عالم

الإفراج عن شيغينوبو اليابانية المناصرة للقضية الفلسطينية

 أطلق سراح المناضلة اليسارية اليابانية ومؤسسة تنظيم الجيش الأحمر الياباني فوساكو شيغينوبو السبت 28 ماي/أيار، بعد قضائها 20 عاما في السجن لإدانتها باقتحام السفارة الفرنسية في هولندا عام 1974.

وتشتهر فوساكو بكونها إحدى أشهر مناضلات التنظيمات اليسارية والثورية في العالم، التي تطوعت للقتال في صفوف الثورة الفلسطينية إلى جانب ثلة من أعضاء تنظيمها طوال حقبة السبعينات والثمانينات، خططت ونفذت خلالها عددا من العمليات الفدائية الجريئة أشهرها عملية مطار اللد في الأراضي المحتلة سنة 1972.

وغادرت شيغينوبو سجنها في العاصمة طوكيو رفقة ابنتها ماي مرتدية الكوفية الفلسطينية، ووقفت لتحية عشرات من مناصريها الذين تجمعوا أمام السجن حاملين علم فلسطين ولافتة كتب عليها “نحن نحب فوساكو”.

وأدلت المناضلة اليابانية بتصريحات صحفية مقتضبة لوسائل الإعلام، أكدت فيها أنها ستركز في الفترة القادمة على متابعة العلاج الذي بدأته داخل السجن بعد إصابتها سنة 2008 بسرطان القولون، موضحة أنها لن تكون قادرة على “المساهمة في المجتمع” بالنظر إلى حالتها الصحية.

الهجوم على السفارة الفرنسية

لعبت فوساكو صحبة عناصر تنظيمها دورا مهما في مسار الثورة الفلسطينية، إذ شنت عديد الهجمات ضد المصالح الصهيونية والغربية في العالم كان من بينها الهجوم على مقر السفارة الفرنسية في هولندا سنة 1974، فأدانتها المحكمة وحملتها مسؤولية التخطيط له.

وطوال محاكمتها التي استمرت 6 سنوات، تمسكت شيغينوبو ببراءتها في قضية اقتحام ثلاثة من مقاتلي الجيش الأحمر السفارة الفرنسية واحتجاز السفير وعشرة موظفين آخرين رهائن لمدة 100 ساعة.

وانتهت العملية حينها بالإفراج عن مقاتل من الجيش الأحمر كانت تعتقله باريس، فغادر جوا مع منفذي العملية والرهائن على متن طائرة متجهة إلى سوريا.

ولم تشارك شيغينوبو في الهجوم، لكن المحكمة قالت إنها نسقت العملية مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

من طوكيو إلى بيروت

 شيغينوبو التي ولدت في طوكيو في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية لأسرة فقيرة، بدأت رحلتها مع الكفاح المسلح دعما للقضية الفلسطينية في الستينات خلال دراستها بالجامعة، بعد انخراطها في الحركة اليسارية ومن ثم غادرت البلاد في سن الخامسة والعشرين للمشاركة في الثورة الفلسطينية، على غرار عشرات من المتطوعين والثوار اليساريين من شتى أنحاء العالم.

في كتابها الذي وثقت فيه سيرتها الذاتية وأهدته لابنتها ماي المولودة عام 1973 لأب من مناضلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تحدثت شيغينوبو عن انخراطها في القتال في صفوف الثورة الفلسطينية: “في البداية، لم أكن مؤيدة للعرب أو معادية لإسرائيل، ولكن كان للقضية الفلسطينية صدى فينا، نحن الشباب المعارض لحرب فيتنام كنا متعطشين للعدالة الاجتماعية”.