تونس سياسة

اختتام أشغال ”تيكاد 8” بإصدار إعلان تونس

أمضى القادة المشاركون في مؤتمر طوكيو الدولي لتنمية أفريقيا “تيكاد 8” في ختام أعمالهم مساء اليوم الأحد 28 أوت/أغسطس، على إعلان تونس الذي تضمّن 3 محاور.

إعلان تونس

 دعا الإعلان إلى تحقيق التحوّل الهيكلي من أجل النمو الاقتصادي المستدام والتنمية الاجتماعية، واعتبار استثمار القطاع الخاص أمرا بالغ الأهمية لتحقيق النمو الاقتصادي الشامل والمستدام لأفريقيا وتنميتها، وذلك بالشراكة مع اليابان.

وجاء في المحور الثاني، تأكيد أهمية الشراكة بين اليابان وأفريقيا لتشجيع الاستثمار، وتعزيز الابتكار من القطاع الخاص من خلال تشجيع التعاون بين الشركات اليابانية والأفريقية ونقل التكنولوجيا، وتعزيز تنمية الموارد البشرية الصناعية من أجل تسريع التحوّل الهيكلي للشمول والنمو المستدام في أفريقيا وجهودها في تحقيق أجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة، لمجابهة التحديات مثل ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.

أما المحور الثالث فتطرّق إلى دعم المبادرات الرامية إلى تعزيز الشراكات ذات المنفعة المتبادلة بين القطاعين العام والخاص، والتي تسهّل التنويع الاقتصادي في أفريقيا، مثل مجلس الأعمال الياباني لأفريقيا والرابطة اليابانية الأفريقية لتطوير البنية التحتية.

وتعمل هذه الشراكات على تعزيز بيئة الأعمال الأفريقية، ودعم أولويات أفريقيا في التحوّل الاقتصادي والتنويع.

كما دعا الإعلان إلى ضرورة تعزيز السلم والأمن في أفريقيا، من دعم بعثات حفظ السلام في القارة وتشجيع الديمقراطية والحوكمة.

تعهّدات يابانية

 في كلمته الختامية، قال وزير الشؤون الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي، إنّه تمّ استكمال القمّة بنجاح، مضيفا أنّ إعلان تونس الذي جاء بعد مباحثات بين القادة الأفارقة واليابانيين، أقرّ ضرورة التعاون المشترك في مختلف المجالات.

وتعهّدت اليابان بالضغط من أجل حصول القارة الأفريقية على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، لمعالجة ما وصفه بـ”الظلم التاريخي” تجاهها.

وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، إنه من “الملحّ معالجة الظلم التاريخي” تجاه أفريقيا، ومنحها مقعدا دائما في مجلس الأمن حتى “يعمل بفعالية”.

وجدّد المسؤول الياباني تأكيده أن طوكيو ستقوم بـ”استثمارات عامة وخاصة” في القارة بقيمة 30 مليار دولار على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، مضيفا أنّ اليابان “تريد تعزيز الشراكة مع أفريقيا أكثر”.

وفي السياق ذاته، أشار إلى أن أفريقيا تعاني من أزمة مختلفة المستويات، خاصة مع تزايد اللاجئين، ونقص الغذاء في القرن الأفريقي، موضّحا أنّ بلاده ستُعيّن مبعوثا خاصا.

سعيّد.. ترجمة الاتفاقيات 

بدوره، أكّد الرئيس قيس سعيّد أنّ قمّة تونس نجحت في بلورة تصوّرات واعدة للشراكة الأفريقية اليابانية، مضيفا: “لابد من إرادة لترجمة اتفاقيات القمّة لخطوات عملية”.

ودعا سعيّد إلى ضرورة إرساء مبدإ التكامل بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في هذه الشراكة، باعتبارها رافدا لبناء مجتمعات متضامنة ومستدامة، مضيفا أن “تحقيق التنمية والأمن الإنساني لا يمكن أن يتمّا دون تكريس دعائم الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، ولابد من أن نقضي على أسباب التوتّر والحروب”.

وجدّد الرئيس دعوته إلى ضرورة إيجاد حلول لمسألة الديون الأفريقية بإعادة رسكلتها وتحويلها إلى مشاريع استثمارية لإعادة خلق الثروة، بالإضافة إلى استرجاع الأموال المنهوبة باعتبارها “قضية جوهرية للشعوب الأفريقية”.

حصيلة تونس

في هذا الجانب، أوضح المنسّق العام للندوة الدولية للتنمية في أفريقيا “تيكاد 8″، محمد الطرابلسي، اليوم الأحد، أنّ حصّة تونس من مجموع الاتفاقيات الموقّعة، هي 3 تتعلّق بتمويل مشاريع للشركات الناشئة وأخرى في قطاع التأمين، إلى جانب مشروع لتحلية مياه البحر.

وأكّد الطرابلسي، في مؤتمر صحفي، أنّه جرى توقيع أكثر من 30 اتفاقية بين اليابان ودول أفريقية على هامش الندوة التي سجّلت مشاركة 300 رجل أعمال، 100 منهم من اليابان يمثّلون 50 أكبر مؤسّسة اقتصادية يابانية وعالمية، و100 رجل أعمال أفريقي، و100 رجل أعمال تونسي.

وهذه أوّل نسخة من “تيكاد” منذ تفشّي فيروس كورونا، والثانية في أفريقيا بعد أن استضافتها كينيا عام 2016. وتعقد الندوة التي أطلقتها طوكيو عام 1993 كلّ ثلاث سنوات.