ثقافة

“أوكسجين 1″… 31 كاتبا عربيا في كتاب واحد

“هذا الكتاب لا يُقرأ إن كنت تظنّ أنه سيُساعدك على النوم، لأنه على الأرجح سيؤرقك”… بهذه العبارة تمّ ترويج كتاب جديد يجمع 31 كاتبا وكاتبة من الدول العربية، في حدث ثقافي نادر الحدوث، وتحت عنوان “كتاب أوكسجين 1”.

ويستند محتوى الكتاب الصادر عن “محترف أوكسجين للنشر” في بودابست، عبر “دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع”، إلى مخزون من النصوص الإبداعية نشرت على “منصة أوكسجين الثقافية” العربية التي انطلقت في عام 2005، لتكون إحدى التجارب الثقافية الرقمية المبكرّة والسبّاقة، التي واجهت التحديات كافةً، للحفاظ على استدامتها.

ويثبت الكتاب في أكثر من 300 صفحة أنّ “عصر الورق لا يموت”، وأنّ “الهجرة المضادة من الرقمي إلى الورقي ممكنة”، وذلك عبر رحلات أدبية وشعرية وسردية متنوّعة لمجموعة من الكتاب العرب.

عكس السائد

يصف مؤسّس ومحرّر مجلة أوكسجين الروائي والشاعر السوري زياد عبدالله هذا الكتاب بأنه: “يهزأ بالزمن، ولا يأبه به، ويتّخذ منطقا مغايرا لمنطقه، ضاربا عرض الحائط بمساره ونسقه، وهو يحوّل الماضي إلى حاضر، ويعود بالزمن ليمضي به قُدُما، مأخوذا بعاطفة قوية، تبدو للوهلة الأولى مشوّشة من شدّة اتساقها، كتلك التي يثيرها عصفور صغير ملوّن، تحيطه بيديك هلعا، تريد أن تُطبق عليه جرّاء جماله، وكلك خوف أن تهصره من شدّة الحب”.

ويضيف: “ينقل هذا الكتاب تجربة أوكسجين من الإلكتروني والشاشات إلى الورقي، على عكس السائد، والتبشير اليومي بانقراض الورقي”.

ضد التحديات

قام عبدالله بانتقاء مادة الكتاب الأول من الأعداد العشرين الأولى من المجلة الإلكترونية والصادرة عام 2005، ليعمل على تنسيقها وترتيبها وتبويبها متّبعا هيكلية كتاب سردي وشعري “أوكسجيني”. كل فصل يتضمّن عددا من المواد اجتمعت تحت عنوان واحد، مثل: “جمهورية الحواس”، “رأسمالية علنية… اشتراكية باطنية”، “سينما الهواء الطلق”، “تربية وطنية”، “جهنم التي أعدّت للاجئين”، “أيام بلا حسنات” وغيرها، وليكون القارئ أمام كتابٍ متكامل ومتناغم من تأليف أوائل من خاضوا غمار تجربة أوكسجين.

ويتوزّع الكتّاب المشاركون على دول عربية عدة منها الإمارات، السعودية، مصر، المغرب، سوريا، فلسطين، لبنان وليبيا.

كما تضمّن المؤلف مقدّمة مطوّلة لعبدالله استعاد فيها أكثر من 17 سنة من تجربة أوكسجين وحيثيات تأسيسها، وعوالمها، وتطلعاتها، وما تعرّضت له من حجب ومنع وقرصنة، مع تصدير الكتاب بنصائح جاءت تحت عنوان “قبل قراءة الكتاب”.

وفي هذا السياق كتب الروائي والشاعر السوري: “لا تقرأ/ي هذا الكتاب إن كنت في إطار المحرّم والمحظور والمتّفق عليه. لا تقرأ/ي هذا الكتاب ليساعدك على النوم، فهو على الأرجح سيؤرقك… معبرنا الوحيد هو الإبداع، وخلاصنا بالانتصار لقيمه. ونحن في محترف أوكسجين نختبر مقترحات جديدة في النشر ندعوكم إلى اختبارها معنا، والإيمان بأنه مع كل نفس بداية”.