الأديب محمود تيمور.. حفر اسمه في عالم الريادة

يكفي أن تتصفح كتابا أو اثنين من مؤلفات الكاتب المصري الراحل محمود تيمور، لتشعر أنك أمام رائد من الصفوف الأولى لفن القصة العربية، وهو من القلائل الذين نهضوا بهذا الإبداع في تلك الفترة، بألوان مختلفة من الكتابات، في القصص الواقعية، الرومانسية، التاريخية والاجتماعية. وتمر اليوم ذكرى رحيله الـ49 بعد أن غيبه الموت في 25أوت/أغسطس من عام 1973.

بيئة مثقفة

ولد الأديب تيمور في 16 جوان/يونيو 1894 في أجواء أرستقراطية، وترعرع في عائلة تقدس العلم والمعرفة، وتأثر بوالده الكاتب أحمد تيمور باشا، صاحب أكبر مكتبة واسمها “التيمورية”، التي كانت ملجأ للأدباء إلى اليوم الراهن. وعمته الشاعرة الرائدة عائشة التيمورية صاحبة ديوان “حلية الطراز” وشقيقه محمد تيمور صاحب أول قصة قصيرة في الأدب العربي.

محن تجاوزها بنجاح

درس محمود تيمور في المدارس المصرية الابتدائية والثانوية الملكية، والتحق بمدرسة الزراعات العليا، لكنه مرّ بتجربة مريرة مع مرض حمى التيفويد الذي ألزمه الفراش ثلاثة أشهر.

 ثم سافر إلى سويسرا للاستشفاء، فكانت فرصة ذهبية أمامه لإمضاء فترة المرض في القراءة والمطالعة وأتيحت له فرصة الدراسات العليا في الآداب الأوروبية، فدرس الأدب الفرنسي والروسي إلى جانب اطلاعه على الأدب العربي وقرأ لأنطون تشيكوف وإيفان تورجنيف وجي دي موباس.

أسلوب متميز

 رحلة تيمور مع الكتابة متميزة ، إذ عرف بأسلوبه الدقيق والأنيق في الكتابة وإجادته اللغة وحسن استخدامها، فكانت الداعم الأول له ليكتب أحداث معظم قصصه ورواياته وشخصياتها المتسمدة من الواقع الذي يدور حوله. فقصصه كانت تتلون بين الواقع والخيال، ليصور لنا العادات والتقاليد ممزوجة بعواطف إنسانية دقيقة .
 ذاع صيت كتابات تيمور وقال عنها الأديب طه حسين:” لا أكاد أصدق أن كاتبا مصريا وصل إلى الجماهير المثقفة مثلما وصلت إليها أنت!
وكتب محمود تيمور العديد من القصص والروايات  لعل أهمها :”عم متولي” و”الشيخ سيد العبيط” و”رجب أفندي” و”الأطلال” و”نداء المجهول” و”مكتوب على الجبين” و”كليوباترا في خان الخليلي” و”خلف اللثام” و”ثائرون” و”دنيا جديدة” و”إلى اللقاء أيها الحب” و”المصابيح الزرق” و”بنت اليوم”.
ومن مسرحياته:”عروس النيل” و”حواء الخالدة” و”اليوم خمر” و”كذب في كذب” و”صقر قريش”.
وله مؤلفات  في أدب الرحلة بالإضافة إلى الدراسات في اللغة والأدب  منها: “نشوء القصة وتطورها” و”طلائع المسرح العربي” و”ضبط الكتابة العربية” و”شفاء الروح” و”مشكلات اللغة العربية” و”معجم الحضارة” و”أدب وأدباء” و”القصة في الأدب العربي”.

ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، منها الفرنسية والإنجليزية والألمانية والقوقازية والروسية والصينية والإندونيسية والإسبانية.


اعتراف وتتويج

كانت كتابات محمود تيمور محط أنظار الجميع خاصة النخبة، التي تكن له الاحترام، ونال اهتمام المحافل الأدبية ونوادي الأدب والجامعات المختلفة في مصر والوطن العربي وأوروبا وأمريكا، وكان له نصيب من التكريمات، فتحصل إنتاجه القصصي على جائزة مجمع اللغة العربية في مصر، بالإضافة إلى عدة جوائز تقديرية وأوسمة من بينها جائزة مجمع اللغة العربية بالقاهرة 1937، وجائزة الدولة التقديرية للآداب 1963، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ووسام النيل، ووسام الأرز اللبناني، وغيرها من الجوائز والأوسمة.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *