ضمن توقيعات معرض تونس الدولي للكتاب في نسخته الـ38، تحلّ الكاتبة اللبنانية لميس شقير بكتابها الجديد “إليسّا ملكة صور وقرطاج” الصادرة عن دار النهار، لتلتقي بقرائها من تونس والوطن العربي، في حفل توقيع خاص بإصدارها الحدث في الـ27 من أفريل الجاري بجناح دار النهار، بالمعرض الدولي بالكرم.
وعن الرواية تقول شقير: “إليسّا ملكة صور وقرطاج، هي رواية بحثية تقوم على أحداث تاريخية جرت في القرن الثامن ق.م. تروي القصة حياة الملكة الصورية إليسّا، ابنة الملك متان حاكم مدينة صور في لبنان”.
وفي الرواية تنسج شقير عبر صفحات كتابها صورة جديدة وبعيدة عن تلك النمطية والمعروفة عن هذه الملكة، وذلك استنادا إلى ما جاء في الكتب العلمية والفنية وعبر لقاءات لها مع مؤرّخين ومفكّرين من لبنان وتونس.
واستطاعت الكاتبة اللبنانية من خلال روايتها البحثية أن ترسم هوية الملكة التي أسّست إمبراطورية البحر العظيمة وخطّت اسمها في كتب المؤّرخين، بعد أن أصبحت “قرطاج” أو “قَرْت حَدَشْت” (ومعناها القرية الحديثة) الاسم الفينيقي للعاصمة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية في الشمال الإفريقي.
وشقير تعرض وتربط عبر روايتها الوقائع التاريخية التي حصلت في تلك الفترة برواية سلسة تسلّط الضوء على حلم إليسّا أو عليسة الأبدي وحبّها العميق.. والحزن الذي رافقها في وسط تحديات وصراعات ومؤامرات وخيبات الأمل، فتغيّر الملكة مصيرها، وتترك مدينتها الحبيبة صور خلفها لتؤسّس وطنها الثاني التي عشقت “قرطاجة”.
وإلى جانب كل ما تقدّم، تستعرض الرواية إليسّا المرأة التي جمعت بين عظمة الملوك، وقوة المرأة السياسية، ورقّة الحسناء الحكيمة، لغدو رمزا للذكاء والشجاعة، وقدوة للحاكم المتفاني في سبيل أرضه وبلاده.
تتحدّث الرواية أيضا عن طفولة الأميرة، عن شبابها الوردي، عن حلمها وحبّها الأبديّ، عن حزن رافقها بصراعات ومخطّطات ومؤامرات وخيانات، ودم لوّن مذبح المعبد وغيّر مسار حياة الملكة.
الكتاب يأخذ قارئه إلى محطات تاريخية في تلك المرحلة من الزمن، ووقائع مهمة حصلت في مدينة إليسّا الأم، صور، حيث السّور الذي لم تُزعزعه سوى الفتن الداخلية، والقصر الملكيّ الحاكم في المنطقة، ومعبد ملقرت الشّامخ، بالإضافة إلى بنيانها وتجاراتها والهيكلية السياسية والدينية والاجتماعية فيها، وحتى أساطيرها.
وفيه يُبحر القارئ الحصيف مع الملكة إليسّا نحو المستوطنات القريبة والبعيدة بالشمال الإفريقي، لتكون صورة واسعة عن المجتمع الفينيقي بامتداداته الجغرافية كلها وانتشاره البشري.
ولميس شقير كاتبة ومنتجة لبنانية، شاركت في إنتاجات تلفزيونية وسينمائية عديدة وورشات عمل عربية وعالمية. ركّزت في سيرتها المهنية على المشاريع والملتقيات الثقافية والفنية، حيث دمجت شغفها في خبرتها الإنتاجية، وبالتالي تحويلها إلى أعمال مرئية ومسموعة، لتكون “إليسّا ملكة صور وقرطاج” أول إصداراتها الأدبية.