ثقافة

أمين بوحافة يحتفي بالتراث الجربي موسيقيا وجماليا

أمّن الموسيقار والملحن والموزّع التونسي أمين بوحافة، مساء أمس السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني الحفل الافتتاحي الرسمي للقمة الفرنكوفونية جربة 2022، مصحوبا بجوقة الأوركستر السمفوني التونسي بقيادة المايسترو محمد بوسلامة.

وترجم العرض الذي دام ساعة من الزمن التراث الموسيقي لجزيرة الأحلام جربة، وسلّط الضوء على ثقافات البلدان الفرنكوفونية بمختلف تنوّعاتها.

واستُهل العرض بالموسيقى الفلكلورية التي أمّنتها مجموعة “أولاد سطا جمعة” المتألّفة من ستة عناصر قدّموا مقاطع موسيقية احتفالية مستوحاة من تراث “العرس الجربي”، ثم قدّم الموسيقار ليفون

ميناسيان مقاطع موسيقية من التراث الأرميني، ترمز إلى تسليم أرمينيا التي احتضنت القمة الأخيرة للفرنكوفونية، رئاسة المنظمة لتونس.

وضمّ الحفل مجموعة من الأصوات الموسيقية التونسية مع الانفتاح على الموسيقى العالمية، إذ اندمجت الإيقاعات والألحان الموسيقية مشكّلة مشهدا ثقافيا منسجما مع شعار الدورة الثامنة عشرة من القمة الفرنكوفونية وهو “التواصل في إطار التنوّع”.

وتناوب على أداء أغاني الحفل 10 فنانين وموسيقيين من تونس وخارجها. وكانت تونس ممثلة في هذا العرض الاحتفالي بالمغنية الصاعدة آية دغنوج والفنان الشاب محمد علي شبيل وعازف الناي حسين بن ميلود وعازف الكلارينات إسكندر بن عبيد.

وغنت آية دغنوج من التراث الكافي أغنية “ناقوس”، فيما أدّى محمد علي شبيل باقة من الأغاني من التراث الموسيقي التونسي منها “ليّام كيف الريح” للشيخ العفريت بتوزيع موسيقي يجمع بين “الهنك” التونسي وصرامة الإيقاع الأركسترالي.

كما امتزجت في العرض إيقاعات الموسيقى التونسية مع الألحان الإفريقية وموسيقى العالم، فكانت احتفالية تنشد الحب والفرح وتعبّر عن الحياة والسلام، وتدعو إلى التعايش السلمي المشترك في إطار التنوّع والاختلاف. كما عزفت الجوقة الموسيقية إيقاعات تعبّر عن الحريات.

وسجّل الحفل أيضا مشاركة الفنانة السورية ذات الأصول الأرمينية لينا شاماميان، والفنانة البنينية-الفرنسية أنجيليك كيدجو التي سبق لها الغناء في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2021، إلى جانب الفرنسي ليونال سواريز الذي يعتبر من أفضل عازفي الأكورديون في جيله.

وتفاعل الحضور مع مختلف مكوّنات الحفل الذي يكرّم “جزيرة الأحلام” جربة ويفتح نافذة تونس على العالم ويوحّد البلدان الفرنكوفونية في إطار التنوّع، مُقدّما رسالة إلى العالم مفادها أنّ تونس أرض التنوّع والسلام وتلاقي الحضارات.

وأمين بوحافة موسيقار تونسي، حاز عدّة جوائز في مهرجانات دولية كبرى، منها جائزة سيزار لأفضل موسيقى تصويرية عن فيلم “تيمبكتو” للمخرج المالي عبدالرحمان سيساكو سنة 2015، وأفضل موسيقى تصويرية مبتكرة في مهرجان كان السينمائي سنة 2017، عن فيلم “على كفّ عفريت” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية.

كما نال في عام 2020 جائزة أفضل موسيقى في مهرجان أوديسا السينمائي عن الموسيقى الأصلية لفيلم “ستموت في العشرين”، للمخرج السوداني أمجد أبو العلاء.