احتفى روّاد منصات التواصل الاجتماعي بعمليّة إطلاق النار التي قام بها سائق شاحنة في معبر الكرامة (اللنبي) على الحدود بين الأردن والضفّة الغربيّة.
وكان 3 إسرائيليين قد قُتلوا بإطلاق نار قرب معبر اللنبي (جسر الملك حسين) بين الأردن والضفة الغربية، في عملية هي الأولى من نوعها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي وتصاعد الاعتداءات في الضفة المحتلة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّه أطلق النار على منفّذ العملية ما أدى إلى استشهاده، في حين قالت وزارة الداخلية الأردنية إنّ الجهات الرسمية باشرت التحقيق في حادثة إطلاق النار على الجانب الآخر من المعبر.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لقطات توثّق لحظة إطلاق السائق النار تجاه عنصر أمن المعبر الإسرائيليين.
الناشط السياسي الأردني خالد وليد الجهني، أعاد نشر مقطع الفيديو وعلّق قائلا: “أطرب أذنك.. هنا صوت الرصاص يزغرد.. هنا الرصاص يذهب بالاتجاه الصحيح لصدر العدو المحتل”.
من جهته، علّق المحلّل السياسي ياسر الزعاترة على العمليّة قائلا: “شهيد وقتلى من الصهاينة على معبر الكرامة “اللنبي”.. سائق شاحنة أردني يطلق النار ويقتل ثلاثة صهاينة، ثم يرتقي شهيدا. وليعلم الغزاة أنّ إجرامهم لن يمرّ، وأنّ نبض فلسطين يسري في عروق كلّ أبناء الأمّة”.
المؤثّر الفلسطيني أدهم أبو سليمة علّق قائلا: “بطل واحد بثلاث رصاصات أيقظ فينا العزائم وذكرنا أننا أمة واحدة، وكرامةُ واحدة، وأننا حين نغضب مجتمعين ننتصر.. عملية الكرامة هي أصدق تعبير عن التضامن بين الأشقاء”.
كما تداولت صفحات التواصل توزيع الأردنيّين الحلويّات احتفاء بالعمليّة.
حماس تشيد
وأشادت حركة حماس بعملية إطلاق نار ووصفتها بـ”البطولية”.
وقالت حماس، في بيان صحفي اليوم، إنّ “العملية البطولية التي نفّذها نشمي من نشامى الأردن، ردّ طبيعي على المحرقة التي ينفّذها العدو الصهيوني النازي بحق أبناء شعبنا في غزة والضفة الغربية المحتلة ومخططاته في التهجير وتهويد المسجد الأقصى”.
وأضافت أنّ “عملية معبر الكرامة هي تأكيد على رفض الشعوب العربية للاحتلال وجرائمه، وأطماعه في فلسطين والأردن، ووقوفها بقوة مع شعبنا ومقاومته الباسلة دفاعا عن القدس والأقصى”.
وتابعت: “إننا إذ نزف الشهيد البطل منفذ العملية؛ لندعو شعوب أمتنا العربية والإسلامية إلى الانتفاض رفضا للعدوان وحرب الإبادة ضد شعبنا في قطاع غزة، والهجمة المسعورة ضد شعبنا في الضفة الأبية”.
وأشارت إلى أنّ “غزة التي تدافع عن الأمة في وجه الصهاينة، وتخوض معركة قاسية شارفت على العام، تستنفر الأمة وكل أحرار العالم لتهبّ في وجه الاحتلال دعما لغزة والقدس والضفة ودفاعا عن كرامة أمتنا وأمنها القومي”.
ردّ فعل الاحتلال
وفي أوّل ردّ فعل، أعلن الاحتلال، الأحد، إغلاق جميع المعابر الحدودية البرية مع الأردن، بعد حادثة إطلاق النار.
وقالت هيئة المعابر الإسرائيلية في بيان: “تقرّر بتوجيه من الأجهزة الأمنية وقف نشاط معابر إسحاق رابين الحدودي (وادي عربة) البري بالقرب من إيلات، واللنبي (جسر الملك حسين) ونهر الأردن (جسر الشيخ حسين) بالقرب من بيت شان في الوقت الحاضر”.
وأضافت، وفق ما نقلت عنها القناة (12) الإسرائيلية الخاصة: “ننصح الركاب بتحديث معلوماتهم على الموقع الإلكتروني للهيئة قبل الوصول إلى المعابر المذكورة”.
من جانبه، قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية، العقيد عامر السرطاوي في بيان “أعلن عن إغلاق جسر الملك حسين أمام حركة السفر إثر إغلاقه من الجانب الآخر لإشعار آخر”.
ويطلق على الجانب الذي وقعت فيه العملية “معبر اللنبي” وفق التسمية الإسرائيلية، وهو معبر يتوسط المعبر الحدودي الواقع على الجانب الأردني، المسمّى جسر الملك حسين، والجانب الفلسطيني المسمّى معبر الكرامة.
ودعا السرطاوي مستخدمي الجسر إلى “التقيّد ومتابعة وسائل الإعلام حول أيّ تغيّر في حركة السفر والتي سيعلن عنها أولا بأول”.
كما قامت قوّات الاحتلال باعتقال السائقين والعمال الذين كانوا في معبر اللنبي وقت الهجوم للاشتباه في علاقتهم بالحادث.