“قد بَشَّرَت بِقُدُومِكُم ريحُ الصَّبا… أهلا بِكُم يا زائرينَ ومَرحبا”، بهذه الكلمات المغناة استهلّت مديرة الدورة الثامنة لأيام قرطاج الموسيقية الفنانة التونسية درصاف الحمداني كلمتها في المؤتمر الصّحفي الّذي قدّمت خلاله فلسفة التظاهرة وخطوطها العريضة، التي تسجّل غياب المسابقة الرسمية للدورة الثانية على التوالي.

وبرّرت الحمداني هذا الخيار بتأكيد أنّ الأيام منصّة لالتقاء المبدعين الموسيقيين وللتعبير والتلاقح الفنّي والثقافي، والتعريف بالأعمال الموسيقيّة والمشاريع الجديدة، وإبراز المواهب الموسيقيّة الصاعدة ومساعدتها في الترويج لأعمالها عبر إتاحة الفرصة لها للقاء المنتجين والموزّعين ووكلاء الأعمال الفنية بعيدا عن التنافس الاعتباطي.

وتتميّز النسخة الجديدة -المزمع انعقادها في الفترة الممتدة بين 21 و28 جانفي/كانون الثاني الجاري- بانفتاحها على جميع التعبيرات الموسيقيّة العالمية، ومن سماتها أيضا الاحتفاء بمئوية السينما التونسية، والانفتاح على “الديجيتال” وعلى الصناعات الموسيقية، مع المحافظة على عديد الفقرات الأخرى منها الندوات والتكريمات وورشات “ماستر كلاس”.

وتحتضن الدورة مجموعة من العروض الموسيقية الكبرى التي سيحتضنها مسرح الأوبرا، وعددها 11 عرضا، أهمّها عرض “نوستالجيا” للملحن الموسيقي ربيع الزموري، وهو عرض تمّ إنتاجه بالشراكة مع مسرح أوبرا تونس وكلّ من الأوركستر السمفوني التونسي والفرقة الوطنية للموسيقى.

والعرض، هو إعادة إحياء موسيقى الأفلام وموسيقى جينيريك/تتر الأعمال الدرامية التلفزيونية التي ألّفها ربيع الزموري.

وتتوزّع بقية العروض المختارة، وعددها 29، بين مسرح الجهات بمدينة الثقافة وقاعة الريو بالعاصمة، يؤمّنها فنانون تونسيون ومهاجرون.

ويُطلق المهرجان في دورته الثامنة قسما جديدا تحت عنوان “ماركت أيام قرطاج الموسيقيّة”، وهو معرض موجّه إلى مختلف الفاعلين في القطاع الموسيقي وفي مجال الصناعات الموسيقيّة.

يهدف إلى التعريف بالمنتجات الموسيقية على غرار بائعي إسطوانات “فينيل”، فضلا عن جامعي القطع والآلات الموسيقية والعارضين والعاملين في صناعة الآلات الموسيقية وإصلاحها وبيعها.

وسيتمّ أيضا بعث قسم جديد بعنوان “أيام قرطاج الموسيقية الواقع الافتراضي”، بالتعاون مع مركز تونس للاقتصاد الثقافي الرقمي، وهو قسم سيمكّن الجمهور من مواكبة عروض موسيقية افتراضية.

وتهتمّ الندوات المبرمجة، بـ”حقوق التأليف والملكية الفكرية” و”مستقبل موسيقى العالم” و”الموسيقى التونسية وإمكانات التسويق العالمي”، إلى جانب التطرّق إلى مشروع قانون الفنان والدور الاجتماعي لتعاونية الفنانين في الإحاطة بمنظوريها.

أما الورشات التكوينية، فتتمحور حول “إدارة الفنانين” و”محتوى الملفّات الفنية” و”إدراج الفيديو في الإخراج الركحي”.

وتكرّم إدارة الدورة في نسختها الجديدة الفنان الراحل رضا بالحاج خليفة المعروف باسم “رضا ديكي ديكي”، إلى جانب الفنانة علياء السلامي والجاز مان فوزي الشكيلي.