أثارت حادثة إلقاء موزة على مهاجم المنتخب البرازيلي ريتشارليسون، خلال مباراة تونس والبرازيل الودية مساء أمس الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول، سخط الصحافة العالمية والرأي العام الرياضي لاسيما في البرازيل.
احتجاج برازيلي رسمي
أولى ردود الفعل صدرت عن الجامعة البرازيلية لكرة القدم في بيان رسمي، إذ وصفت المشهد بالمقرف واعتبرته حلقة جديدة لظاهرة العنصرية في ملاعب كرة القدم.
وقال البيان الموقع من قبل رئيس الجامعة البرازيلية إدنالدو رودريغيز: “مرة أخرى أريد أن أعبّر عن ازدرائي أمام الجماهير، هذه المرة شاهدت الأمر بنفسي في الملعب، لقد صدمت بهذا”.
وأضاف رودريغيز: “لطالما ذكرنا في كل مرة بأننا متساوون مهما اختلفت معتقداتنا الدينية أو ألواننا أو جنسياتنا، فمناهضة جريمة العنصرية يجب أن يكون هدف الجميع لاجتثاثها من العالم”.
كما دعا إلى ضرورة تسليط أشد العقوبات على من ألقى الموزة على لاعب منتخب السيلساو، حسب قوله.
وبدوره علّق ريتشارليسون مُطالبا تسليط العقاب على مرتكبي الجريمة وقال بعد المباراة: “يجب أن نؤدّب هؤلاء الأشخاص، ولا أن نكتفي بالكلام”.
فضيحة عالمية
بعد المباراة لم يكن حديث الصحافة عن الهزيمة الثقيلة لنسور قرطاج بخماسية أو عن الاستعراض الكروي الذي قدّمه زملاء نيمار، بل كانت أغلب العناوين تتحدّث عن بعض التصرفات غير اللائقة الصادرة عن المدرجات المخصّصة للجماهير التونسية.
أبرز ما كتب عن الحادثة ما نشرته صحيفة “ذي صن” البريطانية التي قالت إن نجم توتنهام قد عانى من إساءة عنصرية مقزّزة صادرة عن مشجع خسيس ألقى عليه موزة بعد تسجيله هدفا.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما حصل كان منافيا لما دعا إليه لاعبو البرازيل قبل بداية المباراة عندما رفعوا لافتة مناهضة للعنصرية قالوا فيها: “دون لاعبينا السود، لن يكون لدينا نجوم على قمصاننا”، في إشارة إلى الهجمة العنصرية التي تعرّض لها اللاعب فينسيوس جينيور ما فريقه ريال مدريد قبل أسبوعين.
من جهتها، تطرّقت صحيفة “تي أن تي سبورت” البرازيلية للموضوع وقالت في مطلع تقريرها: “رغم النتيجة الإيجابية، شوهد مشهد مؤسف من العنصرية في الاحتفال بالهدف الثاني للبرازيل”.
أما موقع “أر أم سي سبورت” الفرنسي، فانتقد بشدة تصرّف بعض المشجعين التونسيين، وقال إن الأجواء المميزة أمام ملعب حديقة الأمراء قبل اللقاء سرعان ما أفسدتها ممارسات جزء من جماهير نسور قرطاج التي أطلقت صافرات استهجان أثناء عزف النشيد الوطني لمنتخب البرازيل، فضلا عن إزعاج نجوم منتخب السامبا “بالليزر” وهو ما أثار غضبهم، وفق نفس المصدر.
وأضاف الموقع الفرنسي أن نيمار وزملاءه كانوا يمنون النفس باستقبال أفضل من قبل الجماهير في مدرجات ملعب حديقة الأمراء، على غرار الأجواء المميزة التي دارت فيها مباراتهم أمام غانا قبل أيام في ملعب لوهافر في فرنسا أيضا.
موقع يوروسبورت تحدّث عن ممارسات أخرى غير رياضية صادرة عن الجماهير التونسية وتتمثل في استهداف لاعبي البرازيل بأضواء “الليزر”، ما دفع الحكم لإيقاف اللعب لبعض الوقت، ثم تدخل المذيع في الملعب لنهي المشجعين عن صنيعهم، وفق ما أورده الموقع.
الجماهير التونسية تتبرأ
بعد الحادثة، ندّد عدد كبير من الجماهير التونسية بما حصل واعتبرت أن من أساء للمهاجم البرازيلي وكل من تصرف بشكل غير لائق تجاه المنافس، لا يمثل الجمهور التونسي ولا يعكس روحه الرياضية واحترامه المنافسين.
كما عبّر البعض عن خجلهم ممّا حصل، خاصة وأن الأجواء التي خلقها التونسيون قبل ساعات من بداية المباراة خارج الملعب، ثم في المدرجات “كانت بغاية تسويق صورة مميزة عنهم، لكن تصرفات صبيانية منعزلة أفسدت كل شيء”، بحسب تعبير البعض.
كما تحدّث آخرون عن إمكانية تسليط عقوبة على المنتخب التونسي، باعتبار أن كل الممارسات العنصرية مجرمة في قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم.
فيما طالب آخرون الجامعة التونسية لكرة القدم بإصدار بيان وتقديم اعتذار رسمي لنظيرتها البرازيلية، حتى وإن كانت غير مسؤولة عن تصرّف المشجعين.