وجدان بوعبدالله
التاريخ لا يكتب مرتين، لكن قراءتنا للتاريخ تجعلنا نكتب أنفسنا مرات ومرات. بعض التواريخ تمر بنا ونمر بها. تواريخ تظل محفورة في الوجدان ولو هرمنا ستنطق عنا.
14 جانفي 2011، تاريخ لا ينسى. لم يكن يوماً عابراً في حياة التونسيين ولا حتى في تاريخ المنطقة العربية، لأنه غير بشكل جذري ملامح المنطقة.
لو سألتكم اليوم :أين كنت يوم 14 جانفي/ يناير 2011؟
سؤال غير فضولي، بل هو توثيق حتى نكتب ذاكرة الشعب
يوم هرب الرئيس المخلوع، ماذا كنت تفعل؟
كيف تلقيت الخبر؟
إجاباتكم جاءت كالتالي:
– أنا مصرية ..وكنت فى البيت اأتابع كل الاخبار عن الثورة التونسية المجيدة وكنت متابعة جيدة جدا….. وأول ماعرفت أن بن على هرب فرحت جدا وسجدت شكرا لله وكلمت زوجى وقلت له الخبر العظيم ده….. ولما حصلت الثورة عندنا وشفت نفس السيناريو بيحصل استبشرت جدا وتأكدت ان يوم مبارك آت لا محالة. فالحمد لله على نعمته التى يمن بها على الشعوب العربية واأسأل الله ان يتم نعمته علينا جميعا وتؤتى الثورة ثمارها……والله كنت اقنت فى الصلاة وادعو لنا ولكم ولكل الشعوب بالحرية والعدل والامان.
– I was driving 160kmph to Tel Aviv, but they sent me back to Jerusalem inspiring me to start my own revolution.-بعض الأحداث تهزني لكونها شاعرية أولاً، فالأخبار التي تناولت البطل محمد بوعزيزي، جعلتني أشعر بأن هناك شيئاً جديداً يتكون، نواة جديدة تخلق أمورا خارقة ومتتابعة ..
-انا مصرى والحقيقة لم اكن اعلم كثيرا عن الثورة التونسية لأنه كان عندى احساس ان الشعوب العربية ماتت ولن تستطيع فعل شيىء ولكنى لم اكن لأتحدث مع احد فى ذلك لأنى اكره الأنهزام والأنكسار ولهذا هذه الصفات كانت تقتلنى بالشعب العربى ويومها عرفت وانا فى درس علم نفس ( ثانوية عامه ) وكنت خارج فقررت انى ابحث عن معلومات اكتر على الأنترنت عن من سيدير تونس وكيف ستتم الأمور وحقيقة كان هناك غيرة بقلبى اذا ما فعلوها فلماذا لا نفعلها نحن هنا بمصر ولهذا كنت مؤيد وبشده للثورة المصرية هذا امر سبب لى مشاكل كثيرة وقتها والى الأن مع اهلى
-كنت على تويتر أكتب للعالم ما يحصل في تونس. كانت ليلة لن أنساها. كنت وحيدة في المنزل في كاراكاس، جسداً، لكني روحاً شعرت بأنني أرافق الملايين بل عشرات الملايين من العرب، في خط صفحات تاريخ عربي جديد .. وفي فتح صندوق اسمه : الأمل.. عرفت ليلتها أن السعادة التي طالما بحثت عنها مع رجل، وجدتها مع ثورة !
ومها نزلت إلى شارع الحبيب بورقيبة منذ العاشرة صباحا .. كنت أشعر بأهمية أن نتواجد كلنا هنالك .. لم أعتذر عن الذهاب إلى عملي ,, قد يكون لأنني لم أشعر بأنني في عطلة .. بل كنت في مهمة وطنية مقدسة : تبليغ صوت الشعب أعلى ما يمكن بأكبر عدد ممكن ..
بعد 5 ساعات من الهتافات .. ومطالبة المجرم بالرحيل .. وبمحاكمة عصابته .. وباتلنظر إلى مشاركة كل شرائح المجتمع في المظاهرة .. أحسست بأن ساعة ذلك النظام قد حانت .. لم يعد ممكن أن يعود الشعب إلى المنازل والحال على ما هو عليه ..
ولكن الكل مان متخوفا من النهاية ,, كيف ستكون ؟ هل نذهب إلى قرطاج .. هل سيكون من اللازم أن نضيف أسطرا جديدة لقائمة الشهداء ؟ هل سيأتي الفرج من أصحاب البدلات الرسمية الخضراء ؟
وباقتراب الساعة 15 .. كان من الواضح أن الأمور ستتعكر .. فالشعب تسلق حائط الوزارة التي كان منذ أيام فقط مجرد المرور أمامها يرهب قلوب الشجعان .. وقوات الأمن بدأت تتجهز ..
حينها، واستنادا إلى خبرتي الواسعة في الملاعب، حيث ألفت مثل هذه المواقف، قررت العودة إلى المنزل .. وأنا أجر جارتي التي رافقتني إلى المظاهرة .. سألتني :
– لماذا نعود إلى المنزل ؟
– لأنه ليس حكيما أن نكون فريسة سهلة
– إذن لم نفعل شيئا ؟
– لا .. فعلنا اللازم اليوم .. وإذا لم يرحل اليوم سنعود غدا .. وكل يوم حتى يرحل .. ولكن لن نلقي بأنفسنا تحت أقدام الزبانية .. دورنا أنجع ونحن نصرخ ونطالب بالرحيل ..
وعندما فتحت التلفاز ورأيت الإعلان عن قرار ينتظره التونسييون أدركت أننا انتصرنا .. وغلبتني العبرات .. عبرات سنوات القمع والظلم .. وعبرات الفرح بالانجاز ..
وعند المساء .. وأنا أضع رأسي على المخدة لأنام .. كنت أعلم أننا انتصرنا في جولة فقط .. وأن النصر لن يتم إلا بميلاد الجمهورية الجديدة في صحة جيدة …
-انا يمنية اعيش في المانيا … يوم 14 يناير كان جمعة وكنت في المكتبة مع صديقتي الفلسطينية وكنت احدث صفحة الجزيرة كل دقيقتين على هااتفي واذا بي ارى ذلك الشريط الاحمر بالنباء العاجل بأن بن علي غادر البلاد! … لحظة لن انساها اخبرت صديقتي وانهمرنا بالبكاء من الفرحة في المكتبة … رأنا الجميع باستغراب … جمعنا اشيائنا وذهبنا لمنزلها لمشاهدة الجزيرة فذلك اليوم كان لتونس وللحرية وليس للدراسة هههه !! يومها تغيرنا جميعاً يومها بُعثنا جميعاً من قبور كان اسمها الخنوع والذل يومها تعلمنا ان الشمس تشرق من تونس … هنيئا لنا ولكم الحرية !
-أنا مصرى …كنت أمام التليفزيون فى القاهرة …أتابع أخبار الثورة فى أى قناة … وعندما أذيع خبر هروب الجبان الفاسد … ظللت أما التليفزيون لكى أشاهد الخبر مرات ومرات … فقد كانت لحظة تاريخية كنا نحلم بها فقط وأصبحت حقيقة واقعة … التعبير قاصر عندى عن تصوير الفرحة بالخبر …. سأظل دائما أشكر تونس وشعبها الحر لأنها كانت المثل الحى على نجاح الشعب الأعزل فى الانتصار على الظلم المتجبر لعقود طويلة … شكرا تونس الى الأبد فبدون ثورتكم وشجاعتكم لم تكن الحرية التى نتنسمها فى أنحاء العالم العربى …. ورحمك الله يا بو عزيزى
I was actually in Uganda and I was blown out by the news of Ben Ali running away. I remeber clearly that I paused for a couple of seconds envied what the Tunisians were courageous enough to do and sincerely wished we, Egyptians, would follow suit.
Thank you Tunisia for breaking the barrier of fear
I’m Tunisian, and I was just in front on the interior Ministry, sharing my people this great moment, everybody was in trance, fearing the repression but believing in our right, hoping for a -better future, looking for what is uniting us, nation, justice or may be injustice!!
انا فلسطينيه الاصل واردنية الجنسيه..وعندي اخ في تونس متزوج من تونسية وعنده اولاد كبار..وتابعت احداث تونس بالكثير من القلق على اخويا وعائلته …حتى اني لم احب الخروج من البيت خوفا من ان تفوتني اي اخبار…الى ان جاء يوم 14 \1 خرجت من البيت الى بيت اختي بسبب انها اتصلت بي..وسألتني ان كنت تحدثت مع اخي عن طريق النت واطمنت عليهم ام لا..فقلت لها (خلينا نفتح التلفزيون وانا احكيلك..) واول ما فتحت ..لقيت الخبر العاجل..في البداية لم افهم ههههههه بعكس الرئيس التونس الذي فهم…ولكن ساعدني زوجي على استيعاب الخبر وكانت فرحة كبيـــــــــرة..احسست اني هكذا اطمئننت على اخي وزوجته وابناؤه تماما..فبنات اخي في الجامعة واعرف الكثير عن معاناة الشباب في تونس من خلالهم
أنا مصري من المحلة و بدرس في السويس و كنت يوم 14 يناير في السويس و كان عندي امتحانات و بالصدفة كنت بتفرج علي نشرة الاخبار و عرفت اللي بيحصل في تونس و شوفت الاعتصام والمظاهرات و بعدها عرفت ان بن علي هرب و ساعتها قلت لصاحبي ان التوانسة رجالة و قدروا يكسروا الظلم و يحاربو الخوف لكن احنا لأ … لكن الحمد لله مفيش 10 ايام لقيت نفسي بجري في الشارع و بقول الشعب يريد اسقاط النظام … كانت لحظة هروب بن علي هي الامل بالنسبة لنا جميعا … بشكر الجزيرة و بشكر تونس و مش عارف السعودية مالها بتحارب الثورات العربية ليه
توجهت إلى البنك لسحب بعض المال للمصرف اليومي فوجدت جميع السحابات الإلكترونية مهشمة ، فذهبت للعمل، فلم أجد إلا عدداً قليلاً من زملائي ، تحاورنا قليلاً حول خطاب المخلوع، ثم رجعت للدار حملت حقيبتي قصد العودة إلى مدينتي، قرب العائلة وكان ذلك حوالي الساعات العاشرة صباحاً ، قبل الوصول إلى محطة القطار، توقفت أمام وزارة الداخلية فوجدت نفسي أصيح بين الجموع الغفيرة مطالباً بنزع ذلك المستبد، لم ذهبت قبل ذلك في مظاهرات عدة، لكن تلك كانت خاصة، فلم أشعر بخوف، فقد طفح الكيل و وجب المطالبات برحيل الطاغية. لكم وددت حينها مواصلة البقاء مع الجموع الغفيرة، لكن إتصالات أمي المتكررة والداعية لي للتوجه للقطار كانت أقوى مني، فلم أرض أن أقلقها .
كان قطار الساعات 14:00 هو القطار الوحيد المتوجه المدينة سوسة بسبة الإضراب العام الذي نادى له الإتحاد العام التونسي للشغل، استقليته، في مستوى محطة حمام الأنف تمت محاولة تهشيم القطار ورشقه بالحجارة (لم أفهم إلى حد الأن سبب ذلك) لكن لحسن الحض لم تكن هنالك اصابات. و نحن في القطار ، سمعت عامة جد بشارع الحبيب بورقيبة من عنف تجاه المتظاهرين. عند وصولنا إلى محطة سوسة ، قرر طاقم القطار مواصلات الرحلات الى محطة المنستير خوفاً على سلامات المسافرين المتوجهين إلى هذه المدينة والذين لم يكونوا عدداً قليلاً . من هناك استقليت مترو الساحل عندها وردني خبر إقرار حالة الطوارئ وحضر التجول في كامل تراب الجمهورية فعرفت حينها أن حدثاً تاريخياً سوف يحصل . وصلت إلى المنزل عل الساعات 17:45 من مساء 14 جانفي . فوجدت العائلة الموسعة ملتفت أمام شاشة التلفاز في إنتظار الخبر ألهم الذي أعلن عنه.
وحين ضهور الوزير الأول السابق محمد الغنوشي عرفت أن الزين “راهو قطع” . فحملت علم بلادي تونس وخرجت أجري في شوارع مدينتي المقفرة والخائفة من حضر التجول وكانت الفرحة وحب تونس يحملني دون وعي مني.
هذا ما حصل بالتفصيل الممل يوم 14 جانفي 2011 هذا اليوم التاريخي في حياتنا و حياة تونسنا
كنت بلعب كورة مع صحابي و لما جالنا الخبر سبنا المتش و كله قعد يتنطط من الفرحه و قعدنا ندعي الدور ييجي علينا في يوم من الايام
كنت اتابع الاخبار اذا تسنى لي .. لم اكن اجد التغطية التي تعلمني بحقيقة ما يجري في تونس الحبيبة .. ولكني بقلبي علمت ان التونسيين قد اختارو الحياة والحرية .. وبمشاعر الأم التي تنظر وصول جنينها وتبتهل لله ان يرزقها اياه مولودا معافا صحيحا .. كنت اتباع .. وأرجو …
حتى بعد اذاعة نبأ هرب الطاغية .. تسمرت في مكاني غير مصدقة .. واثرت تكذيب الخبر .. كي لا اصدم .. ولم افق من صدمتي الا برجل يصيح بهستيرية في شوارع تونس ويقول بلجهة تونسية محببة …. انتم احراريا توانسة … السفاح هرب هرب !!!
