“الألكسو” تحتفي بسعاد الصباح ومحمد الأخضر السائحي في اليوم العالمي للشعر

يحتفل العالم العربي، يوم 21 مارس/ آذار من كل عام باليوم العربي للشّعر الذي تمّ إقراره في الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي التي انعقدت بالعاصمة السعودية الرياض في الفترة الممتدة بين 12 و13 جانفي/ يناير 2015. ومن هناك أصبح الاحتفال بالشعر مناسبة سنوية متجدّدة تشارك فيها الدول العربية المجموعة الثقافية الدولية احتفالها في اليوم ذاته باليوم العالمي للشعر.

وبالمناسبة وككلّ عام تحتفي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومقرّها تونس في الحادي والعشرين من مارس/ آذار بالشاعرة الكويتية سعاد الصباح والشاعر الجزائري الراحل محمد الأخضر السائحي (1918-2005)، وذلك بمشاركة عائلتي الشاعرين ونخبة من المثقفين والشعراء من العالم العربي.

والسائحي يُعتبر من فحول شعراء الجزائر، ومن الذين اصطنعوا الشعر رسالة من أجل التحرّر والبناء، عرف عنه بأنه شاعر ملتزم، وانتسب إلى الكتاب كعادة أولاد بلده، فلم يكن غير الكتاب المنفذ الوحيد للتعلم، إذ جرمت السياسة الاستعمارية الفرنسية التعليم بالعربية والكتابة بها، فحفظ القرآن الذي لعب دورا في صقل مواهبه وتقويم لسانه.

ترك السائحي مجموعة من الدواوين من بينها: “همسات وصرخات” عام 1967، و”جمر ورماد” عام 1980.

أما الشيخة سعاد الصباح (مواليد العام 1942) فهي شاعرة وكاتبة وناقدة كويتية حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسية، وهي المؤسسة “لدار سعاد الصباح للنشر والتوزيع” عام 1985.

وتُجيد الصباح اللغتين الإنجليزية والفرنسية بالإضافة للغتها العربية الأم، لها في رصيدها العديد من الدواوين الشعرية منها: “ومضات باكرة” و”لحظات من عمري” و”في البدء كانت الأنثى” و”فتافيت امرأة” و”للعصافير أظافر تكتب الشعر” وغيرها… كما لها العديد من المقلات التاريخية والكتب الأدبية إلى جانب اهتمامها بالاقتصاد والسياسة.

ويعدّ اليوم العربي للشعر مناسبة لإرساء تقليد يُعيد للشعر مكانته لدى الجمهور، ويؤكّد دوره في المجتمع، ويوثّق الرابطة التي تجمع بين شعراء الوطن العربي ونظرائهم في العالم والتذكير بالقيم الإنسانية التي تجمعهم، وتشجيع روح المغامرة الإبداعية للشعراء وخاصة الشباب منهم، وإعلاء صوت الإبداع والجمال والمحبة والقيم الإيجابية في وجه ثقافة الموت والعنف والإرهاب.

كما تمثّل هذه المناسبة الثقافية المهمة دعوة إلى إحياء التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية، لجعل الشعر يتبوّأ المكانة التي تليق به في البرامج التعليمية وتبادل التجارب الإبداعية والحوار بين الشعراء العرب، ورسم صورة جذّابة للشعر في وسائل الإعلام.

وتتضمّن الاحتفالية إلقاء كلمات افتتاحية وتقديم عرضين موسيقيين (عرض لفنان أو فرقة من إحدى الدول العربية، وعرض لفرقة موسيقية من الدول المستضيفة للفعاليات).

كما يتمّ بالمناسبة تنظيم ندوة نقدية يختلف موضوعها من دورة إلى أخرى. وتتميّز كل دورة من دورات اليوم العربي للشعر بإصدار كتاب وإقامة أمسية شعرية.

ويحتوي الكتاب على مجموعة من الدراسات بشأن “الشعر وقضايا الأمة العربية”. أما الأمسية الشعرية فتمثل فرصة للاستماع إلى نخبة من الشعراء العرب من مختلف الأجيال ممّن تميّزوا بتجاربهم الشعرية في السنوات الأخيرة.

وقد آل شرف احتضان الدورة الأولى من الاحتفال باليوم العربي للشعر إلى مصر يومي 21 و22 مارس/ آذار 2015 وأقيمت تحت عنوان “شعراء الإحياء”، واحتضنت العاصمة البحرينية المنامة على مدى يومي 21 و22 مارس/ آذار 2016 اليوم العربي للشعر في دورته الثانية وكان موضوعه “نزار القباني: الشاعر المختلف”.

أما الدورة الثالثة فقد انتظمت في الحادي والعشرين من مارس/ آذار 2017 بقصر الثقافة بهاء طاهر في مدينة الأقصر بمصر بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2017، وخصّصت للاحتفاء بالشاعر المصري الراحل محمود حسن إسماعيل.

وعقدت الدورة الرابعة لليوم العربي للشعر يوم الثاني من أفريل/ نيسان 2018 في مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس، وخصّصت للاحتفاء بالشاعر والأديب المصري الراحل فاروق شوشة.

واحتضنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس في السادس من أفريل/ نيسان 2019، ندوة فكرية في إطار الدورة الخامسة لليوم العربي للشعر لعام 2019، تميّزت بالاحتفاء بالشاعر السعودي الراحل غازي القصيبي.

أما الدورة السادسة فاحتفت في العام 2020 بالشاعر الإماراتي حبيب الصايغ مشفوعة بكتاب تكريمي عن سيرة الراحل ومسيرته، فيما تعذّر تنظيم الندوة الفكرية بسبب جائحة كوفيد -19.

وفي الحادي والعشرين من مارس/ آذار من العام الماضي 2021، احتفت الدورة السابعة بالشاعر العُماني هلال العامري والشاعر البحريني الراحل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، مع إنجاز كتابين تكريما لهما وتنظيم ندوة علمية نقدية افتراضية بشأن التجربة الشعرية للمحتفى بهما.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *