ثقافة

أيام قرطاج لفنون العرائس تستذكر عبد الغني بن طارة في اختتامها

اختُتمت، مساء أمس السبت 18 مارس، بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس، فعاليات النسخة الرابعة لأيام قرطاج لفنون العرائس تحت شعار “ماريونات فن وحياة” بحضور عدد كبير من ضيوف المهرجان وثلة من العرائسيين المُشاركين من تونس وخارجها.

وفي مستهل كلمتها نعت مديرة الدورة، منية عبيد المسعدي، فقيد الساحة المسرحية والفنية والثقافية والمدير السابق للمركز الوطني لفن العرائس المسرحي عبد الغني بن طارة، الذي وافته المنية، مساء الجمعة 17 مارس، وقبل مواصلة كلمتها وقف الحضور دقيقة صمت ترحما على روحه.

وتمّ الإعلان عن مسابقة العروض القياسية “في تحريك عرائس الخيط”، حيث ذهبت الجائزة الأولى لأفضل أداء، وقيمتها 3 آلاف دينار (نحو 959 دولارا) مناصفة، إلى كل من نجيبة النوري وصابر ساسي، فيما تحصل الثنائي هيثم وناسي وعلي ناصر على الجائزة الثانية وقيمتها 2000 دينار (نحو 640 دولارا)، فيما آلت الجائزة الثالثة وقيمتها ألف دينار (نحو 320 دولارا) إلى نورهان صدقي.

وشهدت الدورة الرابعة مُشاركة أكثر من 100 عرائسي من 16 بلدا عربيا وغربيا؛ تونس (البلد المنظّم)، الجزائر، مصر، الإمارات، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، بلجيكا، هولندا، بولندا، اليونان، بريطانيا، النمسا، والبرازيل، فيما حلّت إسبانيا ضيفة شرف.

وعبر 21 فرقة عربية وأجنبية تمّ تقديم 24 عرضا أجنبيا و5 عروض تونسية، بالإضافة إلى تنظيم 10 ورشات في صنع العرائس وتحريكها بمختلف أنواعها (7 للمختصين والمحترفين و3 للأطفال واليافعين).

وتخلّل حفل الاختتام عرض قياسي عرائسي للفنان الإيطالي من أصل بلغاري تيودور بوريسوف ليُثير إعجاب الحضور.

وفي بادرة فريدة من نوعها أهدى المركز الوطني لفن العرائس بمناسبة اختتام الدورة الرابعة “عروس خيط” في شكل “راقصة فلامنكو” بفستان أحمر وأسود اللون، حركة رمزية لضيف شرف الدورة؛ دولة إسبانيا، وقد تمّ تقديم عرض قياسي لهذه العروس بأنامل العرائسي الألماني توماس هيرفورد.

وإثر نهاية حفل توزيع الجوائز، تمّ بمسرح الجهات عرض مسرحية “المنفى” للمخرج التونسي نادر بلعيد، وهو عمل فني يجمع بين التمثيل والعرائس من أداء أميمة المجادي، خلود ثابت، إسلام بن سالم، وأسامة الماكني، أما “صنع” فكان للفنان التونسي الرائد في مجاله محمد نوير.

ويروي العمل قصة ثلاثة محرّكي دمى يتمّ اختطافهم ليجدوا أنفسهم في مكان مجهول مـع شخص مجهول في محاولة للتعايش مع الوضعيات المختلفة التي سـيتعرضون لها، تارة عـن طريق الممثل مباشرة وأخرى مـن خلال العروس أو أجزائها.

وتطرح مسرحية “المنفى” قضايا عاجلة وكونية، منها: نظام القطيع، الموت، التعليم، الأمل، الهجرة غير النظامية، مع اعتماد نمط مغاير قائم على البحث في توظيف العروس أداة للحديث والتجسيد.