ناديت ابني ليرى الرجل وقلت له .. لمثل هذه الانجازات واللحظات نضحي بحياتنا … فقط حرية المقهورين تستحق ان نضحي بحياتنا من اجلها .
عاشت تونس حرة … عاشت بلادي حرة
انا كنت فى المعتقل … وكنت بتابع الاخبار عن كثب وبأم الناس فى الصلاه واتضرع الى الله انه ينصر الثوار
أنا مصرية و أذكر هذا اليوم جيدا ,الجمعة 14 يناير .. صباحا ذهبت لزيارة قبر أمي و كان قلبي مملوء حزن و هم و ضيق بسبب مشاكل في الحياه و مشاكل في شغلي, مشاكل شغلي سببها القهر السلطوي من أنظمة إداره فاسده و فاشلة و غبية زرعها مبارك و نظامه في المؤسسات المصرية .. و ظللت أشتكي و أفضفض لأمي..و بمجرد أن عدت للمنزل و جدت السماء تمطر بغزارة و برق و رعد يهز السماء , و كانت ساعة جمعه.. طلعت للشرفة و أنا أشاهد المطرظللت أدعو الله أن يهد مبارك و يخزيه و يسقط نظامه .. دعوت دعوة مظلوم بكل قلبي.
كنت أتابع أخبار الثورة التونسية على خفيف و لم أكن سمعت بخبر هروب بن علي.. و عندما عرفت فرحت جدا و استبشرت و حسيت بالأمل.. و لا أستطيع نسيان بعض مشاهد ما بعد ثورة تونس.. الرجل الذي ظل يصرخ في الشارع وحده بن علي هرب ..تونس حره أحرار التوانسه بن علي هرب .. و مشهد في تقرير تلفزيوني به أطفال في أول يوم في المدارس بعد الحرية و الصغار وجوهها منوره أمل و حرية و تفاؤل.. و كانت أمنيتي أن أرى مثل هذا اليوم على وجوه أطفال مصر.
هذه اول مرّة أكتب فيها بالعربيّة في مدوّنة. يوم 14 جانفي, كنت قد برمجت مع صاحبتي و أختها أمُرُّ لإصتحابهم معايا لشارع ح. بورقيبة على الساعة 9 ص. أوّل ما مشينا : ساحة محمد علي حيث تجمع الناس شبابا و شيابا فإبتدء التّحول إلى الأنهج االمجاورة للسّاحة. أوقفنا البوليس مرّة أولى, فثانية … محاولا منْعَنا من التّقدّم. لكن عزيمة الجماهير إنتصرت. كانت مسيرتًا رائعة, لأنها وحّدت الصفوف و المطلب واحد : DEGAGE [إرحل]. نعم, يوم تاريخي, كل شباب تونس العاصمة إتفق أنه “لا خوف بعد اليوم”.
يوم 14 يناير .. انا مصرى و مش هنسا اليوم ده كنت بتكلم انا و اصحابى يوميها باليل عن خطاب بن على بتاع فهمتكم ده..و مجرد انى روحت البيت لقيت والدتى بتقولى ان بن على هرب.. يوميها كتبت على الفيس بوك ان الشغب التونسى ده كله رجالة و حسيت بالمهانة فعلا من سكوتنا على نظامنا الغارق حتى الركب فى الفساد .. 14 يناير ده ..يوم ميلاد جديد للعالم العربى كله ..تحياتى اتونس و لشعب تونس العظيم
كنت امام وزارة الداخلية أشارك في محاولة استرداد حريتنا و كرامتنا و مساواتنا يعني انسانيتنا . يوم لن انساه في حياتي .
لم أنم أكثر من خمس ساعات خلال الـ 48 ساعة الفاصلة بين 12 و 13 جانفي … الأزمة كانت على أشدّها وحمي الوطيس ولم أتجرّأ على أخذ قسط من النّم حتّى لا يفوتني شيئ خاصّة بعد أن وقعت قرصنة موقعيّ الإثنين على الفايسبوك منذ 9 جانفي.
