ثقافة

الأقصر للسينما الإفريقية يوثّق سيرة ومسيرة المخرج التونسي فريد بوغدير

أعلن القائمون على مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أنه سيكرّم في نسخته الحادية عشرة المخرج التونسي والخبير في السينما الإفريقية فريد بوغدير نظير ما قدّمه للسينما الإفريقية من روائيات سينمائية متميزة.

وستحتفي الدورة الجديدة المزمع انعقادها في الفترة الممتدة بين الرابع والعاشر من مارس/ آذار القادم بمدينة الأقصر التاريخية (جنوب مصر) بصاحب ثلاثية “حلفاوين” و”صيف حلق الوادي” و”زيزو” من خلال إصدارها كتابا يتناول رحلته الفنية وأهم أعماله السينمائية.

وأفاد السيناريست المصري سيد فؤاد، رئيس المهرجان، في تصريح خاص لبوابة تونس أن “التكريم يأتي اعترافا بسيرة ومسيرة مخرج فذّ عُرف في البداية كناقد سينمائي من خلال أعماله ومنشوراته حول تاريخ السينما الإفريقية والعربية، قبل أن يتوّج أول أعماله الروائية “عصفور السطح” أو “حلفاوين” بالعديد من الجوائز العربية والعالمية، بما في ذلك التانيت الذهبي في مهرجان أيام قرطاج السينمائية للعام 1990، وهو فيلم مرجعي جريء وأصيل”.

وتعدّ أعمال بوغدير الذي أخرج قبل فيلمه الشهير “حلفاوين” فيلمين وثائقيين طويلين عرضهما في اختيار رسمي في مهرجان كان السينمائي سنتي 1983 و1987، تأريخا للمجتمع التونسي بداية من فيلمه “حلفاوين” مرورا بفيلمه الثاني “صيف حلق الوادي” (1996) قبل أن يختتم ثلاثيته بفيلمه الأخير “زيزو” في نسخته التونسية و”عطر الربيع” في نسخته الفرنسية (2016). 

وتناول بوغدير في فيلمه الروائي الأول مرحلة الطفولة من خلال شخصية “نورا” المستكشفة لعوالم المرأة بجمالها وجنونها، فيما اهتم بمرحلة المراهقة في فيلمه الثاني “صيف حلق الوادي”، مبرزا قصة ثلاث فتيات يافعات، يعشن نفس الأحلام والانكسارات وإن اختلفت دياناتهنّ. 

أما في فيلمه الثالث فيتحدّث بوغدير عن مرحلة الشباب من خلال عزيز ويكنى بـ”زيزو”، القادم من الجنوب التونسي باحثا عن عمل في العاصمةفيصطدم في سعيه للبحث عن عمل بتناقضات المدينة وما تخفيه أسوارها من أسرار من بيت إلى آخر، وهو الذي ينطّ بحكم عمله الذي توفّر له، والمتمثل في تركيب اللاقطات الهوائية لأجهزة التلفزيون على أسطح المنازل، من “سطح”إلى آخر، فيدخل البيوت من أسطحها، لا من أبوابها، متنقلا بين جميع الأوساط الغنية والفقيرة، مكتشفا بانوراما من الأيديولوجيات والحساسيات السياسية والاجتماعية المحكومة بالصمت، قبيل اندلاع ثورة 14 يناير 2011 بأشهر.

وسيصدر المهرجان إلى جانب كتاب بوغدير كتابا آخر عن حامل اسم الدورة المخرج السنغالي الراحل ديوب مامبيتي باللغتين الفرنسية والعربية من تأليف الناقد السنغالي جبريل ساغنا.

أما من مصر فسيصدر المهرجان كتابا يتناول مسيرة الفنانة الراحلة هدى سلطان تحت عنوان “10 نساء في واحدة” من تأليف الناقد كمال رمزي، وكتابا ثانيا عن النجم حسين فهمي الذي سيمنحه المهرجان جائزة انجاز العمر، وهو من تأليف الناقد أحمد شوقي، إلى جانب كتاب ثالث سيتناول مسيرة المخرج الراحل شادي عبد السلام صاحب رائعة “المومياء”، والكتاب من تأليف ميرفت كموني وترجمه للعربية المخرج التونسي محمود الجمني.

ويُهدي المهرجان دورته الجديدة إلى روح ثلاثة من كبار الفنانين الأفارقة الراحلين وهم: النجم المصري الراحل محمود مرسي والمخرج الراحل محمد إسماعيل رائد السينما المغربية، والنجمة المصرية الراحلة هدى سلطان. كما سيكرّم المهرجان المخرجة أبولين تراوري من بوركينا فاسو، والنجم المصري عمرو سعد، وتحمل الدورة اسم المخرج السنغالي الراحل جبريل مامبيتي.

وأعلن المهرجان في وقت سابق أن دورته الجديدة ستحتفي بالسينما الأوغندية “نظرا لنشاطها الكبير وتطوّر إنتاجها السينمائي في العشرية الأخيرة، وكذلك انتشار الفيلم الأوغندي وتوزيعه خارج حدوده في عدد من الدول الإفريقية المجاورة، وكذلك وجود جيل جديد يكافح لتطوير السينما الأوغندية والنهوض بها، والوصول إلى العالمية والمشاركة في المهرجانات الدولية”.

ومهرجان الأقصر للسينما الإفريقية تقيمه وتنظمه مؤسّسة شباب الفنانين المستقلين بدعم من وزارات الثقافة والسياحة والآثار والشباب والرياضة والخارجية بمصر، وبالتعاون مع نقابة المهن السينمائية ومحافظة الأقصر. ويرأسه السيناريست سيد فؤاد والمخرجة عزة الحسيني، في حين يتولى الممثل محمود حميدة رئاسته الشرفية منذ دورته الأولى في العام 2011.

وتأخذ جائزة المهرجان شكل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، وهي من تصميم الفنان التشكيلي المصري محمد عبلة وتشمل مسابقات: الأفلام الروائية الطويلة والأفلام الروائية القصيرة والأفلام التسجيلية الطويلة والدياسبورا وأفلام الأفارقة في الشتات.