قبل أيام قليلة من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، انطلق الوفد التونسي المشارك، إلى العاصمة الفرنسية بتطلعات إيجابية لتحقيق نتائج جيدة رغم العدد الضعيف للرياضيين المتأهلين. وفد ضعيف
يعد الوفد التونسي المشارك في باريس من أضعف الوفود من حيث العدد في المشاركات الأولمبية بواقع 27 رياضيا، بل هو الأضعف منذ لندن 2012. ففي دورة باريس كان من المنتظر أن تكون المشاركة التونسية أكبر من حيث العدد، لاستغلال تشجيع الجماهير والقرب الجغرافي أيضا، لكن يبدو أن فترة ما بعد أولمبياد طوكيو في صيف 2021، لم تكن جيدة على مستوى عمل الجامعات الرياضية والإعداد لباريس لم يكن في المستوى المطلوب على مستوى وزارة الرياضة واللجنة الأولى.
أهم الأخبار الآن:
وبعد أن شارك 51 رياضيا في الاختصاصات الفردية في طوكيو، يتراجع عدد المتأهلين إلى باريس إلى النصف تقريبا، ولولا تميّز بعض الرياضيين الشبان في الأسابيع الأخيرة لكان العدد أقل بكثير، حيث مثل التحاق السباحة الشابة جميلة بولكباش وبطلة الجودو أميمة البديوي مفاجأة سارة للوفد.
ويقول رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية محرز بوصيان إن من أسباب ضعف الوفد معايير التأهل التي أصبحت صعبة جدا في السنوات الأخيرة. لكن هناك أسباب أخرى أجّل بوصيان الحديث عنها إلى وقت لاحق، لإدراكه أن ضعف الإمكانيات المادية وغياب سياسة رياضية واضحة من قبل الدولة لا يمكن أن يصنعا أبطال.
غيابات مؤثرة
ومن عوامل تواضع الوفد الأولمبي التونسي في باريس، انسحاب اثنين من أبرز المرشّحين للتتويج وهما بطل السباحة أحمد أيوب الحفناوي ونجمة التنس أنس جابر. وبعد أن أصبح أيقونة في المسابح العالمية ونجما بشعبية جارفة لدى الجمهور الرياضي في تونس، اختفى الحفناوي فجأة لأشهر، وظهر بخبر الغياب عن باريس 2024 لأسباب قيل إنها صحية.
أما انسحاب أنس جابر بقرار منها لتفادي الإصابات والتركيز على بطولات رابطة محترفات التنس، فكان صادما للجنة الأولمبية، حتى أن رئيسها انتقد القرار واعتبره خسارة للرياضية.
وليس الحفناوي وأنس جابر فقط سيغيبان عن الأولمبياد من بين الرياضيين التونسيين الذين كانوا مرشحين للمشاركة والمراهنة. فبطلة العالم لرفع الأثقال غفران بلخير انطفأ بريقها وابتعدت عن المنافسة لأسباب تعكس غياب الاهتمام من المسؤولين.
أما العداء عبد السلام العيوني فكان في طريقه إلى باريس، لكن استهتار المسؤولين واستباحة ملعب تدريبات من قبل منحرفين، تسبب في سجن العداء مدة شهر وحرمه من التأهل والمنافسة.
طموحات خجولة في باريس
بالنظر إلى الإمكانيات التي توفرت للرياضيين التونسيين مقارنة بما توفر لمنافسيهم، وتقاليد عدة دول في الاختصاصات التي يشارك فيها التونسيون، فإن تعليق آمال كبيرة على الوفد في باريس يبقى أمرا مبالغ فيه. ويقر الجميع، بمن فيهم رؤساء جامعات ورياضيون ولجنة أولمبية، ضمنيا بأن مهمة حصد عدد ميداليات أكبر من المشاركات السابقة أمر شبه مستحيل، ليس استنقاصا من قيمة الرياضيين، وإنما اعترافا بفارق الإمكانيات في وقت أصبحت فيه الرياضة صناعة والنتائج حصيلة منطقية للعمل والبرمجة.
ولم يخف محرز بوصيان في تصريحاته المتواترة، أن تونس تعول على المفاجآت وعلى النتائج غير المنتظرة لرياضيين غير مرشحين، على غرار ما حصل مع أيوب الحفناوي في طوكيو 2021.
ويقول بوصيان: “صحيح الوفد ضعيف لكن ثقتنا كبرى في رياضيينا لتحقيق نتائج طيبة”. وصرّح سابقا لبوابة تونس: “النتائج التي يحققها رياضيونا هي نتاج اجتهادهم وعملهم في ظل تواضع الإمكانيات الموضوعة على ذمتهم”.
ولا يتوقع المتابعون للشأن الرياضي والمطلعون على خفايا الرياضات الفردية وظروف الرياضيين، تحقيق نتائج إيجابية في باريس.
ولا يبدو رئيس مصلحة الرياضة في الإذاعة التونسية لبيب الصغير متفائلا بالمشاركة في باريس، إلى درجة أنه لا يستبعد مشاركة للنسيان ودون ميداليات، وفق تصريح لبوابة تونس.
كما ينتقد البطل السابق في الجودو فيصل جاب الله تعامل الجامعات الرياضية مع الرياضيين، حيث يغيب التأطير النفسي وبرامج الإعداد الجدية والإمكانيات المادية. وقال جاب الله في تصريح لبوابة تونس إن ما يقدم إلى الرياضيين التونسيين من إمكانيات، مخجل جدا، مقارنة بمنافسيهم.
بدورهم، يعترف الرياضيون التونسيون المشاركون في الأولمبياد بتواضع التحضيرات وغياب الإمكانيات، لكنهم يعولون على العزيمة والإرادة القوية للتفوق على المصاعب لتحقيق المجد الأولمبي.
أضف تعليقا