زُرِعت قنبلة في غرفته وروتينه المعروف ساعد في استهدافه.. الرقابة العسكريّة تسمح بنشر معلومات جديدة عن اغتيال هنية بطهران
كشف تحقيق للقناة الـ12 الإسرائيلية، مساء السبت، عن تفاصيل عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في العاصمة الإيرانية طهران.
واستشهد هنية أواخر جويلية الماضي في عملية اغتيال حمّلت السلطات الإيرانية مسؤوليتها للكيان المحتلّ، التي لم تتبنَ بشكل مباشر العمليّة في ذلك الوقت.
والاثنين الماضي، أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس وللمرّة الأولى علنًا بمسؤولية تل أبيب عن اغتيال هنية في إيران.
وبعد سماح الرقابة العسكرية بنشر معلومات جديدة عن اغتيال هنية في طهران، أفادت القناة الـ12 أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تم رصده وهو يرتاد الموقع ذاته بطهران عدة مرات ويبقى في الغرفة نفسها.
وقالت القناة الـ12 إنّ هيئة الاستخبارات والمهمات الخاصة في “إسرائيل” (الموساد) اغتالت هنية بواسطة قنبلة وضُعت في غرفته بحيث لا تؤدي إلى مقتل أحد غيره.
واستطردت: “الموساد قام بإدخال عبوة ناسفة أكبر من العبوة المعتمدة لمثل هذه العمليات بسبب ما اعتبرها مشكلة لوجستية”.
وأضافت: “القنبلة وضعت في غرفة هنية قبل بدء مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الحالي مسعود بزشكيان في منصبه”.
ونهاية جويلية الماضي، أعلنت حركة حماس استشهاد هنية في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران، وقالت “إنه قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب بزشكيان”.
وأوضحت القناة الـ12 الإسرائيلية أنّ جهاز التكييف الخاص بغرفة هنية تعطّل ليلة الاغتيال وهو ما كان سيؤدي إلى إلغاء المهمة في آخر لحظة، لكن الإيرانيين أصلحوه.
وكشفت القناة عن لحظات استشهاد هنية، قائلة: “الساعة 1:30 فجرًا وقع الانفجار. طاقم العلاج الأوّلي اندفع نحو الغرفة. وأُعلن بعدها عن استشهاد هنية”.
وتابعت: “دخل خليل الحية إلى الغرفة، وانهار”.
وأكّدت أنّ قائد فيلق القدس اختفى لمدة 3 أسابيع بعد الاغتيال.
وشدّدت القناة الـ12 على أنّ عملية اغتيال هنية كانت من أخطر العمليات والأكثر حساسية في تاريخ المخابرات الإسرائيلية.
وفي هذا الصدد، لفتت القناة إلى أنه كانت هناك حاجة إلى شبكة كاملة قامت بالتعاون في هذه العملية من ضمنها عملاء إيرانيين.
وبشأن اختيار مكان الاغتيال، أكدت القناة الـ12 أنّ إسرائيل كانت ترغب باغتيال هنية خارج العاصمة القطرية الدوحة، كما تم استبعاد تنفيذ عملية الاغتيال في إسطنبول أو موسكو بسبب ما سمتها “النتائج الوخيمة” التي قد تترتب على الاغتيال في هاتين المدنيتين، وهو ما ترك خيار طهران مفتوحًا.
ولفت تحقيق القناة الـ12 إلى أنّ اغتيال هنية يفوق بدرجة عملية تفجير أجهزة النداء “بيجر” في لبنان.
وفي 17 و18 سبتمبر الماضي، قُتل 26 شخصا وأصيب أكثر من 3 آلاف و250 آخرين جراء انفجار آلاف الأجهزة اللاسلكية من نوع “بيجر” و”أيكوم” في مناطق عدة بلبنان، وأعلنت تل أبيب مسؤوليتها عن الواقعة.
وبيّنت القناة الـ12 أنّ “إسرائيل” تمكّنت من التسلّل إلى واحد من أكثر المرافق الإيرانية تأمينًا وخضوعًا للحراسة، قائلة: “الاغتيال تم في واحدة من أكثر المناطق تأمينا من قبل الحرس الثوري حيث توجد مقرات ومواقع لسلاح الحرس الثوري نفسه”.
وأشارت إلى أنّ “الاغتيال تم في مرفق شمال طهران التابع للحرس الثوري والمخصص للقاءات السريّة واستضافة الضيوف المهمين”، كما كشفت أنه كان مؤمّنًا من قبل “أنصار المهدي”.
وألمحت القناة الـ12 إلى أنّ هنية مكث في هذا المرفق 7 أو 8 مرات قبل زيارته الأخيرة التي تم اغتياله فيها، كما أنّ “روتين” هنية كان معروفًا لدى الموساد، إلى جانب الحجرة التي اعتاد الإقامة فيها.
وبشأن اختيار التوقيت، قالت القناة الـ12 إنّ النيّة كانت تتجه إلى اغتيال هنية بعد مقتل الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي، ولكن صدر القرار بالانتظار حتى موعد تنصيب الرئيس الجديد، وإنه تم الاتفاق على تأجيل عملية الاغتيال 24 ساعة إلى ما بعد انتهاء مراسم تنصيب الرئيس الحالي بزشكيان.
وصباح الاثنين 20 ماي الماضي، استيقظ العالم على نبإ وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق لهما إثر تحطم مروحيتهما في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران.