ابتهالات تجمع التونسيين حول موائد الإفطار في رمضان
على صوت الابتهالات وترديد أسماء الله الحسنى يتجمع التونسيون حول موائد رمضان ويستهلون بها إفطارهم.
وبمجرد انتهاء آذان المغرب دأبت التلفزة التونسية منذ التسعينات على بث ابتهالات رمضانية لعل أشهرها تلك التي يتسلطن فيها الفنان التونسي لطفي بوشناق.
وبصوته الشجي يطل بوشناق يوميا في شهر الصيام ليردد أسماء الله الحسنى، التي قدمها في 600 بيت شعري والتي كان لها وقع كبير لدى التونسيين كبارا وصغارا.
وتميز بوشناق في هذا الابتهال وكانت له بصمة خاصة ولحن ميزه عن غيره، فكان بث أسماء الله بشكل يومي وبالأخص عند التقاء العائلة مجتمعة على مائدة الإفطار فرصة للصغار لحفظها بلحن سلسل وطريقة سهلة.
وفي حديث سابق له، يقول لطفي بوشناق إنّ سر بقاء الابتهالات التي أبدع فيها بصوته “كان نتيجة صدق الآداء والكلمة”.
ويتابع: “وهبني الله صوتا وظفته في عدة أغان وأولها الروحانيات والأناشد الدينية فكان عملا من القلب وصل إلى الجمهور وعلق في ذاكرته”.
ويذكر أن ابتهالات الفنان لطفي بوشناق عبرت القارات وبثت في قنوات عربية إضافة إلى أدعية أخرى ألقيت بصوته تزامنا مع شهر رمضان في سنوات ماضية.
وفي تلك الفترة، تنوعت الابتهالات والأناشيد الدينية وكان شهر رمضان مناسبة تزدهر فيها هذه الإنتاجات التلفزية.
أصوات عذبة
وبصوتها الشجي أيضا دخلت الفنانة التونسية صوفية صادق بيوت التونسيين في مغارب شهر رمضان عبر الأغنية الشهيرة “أجرني إله العرش” وهي من كلمات الشاعر التونسي عبد المجيد بن جدو صاحب أغنية “بني وطني” وألحان الناصر صمود.
ومن الابتهالات الأخرى التي اعتادت أذن التّونسي عليها أيضا نشيد مقدمة برنامج (جنيريك) “مصابيح الهدى” التي أداها بإتقان وبصوته العذب الفنان التونسي منير المهدي وهي من تلحين الناصر صمود وإخراج المنصف البلدي.
ويتضمن البرنامج آنذاك قراءات لنصوص مختارة من التراث العربي علاوة على أذكار وأدعية ومدائح للرسول الكريم.
واتخذ الفنان منير المهدي منذ بداياته خطا فنيا لم يحد عنه فرافق التونسيين بابتهالات أخرى كتلك التي يقول مطلعها “اللهم ارزقنا بالألف ألفة وبالباء بركة وبالتاء توبة وبالثاء ثوابًا إضافة إلى ابتهال “إشراقة النور من روح محمد”.
وكان فن المديح والابتهالات موجودا منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولكن الإنتاجيات التلفزية لأولى الابتهالات والتواشيح الدينية ظهرت على الشّاشات المصرية وارتبطت تلك الأناشيد على مدى عصور ارتباطا وثيقا بحب الله والتقرب إليه وبالصفاء الروحي.
تفاصيل رمضانية
وتعدُّ الابتهالات جزءا من التفاصيل التي لا تغيب عن شهر رمضان فلا تكتمل مظاهره إلا بحضورها.
ويرى فنانون كثر أنه من الضروري مواصلة إنتاج الابتهالات الدينية المصاحبة لشهر رمضان لكونها ركنا هاما من أركان الثقافة والفن في البلاد، إلا أن آخرين يعتبرون اقتصار التلفزات على إعادة بث الابتهالات القديمة ناتجا لا فقط عن تراجع الإمكانيات المادية وتكاليف الإنتاج الفني في وقت تفاقمت فيه الإنتاجات التجارية وإنما عن ضعف الكلمة والملحون.
وبرزت في تونس عدة أسماء أخرى اقترنت بإنتاج الأغاني والأناشيد الدينية في تونس على غرار حسين عامر وعادل سلطان وأحمد جلمام.