نمت نصف ساعة قبل خطاب لن عليّ الأخير مساء 13 جانفي 2011 ثمّ نمت بعد أن ثارت ثائرتي على فحواه البائس.
استيقظت باكرا يوم 14 جانفي على غير عادتي وتفحّصت ما فاتني طوال الليلة الماضية من ردود أفعال حول خطاب بن عليّ ثمّ اِغتسلت وقرأت الفاتحة وبعض الأدعية وفي تصوّري أنّه يمكن أن ألقى حتفي يومها ثمّ تناولت فطور الصّباح وجهّزت لوازم المظاهرة من قماش مبلّل وغير ذلك …. وكتبت على حسابي في فايسبوك وتويتر بالفرنسيّة ما معناه : ” أنا ذاهب إلى المظاهرة النّهائيّة اليوم, تمنّوا لنا حظّا سعيدا. عاشت تونس ”
ostezedgar Kaïs Berrjab
#sidibouzid #tunisia #paris #jasminrevolt #optunisia je vais à la manif finale aujourd’hui, souhaitez nous bonne chance (vive la Tunisie)
14 Jan Favori Répondre Supprimer
لم أخبر أمّي بوجهتي حتّى لا أزيد من خوفها عليّ وعلى أشقّائي الذّين سينزلون إلى الشوراع يومها.
توجّهت إلى المحكمة الإبتدائيّة بتونس للنّزول بمسيرة رفقة زملائي المحامين إلى شارع بورقيبة عبر القصبة والمدينة العتيقة بتونس.
حضرت إجتماعا عامّا للمحامين بساحة القصبة ريثما ينتهي عميد المحامين من لقائه مع الوزير الأوّل محمّد الغنّوشي كلّ ذلك إلى حدود الساعة الحادية عشر والنّصف. لاحظت تحرّك آليات مصفّحة تابعة للجيش والحرس الوطني من القصبة إلى مكان غير معلوم وبدأت السيناريوهات تتهاطل على رأسي المثقّل بالغيظ والنّقمة.
توجّهت إلى المظاهرة صحبة أغزّ أصدقائي وهو زميل لي منذ الدّراسة وحتّى في المحاماة … تركنا السيّارة في مكان بعيد نسبيّا على شارع بورقيبة ثمّ سرنا إلى وزارة الدّاخليّة أين ربضت ساعات أصرخ وأصوّر بالفيديو الأسطح لتبيّن وجود قنّاصة من عدمه. غادرت شارع بورقيبة رفقة جمع آخر من الأصدقاء بعد السّاعة الثّالثة ظهرا عندما بدأ إطلاق الغاز والرّصاص وتوجّهنا إلى منزل أحد الأصدقاء أين أعددت للجميع spaghetti لذيذة في نفس الوقت الذّي كنت أتابع فيه الأخبار على جميع القنوات التلفزيّة.
تناولنا الأكل ثمّ عدت إلى منزلي وبينما كنت في الطّريق علمت بإعلان منع الجولان اِنطلاقا من الساعة الخامسة مساءا.
بقيت أترقّب إلى أن أعلن عن خبر هرب بن عليّ .. لكنّي لم أفرح طويلا إذ أنّ الوزير الأوّل صرّح بأنّه تمّ اللّجوء إلى الفصل 56 من الدّستور بما يعني أنّ بن عليّ لا يزال رئيسا لتونس طالما كان الفصل 56 متعلّقا بحالة تعذّر ممارسة الرئيس لمهامّه بصورة وقتيّة.
ككلّ التونسيّين قضّيت اللّيلة كاملة في الشارع أحرس مشارف الحيّ رفقة جميع المتساكنين.
وبعدها كان اِعتصام القصبة 1 ……
أيقنت يقينا تاما بأن بن علي سقط يوم 31 ديسمبر 2010 … يوم بعث ببوليسه المجرم لمعاقبة المحامين بالضرب بالهراواة والإختطاف والتعذيب على خلفية الوقفة الإحتجاجية التي نظمتها الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين مساندة لأهالي سيدي بوزيد المحاصرة
كنت في بيتي جنوب الجزائر أتساءل… هل حقا فعلوها في تونس؟؟ تعلمت يومها أن لا أزور مكانا فأدعي أني فهمت ما في أنفس الناس فيه.. تعلمت يومها أني لم أفهم شيئا في طباع التونسي الهاديء اللطيف جدا معي.. ظلمت شبابها كثيرا أم خدعوني هم ذاتهم بمكر من يحظر لشيء ما، خدعوني حين عرفوا أنفسهم على أنهم شباب وفر لهم بعض الملذات و اشبع انت بالسياسية.. لقد كانوا في ملذات أكثر مما نحن عليه اليوم,, ربما قصدوا غير ما فهمت… لكنهم على كل حال أثبتوا لي كما أنا صغير..
