ثقافة

إيدا نيلسن تستذكر برينس وسامي اللوز في أبهى حالة “إدراك” موسيقي بالكاف

صابر بن عامر

عدسة: رمزي الريابي

استمرارا لنسختها الثامنة من مهرجانها السنوي الدولي “سيكا جاز”، قدّم الجازمان التونسي الشاب سامي اللوز، أمس السبت 18 مارس، بفضاء مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف (شمال غربي تونس) مشروعه الفني الجديد “إدراك” مع مجموعته الموسيقية المصغّرة، وذلك خلال الجزء الأول من الليلة الخامسة من المهرجان.

إدراك فني واستحضار لبرينس

في “إدراك” يأخذ الموسيقي-المهندس سامي اللوزي مسافة بعيدة عن عالم محموم ومليئ بالضوضاء، ليُمكّن المُشاهد من تحديد إدراكه للواقع من حوله، والتعبير عنه في ألحان تفضي إلى شكل معين من الإدراك يستشعره الحضور لحنا ونوتا، دون كثير ضجيج.

اللوز بعزفه السلس ودون صخب على آلة “الأورغ” يُسمع مُتابعيه حفيف الريح وهي تُراقص أغصان الشجر، وخرير المياه وهي تنساب مدرارة إلى سواقيها، وتغريد الطير وهو في عليائه المُختار، فينتشي السامع إلى موسيقاه على وقع الهدوء والسكينة والارتياح.

كلّ ذلك أتى عبر تجربة مُمنهجة سمّاها صاحبها قصدا “إدراك” من خلال جاز-فيزيون، يمزج بين المقام الشرقي وأحيانا الطبوع التونسية، وبين موسيقات العالم من جاز وبلوز وفانك وساول وغيرهم.. فكان التفاعل الجماهيري على وقع المُقدّم، تمايلا بالروح قبل الجسد يمنة ويسرة، ورفع الأعين إلى السقف في تطلّع إلى النجوم التي أسمعت موسيقى اللوز ضيائها الوهّاج إلى الحضور.

وعلى عكس جاز-فيزيون سامي اللوز أتى الجزء الثاني من الحفل، صاخبا باذخ الإيقاع، فلا صوت أعلى من صوت القيثارة الإلكترونية للفنانة الدنماركية إيدا نيلسن، التي ألهبت رفقة مجموعتها الموسيقية الخماسية الحضور تصفيقا ورقصا على نغمات الجاز-الفانك والساول المُختارة من أشهر المقطوعات الموسيقية والغنائية في المجال إلى جانب أغانيها الخاصة.

وإيدا نيلسن مؤلفة أغاني ومغنية دنماركية، من مواليد عام 1975، انقلبت حياتها رأسا على عقب عندما اكتشفها أسطورة الموسيقى برينس في أوت 2010.

وبعد فترة وجيزة انضمت إلى فرقته، وبدأت في القيام بجولة معه ومع فرقة “توليد الطاقة الجديد”، ثم فرقة موسيقى الروك “الثالثة”.

ومنذ عام 2010 باتت إيدا جزءًا من فرقة برينس الموسيقية، وحتى وفاته بشكل غير متوقع في أفريل 2016.

بعد سنوات مع برينس، بدأت إيدا في إعادة التركيز على حياتها المهنية الفردية، فأصدرت ألبوماتها بشكل منتظم وزادت جداول جولاتها العالمية بشكل كبير منذ عام 2016.

ويعدّ أفضل وصف لموسيقاها كونها مزيج من موسيقى الفانك والهيب هوب في المدرسة القديمة مع النوافذ المنبثقة للموسيقى العالمية بجديدها المُستحدث، وهو ما بدا جليا في سهرة أمس، حيث الألحان الجذابة والكثير من الجهير، وهي التي قدّمت رفقة فرقتها “فانكبوتس” عرضا مرحا عالي الطاقة مليئا بالمشاعر الطيبة والاعتراف بالجميل إلى عرابها ومدرستها الموسيقية برينس.

وفي حديث مُقتضب للفنانة الدنماركية مع بوابة تونس وصفت العزف مع برينس بأنّه: “هدية ضخمة وأكبر رحلة موسيقية سحرية على الإطلاق، وتجربة تعليمية مُستمرة تتجاوز كل الخيال”.

وتُعدّ إيدا من بين أفضل 10 لاعبي باص في العالم، جنبا إلى جنب مع زملائها من عازفي القيثارة ستانلي كلارك وفيكتور ووتين، وذلك وفق استطلاع “رادار الموسيقى” السنوي لعام 2019.

غنّاية وعيساوية كافية

قبل السهرة الكبرى، ليلة أمس، قدّم نجم الكاف وصوتها التُراثي عبدالرحمان الشيخاوي في المركز الثقافي بتاجروين (أحواز الكاف) عرضه الموسيقي “غنّاية”، مُنشدا فيه أشهر أغاني الكاف على غرار “ناقوز تكلمّ” و”وحش السرا” وغيرهما.

وفي المركب الثقافي الصحبي المصراطي بالكاف كان لعشاق الأغنية الصوفية موعد مع عرض “عيساوية الكاف” لصاحبها محمد عبدالرحمان.

وتُختتم، الليلة الأحد 19 مارس، فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان سيكا جاز بالكاف بعرض الفنان الإنجليزي بيل لورنس وأركسترا قرطاج السيمفوني بقيادة المايسترو التونسي حافظ مقني.