ترامب يتعهّد لحماس بإلزام الاحتلال بالدخول في مفاوضات المرحلة الثانية في حال الإفراج عن عدد من الأسرى
تحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الاثنين، عن تقدّم بمفاوضات تبادل الأسرى بين حركة “حماس” والكيان المحتلّ، وتمهيد الطريق لإنهاء الحرب بضمانة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة العبرية إنّ واشنطن عرضت التزاما بدخول المحتلّ بمفاوضات مرحلة ثانية تتمحور حول وقف إطلاق النار بغزة إذا قبلت “حماس” إطلاق سراح أكثر من 8 رهائن أحياء وسلّمت عددا من الأموات.
وأضافت: “يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنّ تقدّما ملموسا قد أحرز في مفاوضات الأسرى، وأنّ هناك تحوّلا محتملا في موقف حماس”.
وتابعت: “وصل وفد من حماس، برئاسة القيادي البارز خليل الحية، إلى القاهرة، الأحد، حيث ينتظر الوسطاء المصريون ردّ الحركة الرسمي على المقترح الإسرائيلي الأخير”.
ووفق الصحيفة، “يقال إنّ هذا الاقتراح يتضمّن إطلاق سراح ما بين 9 و10 رهائن أحياء، وهو ما يتطابق تقريبا مع الخطة الأصلية التي اقترحها مبعوث ترامب (للشرق الأوسط) ستيف ويتكوف، التي دعت إلى إطلاق سراح 11 رهينة، بمن فيهم عيدان ألكسندر (الجندي الذي يحمل الجنسية الأمريكية) كما تطالب “إسرائيل” بإعادة رفات ما يقرب من 10 رهائن”.
ونقلت عن مصادر إسرائيلية، لم تسمّها، قولها: “عرضت الولايات المتحدة على حماس التزاما: إذا وافقت الحركة على إطلاق سراح أكثر من 8 رهائن، فإنّ واشنطن ستضمن دخول إسرائيل في مفاوضات المرحلة ثانية، التي تتمحور حول وقف إطلاق النار”.
وحسب الصحيفة “يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنّ الضغط العسكري المتزايد، لا سيما بعد سيطرة الجيش على ممر موراج وتطويق رفح جنوب القطاع، يؤتي ثماره”، وفق ادّعائهم.
من جانبها، قالت القناة الـ12 العبرية، الاثنين: “اتصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس إدارة الرهائن العميد غال هيرش، أمس الأحد، بـزفيكا وإفرات مور، والدي الرهينة إيتان مور، وأطلعهما على تقدّم المفاوضات لإطلاق سراح 10 رهائن أحياء”.
وأضافت أنّ نتنياهو “أكّد أنّ الاتفاق لم يُحسم بعد، لكنه أوضح أنّ الحكومة ملتزمة بإعادة جميع الرهائن”.
ووفقا للقناة، “يتطابق هذا مع التقرير الذي يفيد أنّ إسرائيل تنتظر ردّ حماس بشأن الاقتراح الأخير للتوصل إلى اتفاق”، ونقلت عن مصادر إسرائيلية رفيعة، لم تسمّها، قولها: “لا يوجد اختراق حتى الآن، ولكن هناك تحركات كبيرة”.
واستدركت: “في الوقت نفسه، تم إبلاغ أفراد عائلات المختطفين الذين التقوا في الأيام الأخيرة بمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين بأنّ هناك تقدّما كبيرا، يمكن التوصّل إلى اتفاق في غضون أسبوعين”.
وقالت: “في إطار الاتصالات المكثفة المستمرة، تضغط إسرائيل بشكل أساسي من أجل إطلاق سراح أكثر من 8 رهائن أحياء في صفقة سيتم تنفيذها”.
وأضافت: “من أجل إقناع حماس بالموافقة على الصفقة، نقلت الولايات المتحدة إليها رسالة عبر الوسطاء، مفادها أنه في حال تم إطلاق سراح أكثر من 8 رهائن أحياء في الصفقة المقبلة، فإنّ إدارة ترامب ستضمن أن يكون هناك نقاش جاد حول المرحلة التالية من الصفقة وهي نهاية الحرب”.
والسبت، أعلنت “حماس” أنّ وفدها المفاوض برئاسة خليل الحية، توجّه إلى القاهرة للاجتماع مع الوسطاء المصريين والقطريين في إطار مواصلة الجهود والمساعي الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأكّدت حماس أنها “تتعامل بإيجابية مع أيّ مقترحات تضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني، والتوصل إلى صفقة تبادل جادة”.
وفي جانفي 2025، تمكّنت القاهرة بمشاركة قطر والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق بين الكيان المحتلّ وحماس ينص على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تنتهكه تل أبيب وتعلن من طرف واحد استئناف الحرب في مارس الماضي.
وتنصّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي مطلق يرتكب المحتلّ منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.