“ضع يدك على قلبك وامش”..عندما يتحول فيلم وثائقي إلى ملحمة إنسانية وصحفية بعد استشهاد بطلته
كشف تقرير نشرته صحيفة “هآرتس”، استشهاد بطلة فيلم وثائقي يتناول الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
المصورة الصحفية الفلسطينية الشابة فاطمة حسونة، شكلت تجربتها الإنسانية وشهاداتها عن يوميات الحرب على غزة التي واكبتها بعدستها، محور فيلم “ضع روحك على يدك وامشِ”، والذي سيعرض ضمن مهرجان كان السينمائي الفرنسي في شهر ماي المقبل، لكن عدوان الاحتلال لم يمهلها، لترتقي مع 9 من أفراد عائلتها في قصف استهدف منزلهم.
أهم الأخبار الآن:
وجاء استشهاد الصحفية الفلسطينية بعد يوم من الإعلان عن قائمة الأعمال التي ستعرض في مهرجان كان، بداية من يوم 13 ماي المقبل.
ووفق ما نقله التقرير، فإن مخرجة العمل الإيرانية صفية بيرسي اتصلت بفاطمة حسونة قبل ساعات من استشهادها، لإبلاغها بقبول الفيلم في المهرجان.
ردود الفعل على استشهاد الصحفية الفلسطينية التي باتت تعد إحدى “أيقونات غزة” تواترت بعد إعلان استشهادها، حيث نعتها صحيفة “السفير” اللبنانية وكتبت: “اليوم فقدنا عين غزة”، فيما نشر الصحفي الفلسطيني ماكدوج جميل مقتطفات من وصية حسونة على منصة إكس وقالت فاطمة في وصيتها “إذا متُّ، أريد موتا يُحدث صدى لا أريد أن أكون قصة إخبارية أو قصة في مجموعة، أريد موتًا يسمعه العالم، وصورا لا يستطيع الزمان ولا المكان دفنها”.
وطلب ماكدوج جميل من متابعيها أن “يحكوا عن فاطمة، عن وفاتها، أن ينظروا إلى الصور التي التقطتها بعدستها، إلى حياة الأطفال”.
تقرير “هآرتس”، نقل شهادات عن أداء فاطمة حسونة في الفيلم الوثائقي، أشادت بـ”إصرارها وتوثيق شهاداتها ونقل الواقع في غزة وتوزيع الطعام رغم القصف والحداد”.
بدورها اعتبرت الجهات الداعمة لمشروع الفيلم، أن العمل “يجسّد فيه قوة حياة هذه الشابة المعجزة، واخترنا عرضه الآن، لم يعد الفيلم نفسه، ولكنه الفيلم الذي سنواصل دعمه وعرضه في جميع دور العرض، بدءا من مهرجان كان فصاعدا علينا جميعًا، مبدعين ومشاهدين، أن نكون جديرين بفاطمة حسونة”.
وتحدث مخرجة الفيلم صيفية بيرسي عن تجربتها مع الصحفية الفلسطينية الشهيدة، بالقول: هذا الفيلم نافذة انفتحت بفضل معجزة لقائي بفاطمة، التي أتاحت لي رؤية شظايا من المجزرة المستمرة بحق الفلسطينيين، أصبحت فاطمة عينيّ في غزة، وكنتُ الخيط الذي يربطها بالعالم الخارجي، حافظنا على هذا الترابط قرابة عام، شظايا البكسلات والأصوات التي تبادلناها أصبحت الفيلم أمامكم”.
وكانت الصحفية الفلسطينية الشهيدة، قد أدلت بشهادتها ضمن فيديو بعنوان “شباب الحرب”، وهو مشروع يوثق نضال الشباب في غزة بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان.
وتحدثت فاطمة حسونة عن عملها واستشهاد 11 فردا من عائلتها خلال العدوان بما في ذلك والداها.
وقالت: لم أتخيل يوما أن يموت هذا العدد الكبير من عائلتي، تخيلت أنني سأفقد فردا أو اثنين، لكن 11 فردا من عائلتي دفعة واحدة، فهو أمرٌ صعبٌ للغاية، وما زلتُ لا أستوعب موتهم.
عن عملها، تحدثت: “أؤمن أن الصور والكاميرا سلاحان، بالنسبة إلي، الكاميرا سلاحي، هكذا أغير العالم وأحمي نفسي، وأُظهر للعالم ما يحدث لي وللآخرين، إنها الأداة التي تضمن لنا ألا نُنسى، وتوثيق قصص الناس”.
واختتمت حديثها عن تجربتها بالقول: “أشعر بالسعادة لأنني أستطيع على الأقل التقاط الصور وتوثيقها، ولا يهمني حقا ما يراه العالم الآن، بل يهمني أن يكون لهذه القصص تأثير طويل الأمد”.
أضف تعليقا