كنت هناك في مدينتي بجدة أتابع كل التفاصيل وانقلها عبر احدى الصفحات العربية الكبرى التي أديرها على الفيسبوك.. أحلم وأحلم.. افتح على الجزيرة واتساءل كيف لا يقطعون البرامج ليغطوا ما يحصل في تونس
أنا من ذلك الجيل الذي تربى على الحلم بالثورة.. بالتغيير الكبير الذي سيخرجنا من حالة الجمود التي قضينا عمرنا فيها.. من جيل حفظ قصائد احمد مطر واستمع لأغاني جوليا بطرس عن الثورة وذاق حلاوة الفن من رسوم ناجي العلي الكاريكاتورية.. اعذريني يا تونس فقد كنت في شقتي الصغيرة بجدة احتضن لابتوبي الصغير في غرفتي المظلمة واتجنب اي حركة خوفا من استياقظ والدي واتابع ما يحدث في تونس.. تعرفت ايامها عبر الانترنت على تونسيين اكثر مما عرفت طوال عمري.. لوكانت لي من أمنية يومها فقد كانت أن أنام ليلتي في شارع بورقيبة وأنا أهتف: المواطن لا يهان.. وبوعزيزي هو البرهان
يوما ما سيتحقق حلمي ويعلو صوتي في شوارع جدة الملتحفة بالخوف.. سنجتاز ذاك الحاجز ويومها سأهتف بكل قوة لأطالب بالحرية وبالحقوق المنسية
كنت في فرانكفورت بألمانيا و كنت أعود من العمل ليلاً لأتابع الجزيرة مباشر … كنت أترك التلفاز طوال الليل و كان نومي قلقاً لرغبتي في متابعة الأخبار. كنت و ما زلت شديدة الفخر بكم … و قلت للأصدقاء أتعلمون الآن لم أحببت التوانسه حين زرت تونس؟
في اليوم التالي كنت جالسة علي أحد مقاعد الإنتظار في شارع تزايل بوسط مدينة فرانكفورت و في المقابل وقف أمامي شابان تبدو ملامحهما عربية. كانا يتطلعان إلي و يحدث أحدهما الآخر … ملامحها تبدو عربية … تأكد ظنهما عندما استمعا إلي أتحدث بالعربية علي الهاتف.
تقدما للحديث معي مفاخران بجنسيتهما التونسية و ثورتها الوليدة … هما طالبان بالهندسة يدرسان و يعملان بألمانيا … وددت لو أحتضنهما و نقفز فرحاً سوياً … قالا لي: متي سيفعلها المصريين … شدوا حيلكم … أنتم ٨٥ مليون … تحررون مصر و فلسطين أيضاً … بدا الأمر ساعتها حلم بعيد المنال حتي عدت ليلاً … لأري تسجيلاً لمجموعه من الشباب المصريين يقودهم شاب لن أنسي ملامحه يهتف للثورة التونسية أمام سفارة تونس بالقاهرة … كان يهتف: ثورة عربية واحدة ضد السلطة اللي بتدبحنا …. لا تجزئة و لا قطرية … أمه واحده عربيه …. ثورة ثورة حتي النصر … ثورة في تونس … ثورة في مصر …. يا بن علي قول الحق … إنت ظالم و لا لأ …. من مبارك لبن علي ما في حد هيفضل عالي … يا مبارك يا جبان يا عميل الأمريكان …. يا مبارك يا صهيوني … مصر هتفضل جوا عيوني …
آاااااه كم تبدو تلك الأيام بعيدة الآن
J’étais à Roissy CDG en train de chialer après l’annulation de mon vol pour Tunis
كنت احلل المشهد لوحدي امام التلفاز وعندما تحدثت عن الثورة سوف تتحول لدول المنطقة كذبوني جميع اصدقائى في الفيس بوك ولكنني اندهشت بفرحهم عندما اجتمعنا صدفة بميدان التحرير اذكر ان احدهم قال لم اتخيل ان الشعب المصري سيثور ضد مبارك ولكنه فعلها ونجح و التونسيون فعلا اصحاب الثورة الملهمة للشرق الأوسط ولكننا ما زلنا نعاني من المنتفعين من هذه الحروف الساقطة بين السطور.