ثقافة

أكثر مسلسلات نتفليكس مشاهدة في تاريخها… “لعبة الحبار” في جزء ثان

تعمل شركة “نتفليكس” حاليا على إعداد جزء ثان من المسلسل الكوري الجنوبي “لعبة الحبار” (سكويد جيم) الذي حقّق نجاحا عالميا كبيرا خلال عرضه في خريف العام 2021.

وأعلن حساب الشركة على موقع تويتر أن الموسم الثاني من المسلسل الذي أصبح أكثر المسلسلات مشاهدة على المنصة سيعرض قريبا.

وحظي المسلسل منذ عرضه بموجة عالمية من المحاكاة في المطاعم والألعاب الإلكترونية وحتى في مجال الملابس، إذ انتشرت تصميمات للأزياء الخضراء والحمراء المميزة للممثلين في المسلسل.

وأعلن مخرج مسلسل “لعبة الحبار” هوانغ دونغ هيوك في وقت سابق انطلاقه في الإعداد لموسم ثان من العمل، لكنه توقّع ألاّ ينتهي من كتابة السيناريو قبل نهاية العام 2024.

وقال كاتب السيناريو والمخرج الكوري الجنوبي إجابة عن سؤال عن أعماله المستقبلية أمام متخصّصين في المجال خلال المهرجان الدولي للتلفزيون في مدينة كان الفرنسية: “عليّ أن أكتب سيناريو الموسم الثاني، وآمل أن أنهي عملي بحلول عام 2024، وفي حال حالفني الحظ سأعرضه على المتابعين بنهاية 2024”.

وأكّد هيوك أنّه لم يكتب إلاّ “ثلاث صفحات” من نص الموسم الثاني لمسلسله الذي حقّق نجاحا كبيرا بعد عرضه عبر منصة نتفليكس.

لعبة بقاء قاتلة

يتحدّث مسلسل “لعبة الحبار” عن المئات من الأشخاص من الفئات الأكثر تهميشا في كوريا الجنوبية يشاركون في ألعاب تقليدية بهدف الفوز بمبلغ مالي كبير جدا. ويُقتل الخاسرون تباعا في كل لعبة.

وتدور أحداث المسلسل حول مشاركة مجموعة مكوّنة من 456 شخصا يائسا، من بينهم مهاجر هندي وهارب من كوريا الشمالية، في لعبة البقاء على قيد الحياة، ويُتاح لشخص واحد فقط فرصة الحصول على مبلغ قيمته 45.6 مليار وون كوري (حوالي 38.1 مليون دولار)، إذا فاز بسلسلة من ست مباريات دموية، فيما يُقتَل الخاسرون في هذه الألعاب.

واستقطب المسلسل جمهورا كبيرا من كل أنحاء العالم بفضل مجموعة من العوامل، أحدها جمعُه بين التسلية الطفولية وعواقبها المُميتة، إضافة إلى الإنتاج المتقن والسينوغرافيا الضخمة.

ظاهرة كورية

تشكّل ظاهرة “لعبة الحبار” أو “سكويد غايم” أحدث التجليات المعبّرة عن تأثير كوريا الجنوبية المتزايد على المشهد الثقافي العالمي، بعد النجاح الهائل الذي حقّقته فرقة البوب الكورية “بي.تي.أس” وفوز فيلم “طفيلي” (باراسايت) بالسعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي  للعام 2019، وتمكنه من أن يصبح أول عمل بغير اللغة الإنجليزية ينال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم.

وحظي المسلسل الذي يحتوي على عنف كبير بنجاح عالمي، إذ شاهده بعد شهر من بدء عرضه أي في منتصف أكتوبر/ تشرين الثاني من السنة الماضية أكثر من 142 مليون مشترك عبر نتفليكس، أي نحو ثلثي مستخدمي المنصة، وهذه أرقام تبرّر الرغبة في تصوير جزء ثان منه.

ورغم أن أحداث المسلسل تدور في إطار كوري بحت، إلا أن نجاحه يعود إلى المواضيع المختارة والتي سلط فيها المخرج الضوء على تجاوزات الرأسمالية.

ويتضمّن المسلسل إشارات واضحة إلى عدد من الصدمات التي ما تزال تطبع إلى اليوم الذاكرة الجماعية لكوريا الجنوبية، كالأزمة المالية الآسيوية عام 1997 وعمليات صرف العاملين في شركة “سانغيونغ” لصناعة السيارات عام 2009، وهما حدثان أدّيا إلى العديد من حالات الانتحار.

وكان هوانغ دونغ هيوك كتب عام 2009 المسلسل ليكون فيلما طويلا، وأوضح أنّ السيناريو: “بقي على جهاز الكمبيوتر طيلة عشر سنوات”، إذ لم ترغب أيّة جهة في شرائه بحجة أن العمل “دموي جدا وغير مألوف وغامض”، قبل أن تقرّر اقتناءه منصة نتفليكس التي أصبحت مُتاحة في كوريا الجنوبية عام 2016.

وبعد “لعبة الحبار” يعتزم المخرج العمل على فيلم “كي أو كلوب” المستوحى من كتاب للإيطالي أمبرتو إيكو وتدور أحداثه حول قتل مسنين.