إلياس الرحباني… الشاهد على علو شجرة الرحابنة
tunigate post cover
ثقافة

إلياس الرحباني… الشاهد على علو شجرة الرحابنة

2021-01-06 18:58

أبى الفيروس اللعين إلا أنْ يفجع الموسيقى العربية في قامة فنية أخرى مطلع العام الجديد، هذه المرة كانت الخسارة فادحة بعد أنْ طالت البقية الباقية من جيل الرحابنة والذخيرة الأخيرة من زمن العمالقة.

لم تتجاوز معاناة إلياس الرحباني مع  كورونا أسبوعًا واحدًا، عجز خلالها عن تحمّل وخَزات الفيروس في جسده، ليكتب بعدها “النوتة” الأخيرة في معزوفة الوداع.

هو بمثابة الغصن الثالث في شجرة الرحابنة، التي امتدّت بفرعيْها عاصي ومنصور نحو عوالم الإبداع والتجديد الموسيقي على مختلف المستويات تأليفًا وتلحينا كللتها شراكة خالدة مع صوت فيروز.

بداية مبكرة  

كان طبيعيا أنْ يشبّ ابن منطقة انطلياس اللبنانية عن الطوق متأثرًا بمسار شقيقه وانجازاتهما، ليبدأ في سنّ لم تتجاوز التاسعة عشر بناء تجربته الخاصة والتي تقاطعت في كثير من محطاتها مع مسارات عاصي ومنصور.

بقدر ما كانت مهجة ثالث أسرة الرحابنة عربية لبنانية في نشأتها الفنية، إلا أنّ خيارات إلياس كانت تتجه في البداية صوب دراسة الاوركسترا والموسيقى السيمفونية في روسيا، لكن إصابة في يده اليمنى كان لها الفضل في تحويل وجهته إلى الأكاديمية اللبنانية والمعهد الوطني للموسيقى، حيث تخصص في التأليف الموسيقي وتدرب على استعمال اليد اليسرى.

كشفت موهبة إلياس عن نفسها في سنّ مبكرّة لم تتجاوز العشرين، ما دفع هيئة الإذاعة البريطانية للتعاقد معه على إعداد 40 أغنية و13 برنامجًا، قبل أنْ يلتحق بالإذاعة اللبنانية كمخرج ومستشار موسيقي.

دشّن إلياس تجربته الموسيقية من بوابة التعامل مع أسماء فنية كانت تعتبر امتدادًا لمدرسة الأخويْن رحباني، فقدّم ألحانًا للفنان نصري شمس الدين الذي شارك السيدة فيروز في بطولة أبرز مسرحياتها الغنائية.

كرت سبحة نجاحات “الرحباني الصغير”، كما أسمته الصحف اللبنانية خلال الستينات، ليبدأ نجمه بالسطوع مع تقديمه ألحانا للشحرورة صباح، ووديع الصافي وملحم بركات وماجدة الرومي.

كسر إلياس طوق “الاحتكار الفني” الذي ضربه عاصي ومنصور حول السيدة فيروز، وقدّم لها عددا من الأعمال المميزة أشهرها “حنا السكران” “وبالله يا طير الوروار” و”قتلوني عيونها السود”. 

كانت الألحان التي قدّمها إلياس “لجارة القمر” مختلفة عن الأنماط التي تعوّدت على أدائها، وتستلهم إيقاعها وهويتها من الأغاني الشعبية التقليدية والتراث المحلي.

تجارب متنوعة وحضور في البرامج التلفزيونية

كانت حقبة السبعينيات حافلة بتعاون فنّي واسع بين الساحتين المصرية واللبنانية، ما مثّل مساحة خصبة لإلياس الرحباني للكشف عن مواهبه في مجال تلحين ووضع الموسيقات التصويرية الخاصة بالأفلام، وترك بصمة استثنائية في عدد من الأعمال السينمائية والدرامية على غرار “دمي ودموعي وابتساماتي” و”حبيبتي” و”أجمل أيام حياتي” ومسلسل “عازف الليل”.

يعدّ إلياس أغزر الرحابنة إنتاجا برصيد تجاوز 2500 لحنا ما بين الأغاني والمقطوعات والموسيقات التصويرية.

 على غرار شقيقيْه خاض “أبوغسان” مغامرة المسرح الغنائي، فبعد انطلاقة أولى قدّم خلالها بعض الألحان في المسرحيات الرحبانية، خاض تجربته المسرحية المستقلة مع صباح في “وادي شمسين”، تلتها أعمال أخرى اشهرها “سفرة الأحلام” و”إيلا”.

منذ سنة 2003 حصد إلياس شعبية جماهيرية واسعة، عبر ظهوره التلفزيوني في برنامج “سوبر ستار”، حيث تميّز بتعاليقه وخفّة ظله وأسلوبه الساخر، ليصبح محطّ الأضواء طوال خمسة مواسم استمر خلالها مشرفا على لجنة تحكيم البرنامج.

إغراء برامج المواهب الغنائية اجتذب إلياس مجددًا بعد مرحلة “سوبر ستار” إلى برنامج “ستار أكاديمي”، حيث شارك في الموسمين 10 و11 مشرفا على الأداء والتدريب الصوتي، ما أثار انتقادات ضدّه باعتبار طبيعة البرنامج التجارية والتي تهتمّ بالبعد الفرجوي على حساب المواهب والأصوات الحقيقية.

عناوين أخرى