منذ ريو دي جانيرو 2016 حين انطلقت المعركة بين اللجنة الأولمبية من جهة والاتحاد الدولي من جهة أخرى، حول مدى شفافية ونزاهة التحكيم بعد بعض النتائج الفاضحة والتي كان ضحيتها العديد من الملاكمين، منهم ملاكمنا الدولي بلال محمدي، ساءت العلاقة بين الهيكلين الدوليين إلى حد تهديد اللجنة الأولمبية بمنع الملاكمة من المشاركة في أولمبياد طوكيو 2021.
وجرت انتخابات أولى وثانية، ليترأس الروسي عمر كريمليف الاتحاد الدولي للملاكمة في انتخابات ،2020 ثم مرة ثانية في انتخابات 2022 والذي عمل جاهدا على رسم صورة جديدة ومضيئة عن الملاكمة، خاصة من الناحية الرياضية حول التحكيم وما شابه من اتهامات وكذلك الشفافية المالية وتسديد ديون الاتحاد الدولي المتراكمة، وقد تعهد بذلك وأوفى بوعوده.
كل هذه النجاحات المحققة جعلت اللجنة الأولمبية تأخذ بعين الاعتبار المسار الذي رسمه الاتحاد الدولي للخروج من الشبهات، ووافقت على نظام التأهيل الأولمبي الذي وضعه الاتحاد الدولي، علما وأن التأهل لأولمبياد طوكيو كان تحت إشراف اللجنة الأولمبية ووقع إقصاء الاتحاد الدولي للملاكمة من المشاركة في أي مرحلة تأهيلية.
اجتماع أبو ظبي والقرار الأخير
تم اتخاذ القرار بالإجماع من قبل الاتحادات الوطنية في المؤتمر العادي للاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)، الذي انعقد في أبو ظبي. وتؤكد IBA التزامها التام بتوفير النزاهة للرياضيين والمدربين والمسؤولين التقنيين، أثناء استعدادهم لأكبر احتفال بالملاكمة في عام 2024.
وتمت الموافقة على نظام التأهيل الأولمبي الذي سيتم تنفيذه في باريس 2024 من قبل المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية بداية من 1 أفريل 2023، حيث أشادت IBA بموافقة اللجنة الأولمبية الدولية على العملية المتجذرة في الإنصاف والوضوح، وعلى أساس أداء الرياضي ونتائجه في البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي.
وهذا يعود إلى عملية التأهيل التي اقترحتها اللجنة الأولمبية الدولية والتي تتكون من مسابقة واحدة غير عادلة للرياضيين.
ويعمل النظام الجديد على منح جميع الرياضيين الحق في التنافس في بطولة العالم للملاكمة وعدم الوقوع ضحايا للألعاب السياسية لعدد قليل من الاتحادات الوطنية.
وسيفتح الاتحاد الدولي للملاكمة باب التسجيل للرياضيين من الدول المقاطعة للمنافسة في بطولة العالم للملاكمة. كما أعلن اتحاد المحترفين الدولي للملاكمة (IBA) التزامه التام بفعل كل ما هو ممكن، بما في ذلك المساعدات المالية من خلال برنامج الدعم المالي (FSP) لضمان أن جميع لاعبي الاتحادات الوطنية المقاطعين قادرين على المنافسة والمشاركة.
علاوة على ذلك، سوف يعتمد التأهل إلى الألعاب الأولمبية على نتائج البطولة القارية، مع تصنيف الرياضيين IBA كأداة أساسية للاختيار النهائي للرياضيين في باريس 2024.
الحوافز المالية
سيمنح الاتحاد الدولي للملاكمة جوائز مالية للحائزين على ميداليات في كل بطولات العالم للملاكمة، إذ وفّرت IBA مبلغ 2.4 مليون دولار أمريكي لحدث السيدات في نيودلهي، والذي يضمن للملاكمين المشاركين في كل فئة من فئات الوزن 100 ألف دولار أمريكي للفائز بالذهب، ويحصل الفائز بالميدالية الفضية على 50 ألف، بينما يتحصل الفائز بالميدالية البرونزية على 25 دولار ألف.
أما بالنسبة لبطولة العالم للرجال في طشقند، فقد تمت مضاعفة قيمة الجائزة هذا العام، حيث يبلغ إجمالي تمويل البطولة 5.2 مليون دولار. وسيحصل الفائز بالذهبية على مبلغ 200.000 دولار أمريكي، والميدالية الفضية 100.000 دولار أمريكي والميدالية البرونزية 50000 دولار أمريكي.