أعاد تقرير جمعية التلاقي للحرية والمساواة مسألة حياة الأقليات في تونس إلى الأضواء، فقد تحدّث التقرير الجمعة 29 جانفي2021، عن صعوبات حياة الأقليات الدينية في تونس وما تتعرّض له من مضايقات وانتهاكات في حقّ أتباعها أفرادا ومواطنين.
جمعية التلاقي للحرية والمساواة هي جمعية غير حكومية تأسّست سنة 2016 تهتمّ بوضع الأقليات الدينية في تونس.
فسفساء دينية في تونس
قد يستغرب البعض من الحديث عن اعتقاد التونسيّين كثير من الديانات، لكنّ الحقيقة تقول إنّ الآلاف من المواطنين غير المسلمين يعيشون في تونس.
يقول المكلّف بالعلاقات العامة بجمعية التلاقي للحرية والمساواة غسّان العياري في تصريح له لبوابة تونس: يضمّ المجتمع التونسي قرابة 6000 آلاف مسيحي من بينهم كاثوليكيّين وأرثوذكسيّين إضافة إلى حوالي 800 فرد من البهائيّين نسبة إلى البهائية وهي ديانة جديدة، وكتابهم اسمه الأقدس لكنّها ديانة روحية وليست لها ممارسات خاصة أو دور عبادة.
في تونس كذلك يعيش عدد غير محدّد من المسلمين غير السنة على غرار الشيعة والإباضيّة، إضافة إلى عدد من المُلحدين اللادينيّين لم تحصره الجمعية، فضلا عن 1500 يهودي تونسي.
محدّثنا يؤكدّ أنّ كل هذه الأقليات تعيش في المجتمع التونسي وتحمل الجنسية التونسية… لكنّ أغلبها لا يتمتّع بحقوقه كمواطن حرّ.
الأقليات الدينية تستغيث
التقرير السنوي الذي قدّمته جمعية التلاقي بلّغ شكايات الأقليات الدينيّة من بعض ممارسات السلطة وتوّجهت أول سهام النقد إلى مراكز الأمن وأعوان الشرطة. هناك يقول المسؤول بالجمعية غسّان العياري: بعض الأقليات الدينية تشتكي من سوء المعاملة في مراكز الشرطة من خلال التهكّم عليهم والسخرية منهم والتعاطي مع مشاكلهم بلا مبالاة ومماطلتهم في الاستجابة لشكاياتهم.
كما أنّ بعض أعوان الشرطة يعمدون إلى إحراج غير المسلم بسؤاله عن دينه ولماذا ارتد عن الإسلام أو لماذا اختار دينا آخر، حسب تصريح غسّان العياري.
نسبة كبيرة من الشعب التونسي لا تقبل الاختلاف. هكذا عبّر عضو جمعية التلاقي للحرية والمساواة في حديثه عن عقلية الأغلبية مع الأقلية، حيث يتعرّض المرتد عن الإسلام إلى مشاكل ومعارضة من عائلته وينبذ البعض الآخر من المجموعة عند اكتشاف دينه المختلف ويعامل آخرون بعنصرية.
ضحايا الخطاب والقانون
تقول جمعية التلاقي المدافعة عن الأقليات الدينية: إنّ النصوص القانونية التونسية تُشرّع لحقوق الأقليات وتحترمها لكنّ الواقع لا يعكس ذلك، ففي تونس توجد فقط مقبرة واحدة للمسيحيّين في العاصمة وهي مشتركة مع اليهود وتجد بعض العائلات غير المسلمة مشاكل كبيرة في دفن ذويها بسبب رفض السلطات البلدية في بعض المناطق دفنهم في مقابر المسلمين.
تشتكي الجمعية كذلك من خطاب الكراهية الذي يروّجه بعض السياسيّين أحيانا ضدّ أصحاب المعتقدات المخالفة، على غرار خطاب بعض النواب في البرلمان وهو ما يجعل غير المسلم في خوف دائم على وجوده.
ننشد المواطنة الكاملة
توجّه غسّان العياري إلى الدولة التونسية بضرورة تحيين تعاطيها مع الأقليات الدينية عبر تمتّعهم بحقوقهم كمواطنين أحرار وتطبيق النصوص القانونية التي تحفظ وجودهم دون إحراج ومضايقات.
كما طالب بضرورة السماح للأقليات الدينية بتكوين جمعيات مدنية وفسح المجال أمام نشاطهم دون قيود مؤكّدا أنّ الهدف الذي تعمل عليه الجمعية هو الوصول إلى التمتّع بالمواطنة الكاملة .