الشحنة تحتوي على أدوية التهاب الحلق والكحة لحماية المدنيين من الغبار السام الناتج عن القنابل
صادرت السلطات الإيطالية شحنة أدوية كانت موجهة إلى المتضررين من حرب الإبادة على غزة والحرب في سوريا بحجة مخالفة الشركة المنتجة معايير “صنع في إيطاليا”، ما اضطر الدفاع إلى اللجوء إلى محكمة النقض.
وفي 28 ديسمبر الماضي، قررت دائرة الجنايات بمحكمة استئناف “رافينّا” برئاسة القاضي بييرفيتّوريو فارينيللا رفض طلب الاستئناف المقدم من شركة أدفانسد بيوميديكال للأدوية، ومقرها مدينة كالياري بجزيرة سردينيا، بشأن الإفراج عن شحنة أدوية موجهة إلى غزة وسوريا.
وكانت الشحنة موجهة إلى لبنان لتشحن وتسلم لبعض المنظمات الإنسانية لمؤازرة المدنيين المتضررين من الحرب في سوريا، ويبدو أن النية كانت منعقدة لتسريب جزء منها أيضاً إلى غزة، وفق ما جاء بموقع المركز الفلسطيني للإعلام.
وفي 30 أكتوبر الفارط، صادرت سلطات الجمارك في ميناء رافينّا، شمال شرقي إيطاليا، شحنة تحتوي على أكثر من 100 ألف عبوة من عقار (فورتاس Fortus) لالتهاب الحلق والكحة سعة 120 ملغ تزن أكثر من 19 طناً بقيمة 96 ألف يورو.
واتهمت السلطات “أدفانسد بيوميديكال” بانتهاك قواعد “صنع في إيطاليا” من خلال وضع عبارة “صنع في إيطاليا” على منتج قادم من جمهورية سان مارينو.
ومن خلال تتبع سلسلة الإنتاج، تبين أن (Fortus) عقار مصنّع من قبل شركة “أدفانسد بيوميديكال” للأدوية وممثلها القانوني وأحد مالكيها هو هاني الرماحي، وهو صيدلي أردني فلسطيني حاصل على الجنسية الإيطالية.
ووفق ما أوردته صحيفة “كورييري ديللا سيرا” الإيطالية، فقد وجه الرماحي نداءً إلى القضاة بهدف تمكين وصول هذه الأدوية إلى مناطق الحرب لصالح السكان الذين يحتاجون إليها لحماية أنفسهم من الغبار السام الناتج عن القنابل.
وطلب محامي الصيدلي لوكا سانيو، الإفراج عن الشحنة أمام محكمة الاستئناف في رافينا وأودع شهادة الاستشاري البروفيسور سيلفيو لافانيا الأستاذ بكلية الصيدلة – جامعة روما
واستبعد أستاذ الصيدلة “إمكانية أن يكون منشأ التركيبة الأساسية للعقار سان مارينو”، وهو البلد الذي نُفذ فيه الجزء المتبقي من عملية إنتاج العقار.
وأضاف لافانيا أن البلد المنشأ “لتوليفة دواء فورتاس، التي تحتوي على 63.5% من مواد خام وسواغات ذات منشإ إيطالي ومصنعة”، هو إيطاليا.
ووفقاً للوثائق التي قدمها المحامي، فقد أسندت “أدفانسد بيوميديكال” عملية تطوير العقار إلى شركة هيلث بروغرس ومقرها مدينة (تيرامو).
كما نفذت عمليات محدودة خاصة بالتعبئة والتغليف في سان مارينو، بما لا يؤثر في صلاحية العلامة التجارية “صنع في إيطاليا”.