكمة) يحكمها شخص من الطبقة العليا عضو في اللجنة الأولمبية الدولية، مضيفا: “التزمنا ونفذنا تغييرًا في الثقافة السامة والفاسدة التي سمح لها بالتفاقم في ظل اللجنة الأولمبية الدولية لفترة طويلة جدًا.”

وتابع: “لقد جعلنا من الاتحاد الدولي للملاكمة هيكلا جديدا وشفافا ونظيفا، وقد تم الاعتراف بنجاحاتنا من قبل خبراء دوليين مستقلين وهناك منظمة واحدة فقط ليس لديها مصلحة في الاعتراف بتقدمنا الهائل”.

وأردف: “على مدار أربع سنوات ، لم تتح لـ IBA فرصة واحدة لعرض إنجازاتها في اجتماع ثنائي مع اللجنة الأولمبية الدولية ، التواصل كان عبر تبادل الرسائل ورسائل البريد الإلكتروني، لقد قبلنا العملية والقواعد ، لكن في النهاية ، لم يتم تقييمنا بشكل عادل. الآن ، لم يتبق لنا أي فرصة سوى المطالبة بتقييم عادل من محكمة مختصة”

وأضاف عمر كريمليف: “هذه لحظة فاصلة ليس فقط لـ IBA ولكن لجميع الاتحادات الدولية (IFs) ، حيث أن ما يحدث الآن هو اختبار أساسي لقياس مستوى اللامبالاة داخل IFs والحركة الأولمبية. يجب أن تكون المؤسسات المالية القوية والمستقلة ماليا على دراية وقلق شديد لأنهم يشهدون الأداة السياسية والاستراتيجية التي تم اختبارها بمرور الوقت للانقلابات المدبرة من أجل تغيير النظام داخل الاتحادات، يحدث هذا اليوم لـ IBA ويصبح سابقة للآخرين ، لذلك يجب على الجميع أن يهتم بالقوة غير الخاضعة للرقابة والتي ليس لها حدود”.

وقال الأمين العام لـ IBA والرئيس التنفيذي جورج ييروليمبوس: “لقد قامت IBA بالعمل اللازم طيلة الأعوام الأخيرة، وقد طلبنا في أكثر من مرّة  بفرصة الاجتماع ومناقشة الأمور لكن دون جدوى. تم رفض دعوة للاجتماع بلجنة الاتصالات المخصصة لـ IBA المؤلفة من ممثلين من جميع القارات بما في ذلك الرؤساء الخمسة لاتحادات IBA للسماح بتمثيل متوازن ولكن تمّ الرفض لأسباب واهية لا يمكن تفسيرها إلا على أنها تعوق فرصة الحوار المفتوح مع اللجنة الأولمبية الدولية .

وأضاف: “لهذا يجب أن تمتثل اللجنة الأولمبية الدولية للميثاق الأولمبي عند اتخاذ قرار بسحب اعتراف  من اتحاد الملاكمة”.

وتابع ييروليمبوس: “كان الاتحاد الدولي للملاكمة طلب في أفريل الماضي من اللجنة الأولمبية الدولية تحديد أي قاعدة  أو مادة أو فقرة من الميثاق الأولمبي أو القانون العالمي أو قانون الحركة الأولمبية بشأن منع التلاعب بالمسابقات أصدرها وتم انتهاكها من قبل IBA ولكنها لم تستجب إلى مطالبنا ولم تحدد أي قاعدة قانونية لسحب الاعتراف الكامل باتحاد الملاكمة”.

إلى ذلك، يبدو أن المعركة ستعرف هزة عنيفة على مستوى الملاكمة في العالم خاصة بعد الانفصال الذي تم في وقت سابق من بعض الاتحادات الوطنية تتقدمهم الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وسويسرا، وما يشاع في الكواليس من تصفية الحسابات السياسية بين رئيس الاتحاد الدولي الروسي عمر كريمليف ورئيس اللجنة الأولمبية الطامح إلى منصب مهم في الأمم المتحدة مستقبلا، وهو ما جعله-وفق مراقبين- ينصاع إلى “المطالب السياسية” لبعض الأصوات داخل اللجنة الأولمبية الرافضة لوجود روسي على رأس الاتحاد الدولي للملاكمة.